يدرك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن جميع معاركه في الخارج خاسرة لكنه يتعمد افتعالها حتي يهرب من جحيم الخراب الذي أحدثه في تركيا.. لقد جلب أردوغان الأزمات لتركيا مع كل دول الجوار وأجبر الدول الغظمي علي التدخل لوقف جنونه.. لقد كرر في ليبيا ما فعله في سوريا عندما حاول السيطرة عليها وكنا في الموجز أول من كشف خطة المستشارة الألمانية ميركل والرئيس الفرنسي ماكرون لطرد أردوغان ووقتها كتب الكاتب الصحفي ياسر بركات مقالا في مارس 2020 بعنوان "حانت لحظة نهاية أردوغان " كشف فيه تفاصيل خطة طرده من سوريا.وإلي نص المقال
بعد محادثات لست ساعات، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تراجع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مطالبته بعودة قوات الجيش السوري إلى حدود سوتشي، ووافق على تشغيل الطريقين الدوليين بين حلب ودمشق وبين حلب واللاذقية، وأعلن أن أنقرة تتحمل مسؤولية إقامة منطقة عازلة وإبعاد فصائل المعارضة أو الإرهابيين عن جانبي الطريق الدولي. بينما وافقت دمشق على التراجع عن خطة استعادة الطريقين بعملية عسكرية واسعة و"عدم التوقف عن محاربة الإرهاب" و"دحر العدوان التركي"، إضافة إلى الموافقة على قرار موسكو تسيير دوريات تركية في شمال غربي سوريا كما هو في شمالها الشرقي.
المثير للدهشة هو أن الولايات المتحدة عرقلت يوم الجمعة، تبني مجلس الأمن الدولي إعلاناً يدعم الاتفاق الروسي التركي على وقف لإطلاق النار في محافظة إدلب السورية، بناء على طلب روسيا، حسبما ذكر دبلوماسيون بعد اجتماع مغلق. وأفاد الدبلوماسيون أنه عندما طلب السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا من شركائه الـ14 في مجلس الأمن تبني إعلان مشترك بشأن الاتفاق الروسي التركي، قالت واشنطن "إنه لأمر سابق لأوانه".
كان الرئيسان الروسي والتركي قد وقعا الخميس، بعد أكثر من 6 ساعات من المحادثات اتفاقاً على وقف النار في إدلب، يتضمن بنودا أوضحها وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، خلال مؤتمر صحفي الخميس مع نظيره التركي، منها: إنشاء ممر آمن بطول 6 كم إلى شمال وجنوب طريق "M4" ، الذي يشكل محورا استراتيجيا يعبر منطقة إدلب، على أن يتم الاتفاق بين وزيري دفاع تركيا وروسيا سيتفقان على المعالم المحددة للممر الآمن خلال سبعة أيام. وتسيير دوريات مشتركة على طول طريق "M4" في سوريا ابتداء من 15 مارس، كذلك وقف جميع الأعمال القتالية على خط التماس في المحافظة بحلول منتصف ليل الخميس الماضي. وإنهاء الأزمة السورية بعملية سياسية يقودها السوريون.
بعد ساعات من الاتفاق، اندلعت اشتباكات في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، بحسب ما أفاد الرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم الجمعة، بين قوات النظام وفصائل سورية مسلحة على محاور في جبل الزاوية، أدت إلى مقتل 6 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و9 على الأقل من "الحزب الإسلامي التركستاني". وبالتزامن، دخل ما لا يقل عن 150 آلية وعربة عسكرية تابعة للقوات التركية نحو الأراضي السورية، على 3 دفعات، حيث دخل الرتل الأول بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، بينما دخل الرتلان الثاني والثالث صباح الجمعة، بحسب ما أوضح المرصد.
هذه الأرتال اتجهت إلى المواقع التركية في محافظة إدلب، وبذلك يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت منطقة "خفض التصعيد" خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر فبراير وحتى الآن، إلى أكثر من 3450 شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات و"كبائن حراسة" متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة أكثر 8350 جنديا تركيا.
الرئاسة الفرنسية أعلنت، يوم الجمعة، أن الاتفاق الروسي التركي الذي تم التوصل إليه، مساء الخميس، في موسكو لوقف إطلاق النار في شمال غرب سوريا لا يزال هشاً ويتضمن عدداً من "النقاط الغامضة". وقالت الرئاسة الفرنسية "توافق الروس والأتراك على قاعدة أنتجت اليوم وقفاً لإطلاق نار لم يترسخ جيداً بعد"، مشيرةً إلى "خفض للتصعيد العسكري لكن مع استمرار عدد من التحركات ميدانيا". وأضافت "يتضمن هذا الاتفاق عدداً من النقاط الغامضة، ومسائل يصعب التعامل معها، خصوصاً بشأن الانسحاب من الطرق الدولية أم4 وأم5، وحديثاً عن دعم سياسي وإنساني. لا وضوح بشأن ترتيباته". وتابعت الرئاسة الفرنسية "الأجندة الروسية تبقى واضحة جداً، أي السيطرة على كامل سوريا لصالح نظام بشار الأسد". وأضافت "على الأتراك الاختيار بين شراكتهم الصعبة مع روسيا والدعم الذي يمكن أن يطلبوه من الحلفاء ومن الأوروبيين".
باريس عارضت فكرة عجز الأوروبيين أمام موسكو وأنقرة في الأزمة السورية، مشيرةً إلى الوسائل المالية التي يملكونها لمساعدة اللاجئين وإعادة الإعمار المستقبلية للبلاد، ووجود التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في شمال شرق سوريا. وأكد قصر الإليزيه "ما دام فلاديمير بوتين قادراً على القصف هنا أو هناك، ورجب طيب أردوغان على لعب عدة أوراق مرةً واحدة، والإيرانيون على نشر مقاتلين، فسيملكون الأفضلية على الأرض، لكنهم لا ينتجون معادلة مستقرة في سوريا". وأوضحت الرئاسة الفرنسية "لا يمكن لا للروس ولا الإيرانيين ولا الأتراك أن يحققوا استقراراً في سوريا بشروطهم"، مضيفةً "في ما يتعلق بالناحية الإنسانية، لن تأتي المساعدة لا من روسيا ولا تركيا ولا إيران". واقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لقاء مع الرئيسين الروسي والتركي حول الأزمة السورية. لكن لم يعلن الكرملين حتى الآن عن موقفه إزاء اللقاء.
وزارة الدفاع التركية، أعلنت يوم السبت، أن وقف إطلاق النار في إدلب السورية لم يشهد أي انتهاكات، في حين ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن هناك ثلاث وقائع شهدت إطلاق نار في إدلب في الأربع والعشرين ساعة الماضية. وأضافت أن هناك سبع حالات إطلاق نار أخرى في اللاذقية وتسع حالات في حلب، مشيرة إلى أن 860 لاجئا عادوا إلى سوريا من الأردن ولبنان خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.