ضربة جديدة للمسلمين في الهند.. هدم مسجد أثري يعيش فيه أيتام
تلقى المسلمون في الهند صفعة جديدة تُضاف إلى سجل الانتهاكات التي يتعرضون لها، وتتمثل في هدم مسجد أخوندجي، الذي بني قبل 600 عام على الأقل، والمدرسة الدينية المجاورة له، في العاصمة الهندية دلهي.
نيودلهي تهدم مسجدا بدعوى أنه غير قانوني
وبحسب شبكة سي بي سي، فقد قامت هيئة تنمية دلهي، وهي منظمة تخطيط حضري تديرها الحكومة الفيدرالية، بهدم المسجد بدعوى أنه "غير قانوني". إلى جانب ذلك، تم هدم المدرسة التي كان يعيش فيها أكثر من 25 طالبا معظمهم من الأيتام، ومقبرة مجاورة ومزار لقديس صوفي يقع داخل مجمع المسجد.
تقع البنايات في غابة سانجاي فان، وهي غابة مترامية الأطراف تبلغ مساحتها 784 فدانا في مدينة مهرولي، إحدى مدن دلهي السبع، التي تعود للقرون الوسطى، وتعج المنطقة بالآثار التي تروي ماضي المدينة الغني.
وقالت هيئة تنمية دلهي في بيان إن المسجد "مبنى غير قانوني" تم هدمه "دون أي عائق أو اضطراب"، لكن إمام المسجد ذاكر حسين ومحاميه شمس خواجة ينكران ذلك، قائلين إن المباني مملوكة لمجلس وقف دلهي، المسؤول عن صيانة الممتلكات الإسلامية في المدينة.
يقول حسين إن السلطات لم تعطهم إشعارا كتابيا قبل هدم المباني. كما يقول إن نسخا من القرآن قد تضررت، ولم يسمح للأطفال بحفظ ممتلكاتهم، وإن سجلات الممتلكات التي أثبتت أن المسجد لم يكن غير قانوني قد أخذت منهم.
وأضاف: "تركونا في العراء، بدون أي شيء سوى الصلوات".
ونفت هيئة تنمية دلهي جميع هذه المزاعم، قائلة إن الأرض التي كان المسجد قائما عليها كانت ملكا لها.
وقال راجيف كومار تيواري، المفوض الرئيسي في إدارة هيئة تنمية دلهي، لبي بي سي: "وجدنا بعض الكتب أثناء تطهير الموقع وطلبنا من سلطات المسجد استلامها منا".
وتنظر محكمة دلهي العليا في الأمر، وقالت يوم الخميس إن هناك "هياكل كافية " في دلهي، ولا ينبغي أن يعيق ذلك استعادة غابات المدينة. وأضافت المحكمة أنه لن تتم حماية أي مبنى سوى الآثار المعترف بها من قبل هيئة المسح الأثري للهند، الوصي على الآثار في البلاد.
في الأيام التي تلت الهدم، هدمت السلطات بعض المباني التاريخية الأخرى في مهرولي، بما في ذلك ما يعتقد الكثيرون أنه ضريح أحد القديسين الصوفيين الأوائل في دلهي.
وقد وصف دعاة الحفاظ على البيئة والمؤرخون الغاضبون هذا بأنه تدمير "طائش" للتراث الجماعي يضرب روح المدينة ذاتها.
تفاصيل واقهة هدم مسجد أخوندجي بالهند
ويقول المتضررون إن هدم المسجد حصل بشكل فوضوي ومن دون إعلان مسبق. وتحدثت بي بي سي إلى تسعة أطفال قالوا إنهم استيقظوا لأداء صلاة الفجر في الساعة 5 صباحا عندما سمعوا صوتا صاخبا. ويتذكر أحدهم، ويدعى عمر، رؤية العشرات من رجال الشرطة وعدد قليل من الجرافات و"بعض الرجال الغاضبين يصرخون فينا للخروج".
ثم اندفع الإمام حسين صارخا في الأطفال: "اركض، اركض"، "خذ كل ما يمكنك العثور عليه واركض فقط!".
ركض عمر مع سترة ونعل في يده. لم يستطع صديقه مريد فعل ذلك وذهب حافي القدمين. قال خمسة أطفال آخرين، جميعهم يبلغون من العمر نحو 10 سنوات، إنهم خرجوا بدون سترات أو أحذية.
يقول أحدهم ويدعى ظفر: "كنت محظوظا، على الأقل تمكنت من إحضار طبقي هذا، ومضربي المفضل".
وتظهر سجلات المسح الأثري للهند أنه تم إصلاح المسجد في حوالي عام 1853 في عهد الإمبراطور المغولي الأخير بهادور شاه ظفر. وتقول المؤرخة رنا ساففي إن عليه نقشا كتبه الإمبراطور بنفسه.
بينما خضع جزء كبير من الهيكل لإعادة الإعمار حديثا، وتقول ساففي إن المسجد كان لا يزال جزءا حيويا من التاريخ يستحق الحفاظ عليه. وتضيف: "كيف يمكن للمسجد الذي كان مهما لآخر الأباطرة المغوليين عديم الأهمية؟".
وفي الأسبوع الماضي، قالت هيئة تنمية دلهي إن هدم المسجد "تمت الموافقة عليه" من قبل لجنة دينية شكلت للنظر في مثل هذه الحالات. وطعنت سلطات المسجد في هذا الأمر في المحكمة، زاعمة أن السلطات ألغت حكما قضائيا صدر عام 2022 أمر هيئة تنمية دلهي بتحديد الأراضي المملوكة للوقف وترسيمها قبل القيام بأي عمليات هدم في المنطقة.
فيلم ”الفرح” الهندي.. حفل زفاف مزيّف للحصول على تمويل حكومي (فيديو)