الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الثلاثاء 2 يوليو 2024 08:47 مـ 26 ذو الحجة 1445 هـ
أهم الأخبار

نبيل دعبس: الحديث عن التصالح مع الدولة «جلسات مصاطب» وإجراء الانتخابات الرئاسية أولاً ينهي أسطورة «مرسي»

>> رئيس حزب مصر الحديثة أكد أن النظام الفردي هو الأنسب لإجراء الانتخابات البرلمانية
>> جماعة الإخوان لن تنجح في تعطيل خارطة الطريق.. وعلي الدولة تقديم أعضائها لمحاكمات عاجلة
أكد الدكتور نبيل دعبس رئيس حزب مصر الحديثة أن جميع المحاولات التي تقوم بها جماعة الإخوان لتعطيل خارطة الطرق لن تفلح، وأن الدولة مستمرة في نهجها مهما كانت الأعمال الإرهابية، مطالبا في حواره لـ "الموجز" وزارة الداخلية بالضرب بيد من حديد علي كل من يحاول شل حركة الدولة أوتعطيل مسيرتها، وتقديم هؤلاء لمحاكمات عاجلة حتي يكونوا عبرة لكل من يفكر في ارتكاب مثل هذه الأفعال.
مشيرا إلي أن التصويت بـ "نعم" علي الدستور أصبح ضرورة للخروج بالبلاد من محنتها الحالية علي أن يعقب الاستفتاء إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية حتي يكون هناك رئيس للدولة منتخب بطريقة شرعية ومن ثم قطع الطرق علي كل المعارضين لخارطة الطريق وعزل الرئيس السابق محمد مرسي سواء في الداخل أو الخارج.
> كيف تري أحداث العنف التي تشهدها مصر مؤخرا؟
مايحدث مؤخرا الهدف منه هو تعطيل خارطة الطريق ومحاولة عرقلة إجراء الاستفتاء علي الدستور لإيصال رسالة للغرب بأن ماحدث في مصر انقلاب وليس ثورة وأن هناك عدم أمن واستقرار بهدف شل الاقتصاد وترويع المستثمرين الأجانب لسحب استثماراتهم من القاهرة، وكل مايحدث مؤخرا من الجماعة أشبه بـ "صرخة نملة" بعد أن اقتربت من خط النهاية وأصبحت منبوذة من الجميع، ومهما كانت قوة هذه الأعمال الإرهابية لن تفلح في تحقيق مخططها فمصر ستظل هي الأقوي من أي كيان علي مدار التاريخ، وعلي وزارة الداخلية الضرب بيد من حديد علي يد من يحاول ترويع وإرهاب الشعب المصري، وسرعة القبض علي الجناة الذين يرتكبون مثل هذه الأعمال الإرهابية من حين لآخر وتقديمهم لمحاكمة عاجلة ليكونوا عبرة وعظة لكل من يفكر في اقتراف هذا العمل الإجرامي، كما أنه لابد للقائمين علي الحكم في مصر أن يضربوا بيد من حديد علي جميع نواحي الفساد والانفلات الأمني ومحاولات ترويع وترهيب المواطنين, وهذه الأعمال الإجرامية التي يرتكبها أمثال هؤلاء تحت زعم الجهاد في سبيل الله والتي لاتمت للإسلام بصلة ومرتكبها أبعد مايكونون عن الدين الإسلامي خصوصا أنهم يستهدفون أبرياء ورجال الشرطة الذين يسهرون علي حماية أمن هذا الوطن ومنشآته وممتلكاته.
> وهل هذه الأحداث كانت سببا في إصدار قانون التظاهر الذي يلقي اعتراض الكثيرين؟
معظم المظاهرات والاعتصامات التي نشاهدها في الوقت الراهن تخرج عن السلمية والقانون الذي تم إقراره بخصوص هذا الشأن به العديد من الإيجابيات والسلبيات و كان من الضروري إقراره في هذه المرحلة الحرجة والعصيبة التي تمر بها البلاد خصوصا بعد انتهاء حالة الطوارئ واستمرار جماعة الإخوان المسلمين في اتباع سياسة العنف ظنا منها أنها قد تكون سببا في عودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلي موقعه مجددا وهو مايعد ضربا من الخيال وأنا أوجه رسالة لهم قائلا: لابد من جلوس الجميع علي مائدة الحوار لأنه السبيل الوحيد لحل الأزمة الحالية علي أن يتم تفعيل دولة القانون بما يضمن تحقيق العدالة الاجتماعية، خصوصا أن معظم المظاهرات والاعتصامات التي نشاهدها في الوقت الراهن تخرج عن السلمية وغالبا مايكون القائمون عليها مدججين بالأسلحة مما يتعارض مع الهدف الأساسي الذي من أجله تقام هذا المظاهرات وهي التعبير عن الرأي بطريقة سلمية كما يحدث في جميع بلدان العالم, كما أتساءل: لماذا يرفض الشعب المصري احترام القانون واتباع الإجراءات السليمة لتنظيم عملية التظاهر بما يضمن عدم حدوث أي اعتداء علي أي منشأة عامة أو وقوع اشتباكات وعنف قد يتسبب في مقتل بعض الأشخاص كما يحدث حالياً؟, وإذا كان القانون الحالي به العديد من السلبيات فعلينا الانتظار حتي انتخاب مجلس شعب جديد خلال الفترة القليلة المقبلة ومن ثم عرض القانون عليه للنظر فيه وتعديل المواد محل الخلاف بما يحقق مصلحة الدولة والشعب معا، ورغم الاعتراضات الكثيرة علي القانون فأنا طالبت أكثر من مرة وما زلت أطالب رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور بعدم التراجع عن هذا القانون أو تعديله حتي لايقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه الرئيس الإخواني محمد مرسي وهي إصدار القوانين والإعلانات الدستورية والعدول عنها وهو ماكشف ضعفه أمام الرأي العام وجعله ضيفا شبه دائم علي الإعلام خصوصا برامج "الكوميديا.
> مؤخرا تم إقرار الدستور كيف تري مواده؟ وهل الحزب سيصوت عليه بـ "نعم" أم "لا".؟
الدستور الجديد به العديد من لايجابيات ويختلف كلية عن دستور الإخوان والذي كان "عنصريا" يفرق بين طبقات الشعب المصري حسب انتمائهم الديني والسياسي ومن الطبيعي ألا ينال الدستور رضا جميع فئات الشعب خصوصا أننا مازلنا في مرحلة البحث عن المصالح الشخصية لدي الكثير من الفئات، ومحاولة كل فصيل الحصول علي أكبر امتيازات علي حساب الفصيل الآخر.
وبالنسبة للحزب فإننا نحث جميع الشعب المصري علي الخروج والتصويت بـ "نعم" علي الدستور وذلك للمضي قدما في خارطة الطريق كما طالبت جميع قواعد الحزب بمختلف المحافظات للخروج والتصويت بنعم علي الدستور وذلك للانتهاء من المرحلة الانتقالية والبدء في مرحلة جديدة يتم خلالها بناء دولة مصر الحديثة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وعلي المسئولين في الدولة ضرورة القيام بحملة توعية للتعريف بالدستور وأهم التعديلات والإيجابيات التي طرأت عليه وكيفية معالجته للأخطاء بالنسبة للمواد التي أقرها الإخوان خلال فترة وضعهم لدستور 2012 بما يخدم مصالحهم الشخصية ويكرس لفكرهم داخل المجتمع المصري.
> وما هي أهم الإيجابيات التي طرأت علي الدستور الجديد من وجهة نظرك؟
هناك الكثير من المميزات وعلي رأسها إلغاء مجلس الشوري وذلك لعدم وضوح الهدف والرؤية من هذا المجلس كما أنه لم يكن له أي دور فعال خلال السنوات الماضية خصوصا في ظل المجاملة والمحسوبية في اختيار الأعضاء وتمييز فئات علي حساب أخري والتي وضحت في اختيارات الرئيس المعزول محمد مرسي الذي عمد إلي تعيين المقربين منه والمنتمين للجماعات الإسلامية في مجاملة صريحة لهم علي مواقفهم الداعمة له سواء أثناء الانتخابات الرئاسية أوبعد توليه دفة الحكم, كما أنه مجلس استشاري لافائدة من وجوده.
> الحزب يعتبر من أشد المؤيدين لإجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية.. لماذا هذا التأييد؟
نحن كحزب نسعي إلي خلق استقرار في مصر ومن المعلوم للجميع أن الانتخابات البرلمانية تشهد الكثير من أعمال العنف والصراعات، ولهذا أيدنا مطلب إجراء الانتخابات الرئاسية أولا حتي يكون هناك كيان رئيسي حاكم لهذه الدولة عبر انتخابات شرعية نزيهة متمثل في رئيس الجمهورية وبالتالي نكون أنجزنا أهم بند في خارطة الطريق، ولقطع الطريق أيضا علي الجماعات التخريبية التي تسعي إلي تعطيل هذه الخارطة لإدخال البلاد النفق المظلم.
> وهل تؤيد إجراء الانتخابات البرلمانية بنظام القائمة أم بالنظام الفردي؟
النظام الأنسب لمصر خلال الفترة المقبلة هو إجراء الانتخابات بالنظام الفردي لتفادي الأخطاء التي وقعنا فيها خلال حكم جماعة الإخوان المسلمين، خصوصا في هذه المرحلة فالنظام الفردي هو الحل الأنسب لوضع مصر الحالي بما يتيح للجميع تمثيلا عادلا ويضمن اختيار أشخاص علي قدر المسئولية وليس اختيار أحزاب بغض النظر عن كفاءة المرشحين من عدمه وأتمني أيضا أن تتم عملية "تصغير" للدوائر لتفادي ماحدث في الانتخابات الماضية حيث كان هناك بعض الأعضاء يمثلون ثلاثة أو أربعة مراكز في وقت واحد كما أنهم كانوا يمثلون ملايين الأشخاص وهذا مايصعب علي أي نائب مهما كان القيام بخدمة هذه الدائرة بمراكزها المتشعبة وأعدادها الغفيرة.
> ولكن هذا النظام به الكثير من العيوب أهمها سيطرة رأس المال علي الحياة التشريعية؟
هذه الإشكالية توجد في جميع الدول وليس في مصر فقط ورأس المال سيظل أحد أهم عوامل النجاح في الانتخابات البرلمانية وعلي سبيل المثال الكونجرس الأمريكي أوالبرلمان الفرنسي به المئات من رجال الأعمال وهذا شيء طبيعي ولكن الأهم من كل ذلك هو اختيار أشخاص سواء كانوا رجال أعمال أوغير ذلك علي قدر عال من النزاهة والمسئولية وأن يعملوا لصالح هذا البلد والفئة التي اختارتهم.
> هذا النظام قد يكون أيضا مدخلا لعودة رموز نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك إلي الحياة السياسية مجددا؟
كل نظام به الأخطاء والمزايا وهناك الآلاف من الذين كانوا ينتمون إلي نظام مبارك معروف عنهم الشرف والنزاهة وطهارة اليد والقدرات السياسية الهائلة والقدرة أيضا علي الخروج بالبلد من كبوته السياسية والاقتصادية نظرا لما يتمتعون به من كفاءات عالية وبالتالي ما المانع أن يعود هؤلاء لممارسة الحياة السياسة مجددا والإخوان أنفسهم كانوا جزءا من نظام مبارك واستطاعوا التربع علي عرش مصر من بعده وللعلم جميع الممارسات الخاطئة التي كانت ترتكب في الماضي لن تحدث مجددا فالخوف انتزع من قلوب المصريين والشعب لن يقبل الظلم مرة ثانية وهو ماوضح في الخروج علي الرئيس الإخواني محمد مرسي فبعد مرور عام علي حكمه قرر الشعب عزله من منصبه وذلك بعد أن استشعر الخطر وتيقن أن هذا الرجل وجماعته يعملون لصالح تنظيمهم الخاص علي حساب دولة بأكملها.
> وماذا عن حزب مصر الحديثة واستعداده للانتخابات البرلمانية المقبلة؟
نحن نستعد علي قدم وساق فيما يتعلق بجميع النواحي سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية وسنعمل علي ترشيح ودعم أشخاص لهم ثقل في الشارع المصري كما أن الحزب لديه 162 مقرا في مختلف المحافظات ونقوم بالإنفاق علي جميع متطلبات الحزب وذلك بهدف خلق كيان قوي قادر علي المنافسة بما يخدم الصالح العام.
> وهل يقبل الحزب أن يرشح علي قائمته منتمين للحزب الوطني المنحل أوجماعة الإخوان المسلمين خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
لايوجد مانع مادام هذا الشخص صاحب تاريخ عريق في المجالات المختلفة ولم يرتكب أي حادثة إجرامية أو توجه له اتهامات قضائية أويشار إليه بعدم النزاهة.. لذلك عندما يقبل الحزب بترشيح أشخاص علي قائمته فهو يقبلهم لذاتهم ومكانتهم الاجتماعية وليس لكونهم من رموز الوطني المنحل أوجماعة الإخوان المحظورة.
> وهل تتوقع أن يكون للحزب دور بارز في الانتخابات المقبلة في ظل تراجع أدوار الأحزاب الأخري؟
من المؤكد وهذا ماسنعمل عليه خلال الفترة المقبلة خصوصا أن الفترة الماضية شهدت العديد من عمليات التزوير الممنهجة لحساب أحزاب بعينها.
nawy