صحيفة أمريكية ترصد وجه الشبه بين أوباما والرئيس الإيرانى

حسن روحانى
حسن روحانى
أكد الباحث بول بيلار في مقال له بمجلة ناشونال إنتريست الأمريكية, ان هناك تقارير تفيد بأن الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي نال في الخطاب السياسي لبلاده لقب "إصلاحي" و"معتدل"، قد استبعد من قبل آخرين في المعسكر الإصلاحي، ممن يظنون أنه لم يكن حازماً بما يكفي لتحدي المتشددين الإيرانيين حيال عدد من القضايا التي تميز المتشددين عن الإصلاحيين، بحسب
وصدر تحدّ مباشر لروحاني عبر رسالة وردت من قبل شخص كان متفقاً معه، وهو مهدي كروبي، رجل الدين، والزعيم الإصلاحي، والمرشح الرئاسي السابق الذي يخضع منذ عام ٢٠١١ للإقامة الجبرية. وقد طالب كروبي في رسالته بالمثول أمام محكمة عامة.
ويقول بيلار , إن روحاني وعد سابقاً بالعمل على إطلاق سراح كروبي ومير حسين موسوي، الزعيم الإصلاحي البارز الآخر الموضوع أيضاً في الإقامة الجبرية . ولكن بات واضحاً أن روحاني وحلفاءه يعتقدون أن الضغط في تلك القضية، في الوقت الراهن، سوف يولد عدداً من المواجهات مع متشددين مما يهدد بفقدانهم دعم المرشد الأعلى على خامنئي من أجل استكمال أولويات إصلاحية أخرى. ومن بين تلك الأولويات تطوير الاقتصاد الإيراني الذي كان بدوره أحد الأسباب التي دفعت روحاني لأن يركز بشدة على المفاوضات النووية وتطبيق الاتفاقية، وتحسين العلاقات التجارية مع الغرب.
وتشير ناشونال إنتريست إلى أن الانقسامات في المعسكر الإصلاحي في إيران تشبه إلى حد ما الخلافات التي تنشأ ضمن أنظمة سياسية أخرى، منها غربية، بين أشخاص يتفقون على أهم المواضيع، لكنهم يختلفون بشأن الاستراتيجية والتكتيكات حيال حجم الأشياء التي يمكن إنجازها، ومدى سرعة تحقيقها، وفيما إذا كانت المواجهة المباشرة مع خصوم سياسيين أفضل أو أسوأ، من إدارة رأس المال السياسي بطريقة أكثر انتقائية.
وتقول المجلة , إن باراك أوباما يواجه وضعاً مشابهاً لروحاني، ولكنه مختلف لكون الرئيس الأمريكي ليس مضطراً للتعامل مع مرشد أعلى يجلس على قمة النظام السياسي في إيران. فالرئيس أوباما مجبر على التعامل مع كونغرس يهيمن عليه جمهوريون قد يكونون أسوأ من المرشد الأعلى، بمعنى أن الغالبية في الكونغرس مصممة على معارضة أوباما في كل خطوه يخطوها.
وقد أدت براجماتية الرئيس الأمريكي في التعامل مع هذه الواقعية السياسية لأن يدرك أنه لن يستطيع تمرير جميع القرارات التي يتخذها أو المبادئ التي يعد بها، وفق رغباته. ويعتبر أوباما من بين من يعتقدون بأهمية ترتيب الأولويات، وصرف رأس المال السياسي بانتقائية.
وبري بيلار، تعرض الرئيس الأمريكي، جراء تطبيقه ذلك الأسلوب في الحكم، لانتقادات من يصننفون أنفسهم في خانة الليبراليين أو التقدميين، ممن يشاركونه في تطلعاته بشكل أكبر مما يمكن أن يجمعهم مع المعارضة الجمهورية. ولكن هؤلاء خاب أملهم بسبب عدم بذل أوباما ما يكفي من الجهود أو الضغوط لتعديل حقائق سياسية عوضاً عن التأقلم معها.
تم نسخ الرابط