حكم الرجوع في الهبة بعد منحها في الشريعة الإسلامية وحالات الاستثناء

الهبة هي تبرع الشخص لآخر بمنفعة أو مال دون مقابل، وقد تكون مادية أو معنوية، وتعتبر الهبة من الأعمال الصادقة التي تهدف إلى تحقيق المحبة والرحمة بين الناس، ومع ذلك، يثار تساؤل حول جواز الرجوع في الهبة بعد منحها، وهل يجوز للشخص أن يستعيد ما منحه للآخرين بعد التسليم؟
وفي هذا التقرير، يناقش الموجز حكم الرجوع في الهبة وفقاً للشريعة الإسلامية.
حكم الرجوع في الهبة في الشريعة الإسلامية
في الإسلام، يُحرم الرجوع في الهبة بعد منحها إلا في حالات معينة، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف:
" الْهَابِـةُ سُنَّةٌ، وَالرَّجُوعُ فِي هَبَتِهِ كَالرَّجُوعِ فِي صَدَقَتِهِ". (رواه البخاري)
ويشير الحديث النبوي إلى أن الرجوع في الهبة يعتبر محرمًا، ويُشبه الرجوع في الهبة بالرجوع في الصدقة، وهي من الأمور التي نهى عنها الإسلام. وذلك لأن الهبة هي من قبيل العطاء بلا مقابل، ومن غير اللائق أن يطلب الشخص عودتها بعد منحها.
حالات يجوز فيها الرجوع في الهبة
على الرغم من تحريمه بشكل عام، هناك بعض الحالات الاستثنائية التي يجوز فيها الرجوع في الهبة. وهذه الحالات تشمل:
إذا كانت الهبة مشروطة:
إذا كانت الهبة مرتبطة بشرط لم يتم الوفاء به من قبل الموهوب له، يحق للمانح الرجوع في الهبة، مثلًا، إذا تم منح شخص معين هبة بشرط أن يقوم بعمل معين أو يتخذ إجراء معين ولم يلتزم بالشرط، يمكن للمانح الرجوع في الهبة.
إذا كانت الهبة في مرض الموت:
في حالة الهبة أثناء مرض الموت، يشترط أن تكون الهبة قد تمت وفقًا للأحكام الشرعية الخاصة بالوصايا والهبات في مرض الموت، وإذا كانت الهبة قد تم إجراؤها في هذا السياق، فإنها قد تكون غير قابلة للرجوع فيها.
إذا لم يتم تسليم الهبة:
إذا كانت الهبة قد تم الاتفاق عليها ولكن لم يتم تسليمها للموهوب له، يمكن للمانح الرجوع فيها.
في حالة الهبات بين الزوجين:
في بعض الحالات الخاصة، قد يسمح للزوج أو الزوجة بالرجوع في الهبة بعد منحها، خصوصًا إذا كانت الهبة على سبيل المثال من الزوج إلى الزوجة، وكان المانح يعاني من ظروف مالية.
موقف الفقهاء من الرجوع في الهبة
المالكية: يَرَوْن أن الرجوع في الهبة بعد تسليمها محرم إلا إذا كانت الهبة مشروطة أو فاسدة.
الشافعية: يتفقون مع المالكية في تحريمه أيضًا، ولكنهم يقرون بوجود حالات استثنائية يمكن الرجوع فيها.
الحنابلة: لا يسمحون بالرجوع في الهبة بعد التسليم، إلا في حال حدوث خيانة أو غش من طرف الموهوب له.
اقرأ أيضا : هل يجوز قول دعاء الاستخارة بدون صلاة ركعتين؟.. الإفتاء ترد
حكم تغسيل تارك الصلاة في الإسلام كما أوضحته أمينة الفتوى