الأزهر يحسم الجدل حول حديث: إذا انتصف شعبان فلا تصوموا ويوضح الحكم
![الأزهر يحسم الجدل](/UploadCache/libfiles/80/6/800x450o/694.jpg)
أثار حديث "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا" جدلاً واسعًا بين المسلمين، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، حيث يتساءل الكثيرون عن مدى صحة هذا الحديث وما إذا كان يمنع الصيام في النصف الثاني من شعبان، وقد حسم مركز الأزهر العالمي للفتوى هذا الجدل بتوضيح موقف العلماء من الحديث وتفسيره الصحيح.
ويعرض لكم الموجز حكم الأزهر حول مسألة الصيام بالنصف الثاني من شعبان من خلال الأفتاء .
صحة الحديث وآراء العلماء
يعود أصل الحديث إلى رواية الصحابي أبي هريرة، وقد رواه كل من أبو داود والترمذي وابن ماجه، لكن هناك اختلافًا بين العلماء حول تصحيحه، فبينما صححه بعض أهل الحديث، مثل الإمام الترمذي وابن حبان، رأى آخرون أنه حديث ضعيف، ومن بينهم الإمام أحمد وابن معين، الذين أشاروا إلى أن الرواية فيها تفرد.
تفسير الحديث والعمل به
يذهب بعض الفقهاء، وخاصة من الشافعية والحنابلة، إلى العمل بمضمون الحديث، حيث يرون أن الصيام بعد منتصف شعبان مكروه إلا لمن كان له عادة سابقة في الصيام، كصيام الاثنين والخميس أو صيام يوم وإفطار يوم ، وفي المقابل، يؤكد جمهور العلماء، ومنهم المالكية والحنفية، أن الحديث لا يعني تحريم الصيام بعد النصف من شعبان، وإنما يُنهى عن صيام يوم الشك فقط، أي قبل رمضان بيوم أو يومين، خشية أن يكون رمضان قد دخل دون تأكد.
فتوى الأزهر وتوجيهاته
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى أن صيام النصف الثاني من شعبان جائز شرعًا، خاصة لمن اعتاد الصيام، أو لمن عليه قضاء أو نذر ،وشدد على أن الحديث لا يتعارض مع الأحاديث الصحيحة الأخرى التي تثبت أن النبي ﷺ كان يكثر من الصيام في هذا الشهر.
أهمية الاستعداد لرمضان
ينصح العلماء المسلمين بالاستعداد لشهر رمضان روحيًا وجسديًا من خلال تكثيف العبادات، مثل قراءة القرآن والقيام والذكر، كما أن الصيام في شعبان يُعد تمرينًا على الصيام في رمضان مما يساعد الجسم على التأقلم، ولذلك، فإن الإكثار من الصيام في هذا الشهر من السنن المستحبة خاصة إذا كان بنية التقرب إلى الله وطلب المغفرة.
وبناءً على ما سبق، فإن الصيام بعد منتصف شعبان مشروع ولا حرج فيه، إلا أنه من الأفضل تجنب صيام يوم الشك إلا لمن اعتاد الصيام، وذلك اتباعًا لتوجيهات السنة النبوية.
اقرأ أيضا : حكم رفض الزوج لزوجته قضاء ما افطرته من صيام رمضان
حكم التصدق من مال الزوج دون علمه.. دار الإفتاء المصرية ترد