حكم ترك سنة الفجر عند قضائها بعد الشروق لضيق الوقت والضرورة
صلاة الفجر هي من أعظم الصلوات في الإسلام، ويفتتح بها المسلم يومه، ويُسنّ أن تُسبق بركعتين هما سنة الفجر، وقد حافظ عليها النبي ﷺ ولم يتركها في سفر ولا حضر، بل وصفها بأنها "خيرٌ من الدنيا وما فيها".
ولكن يواجه البعض حالات استثنائية، مثل النوم أو النسيان أو ضيق الوقت، تؤدي إلى قضاء صلاة الفجر بعد طلوع الشمس، وهنا يثور سؤال مهم: هل يجب أداء ركعتي السنة قبل الفريضة عند القضاء، أم يجوز تركهما؟
ويناقش الموجز حكم ترك ركعتي السنة عند قضاء صلاة الفجر لضيق الوقت.
رأي الفقهاء في قضاء سنة الفجر:
اتفق جمهور العلماء على أنه يُستحب قضاء سنة الفجر إذا فاتت مع الصلاة، وقد ثبت أن النبي ﷺ لما فاتته الفجر في إحدى السفرات، صلاها بعد طلوع الشمس، فبدأ بركعتي السنة، ثم صلى الفريضة، مما يدل على جواز وتأكّد قضاء السنة حتى بعد دخول وقت الكراهة.
ترك السنة عند ضيق الوقت:
إذا خشي المسلم أن يخرج وقت القضاء – أي قبل دخول وقت الظهر – أو كان مرتبطًا بعمل أو موعد لا يسمح بأداء السنة، فيجوز له أن يقدّم الفريضة على السنة، ويصلي فقط ركعتي الفجر قضاءً، لأن الفريضة مقدّمة على النوافل عند ضيق الوقت.
وكذلك، في حال كان المسلم في المسجد وخشي أن تفوته صلاة الجماعة، يُستحب له أداء الفرض مع الجماعة، ثم يقضي سنة الفجر بعدها، فقد ثبت عن النبي ﷺ أنه كان يقضي السنن الرواتب حتى بعد الصلاة.
فضل سنة الفجر وأهميتها في السنة النبوية:
ركعتا سنة الفجر ليستا مجرد سنة عادية، بل من أكثر السنن المؤكدة التي حرص عليها النبي ﷺ وداوم على أدائها، حتى في السفر الذي رُخّص فيه ترك كثير من السنن، وقد قال ﷺ:"لا تَدَعُوهُما وإن طَرَدَتْكُمُ الخيلُ" (رواه أحمد).
كما روى مسلم أن النبي ﷺ قال:
" ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها"،في إشارة قوية إلى عظم أجرهما وفضلهما الكبير، ومن هذا المنطلق، يُستحب للمسلم ألا يترك هاتين الركعتين إلا لضرورة، أو إذا ضاق الوقت عن أداء الفريضة. كما يُشرع قضاؤهما لاحقًا، حتى لو كان ذلك بعد طلوع الشمس.
الخلاصة:
الأفضل: أداء سنة الفجر أولًا ثم الفريضة عند القضاء.
في حال ضيق الوقت أو الحاجة: يجوز ترك ركعتي السنة، وتأدية الفريضة فقط.
من فاته وقت الفجر واستيقظ بعد الشروق: يُستحب له قضاء السنة ثم الفريضة، إذا كان الوقت يسمح.
اقرأ أيضا : هل يجوز قول دعاء الاستخارة بدون صلاة ركعتين؟.. الإفتاء ترد
هل يجوز تبديل الذهب القديم بالجديد؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي الكامل
