متى ترتدي الفتاة الحجاب؟.. فتوى رسمية تحسم الجدل نهائيًا الآن
عاد الجدل مجددًا في الأوساط الاجتماعية والدينية حول السن المناسب لارتداء الفتيات للحجاب، خاصة بعد تصاعد تساؤلات أولياء الأمور حول واجبهم تجاه بناتهم في هذا الجانب الديني الحساس، وفي هذا السياق، خرجت دار الإفتاء المصرية بتصريحات واضحة ومباشرة، حسمت بها النقاش المستمر حول مدى مشروعية فرض الحجاب على الفتاة قبل بلوغها.
ويعرض لكم الموجز حكم الأفتاء حول (متى ترتدي الفتاة الحجاب؟) .
الحجاب والتكليف الشرعي
أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الحجاب فرض شرعي لا خلاف عليه، لكنه مرتبط بسن البلوغ، وهو السن الذي تُحاسب فيه الفتاة على الفرائض والعبادات، وقال في تصريح رسمي إن ارتداء الحجاب لا يُطلب من الفتاة الصغيرة، مشيرًا إلى أن الإسلام لا يفرض على الطفل التكاليف الشرعية قبل البلوغ، ومنها الحجاب.
الإجبار مرفوض دينيًا وتربويًا
وشددت الإفتاء على أن إجبار الفتاة على ارتداء الحجاب قبل أن تكون مستعدة نفسيًا وبدنيًا قد يؤدي إلى نتائج عكسية، وأضافت أن التربية الدينية تقوم على الترغيب والقدوة الحسنة، وليس على الإكراه، وأوضحت أن دور الأب والأم هو التوجيه بلين، وتهيئة البنت تدريجيًا لاستيعاب معنى الحجاب كجزء من هويتها الدينية.
آراء تربوية تدعم الفتوى
من جهة أخرى، رأى عدد من التربويين أن توقيت فرض الحجاب على الطفلة قبل أن تنضج فكريًا يمكن أن يربك علاقتها بالدين ،وأكدوا أن تعزيز القيم الدينية يتم من خلال الحوار والاحتواء، وليس عبر فرض شكل معين من المظهر الديني بالقوة.
وعي الفتاة أولًا
توصي معظم الجهات الدينية والتربوية بأن يكون ارتداء الحجاب نابعًا من قناعة داخلية لدى الفتاة، بعد أن تدرك معنى الالتزام ومكانته في الدين، ويُفضّل أن تسبق هذه الخطوة جلسات حوارية تشارك فيها الأم أو قدوة نسائية تُحتذى، مما يعزز العلاقة الصحية بين البنت ودينها.
الحجاب بين الثقافة والعادة الاجتماعية
من اللافت أن قضية الحجاب لا تُناقش فقط من منظور ديني، بل تتداخل فيها أحيانًا الموروثات الثقافية والعادات الاجتماعية، التي تختلف من بيئة لأخرى، وفي بعض المجتمعات، يُنظر إلى الحجاب كعرف مجتمعي أكثر من كونه التزامًا دينيًا، ما قد يدفع بعض الأسر إلى فرضه على الفتيات مبكرًا بدافع "الخوف من كلام الناس" أو مسايرة المحيط ،وهنا تحذر الأصوات الدينية والتربوية من خلط العادة بالعبادة، مشيرة إلى أن الحجاب عندما يُفرض اجتماعيًا وليس إيمانيًا، قد يفقد معناه الحقيقي، بل وقد يسبب نفورًا لدى بعض الفتيات، مما يستدعي التوازن بين احترام العادات وغرس الفهم الصحيح للدين.
اقرأ أيضا : سر الأذان في أذن المولود فور ولادته.. عالم أزهري يوضح الحكمة
الإفتاء توضح الفرق بين المعجزة وكرامات الأولياء
