بالصور.. ”الموجز” يتجول داخل مجمع ”دمو التعليمى” بالفيوم

علي بعد ساعة ونصف من القاهرة، وقفت السيارة في إحدى قري الفيوم يطلق عليها "دمو" أمام المجمع التعليمي التكنولوجي"، وعلي الرغم من أن المجمع يضم طلابا من المرحلة الثانوية وما يليها، إلا أننا لاحظنا دخول طلاب بزي وعمر طلاب المدارس الإعدادية يدخلون المجمع وعلي وجوههم نظرات السعادة تشبه تلك التى كانت ترافقنا في الرحلات.
للوهلة الأولي لم نفهم سبب مجيء طلاب المرحلة الإعدادية للمجمع، فتملكنى الفضول لسؤالهم، وبالفعل استوقفت إحدى الطالبات وسألتها عن سبب مجيئها فكان ردها كالتالي: "نحن نأتى للمجمع لمعرفة أساليب الدراسة ورؤية المجمع والتعرف علي المعلمين والطلاب وطرق تدريسهم لأننا نفكر في الإلتحاق به عقب إكمال المرحلة الإعدادية"، فباغتها بسؤال آخر، "هل هذه هى زيارتك الأولي، فكان ردها"لا .. نأتى كثيراً للمجمع، لأعرف كل جديد ولأنه يوجد تحديث باستمرار في المحاضرات التى نحصل عليها لشرح ما يقوم ويقدمه المجمع للطلاب، إلي جانب أن طلابه يدرسون ويتحدثون اللغة الإيطالية، وكان يوجد خبراء إيطاليون يأتون باستمرار للمجمع".
المدرسة الإيطالية
الحديث مع طالبة الإعدادية جعل لدي رغبة في معرفة آراء المواطنين الذي يعيشون في المنطقة المجاورة للمجمع، فتوجهت إلي الخارج لأصادف بمطعم صغير لصاحبه رجل أربعينى بسيط يدعي "أبو عمر" علمت بعد ذلك أن طلاب المجمع يشترون منه سندوتشات خلال فترة راحتهم باليوم الدراسي، وعند سؤاله عن المجمع والإشارة إليه، قال "دى المدرسة الإيطالية، طلابها يأتون هنا لتناول الطعام لكن لا يمكثون كثيرا لأن وقتهم ضيق جدا، فالفترة التى يتناولوا فيها طعامهم هنا لا تتجاوز الـ10 دقائق، ويقولون إن المدرسة الإيطالية بتعلمهم بشكل جيد، ويأتى لهم معلمين من ايطاليا".
وخلال حديثنا مع صاحب المطعم، جاءت إحدى السيدات من سكان قرية دمو، وقالت إن المدرسة الإيطالية لم تعد مثل السابق بعدما تركها الإيطاليون وعادوا لبلادهم، مؤكده أنها مدرسة صناعية وكان بجوراها مدرسة ثانوي تجاري وطورها الإيطاليين بمنحة.
تاريخ المجمع وفكرة إنشاءه
بعد انتهاء حديثنا معهم توجهنا إلي المجمع وكان لنا لقاء مع المهندس أحمد صبيح مدير المجمع التكنولوجي بدمو، الذى أوضح أن البداية كانت عندما تبنى صندوق تطوير التعليم فكرة مجمعات التعليم التكنولوجي المتكاملة، كنموذج رائد لتطوير التعليم الفني، تمهيدا لإنشاء شبكة قومية من هذه المجمعات تنتشر في جميع أنحاء الجمهورية تصل إلى ما يزيد على عشرة مجمعات تكنولوجية متكاملة، وترتبط التخصصات الفنية بكل مجمع تكنولوجي بالأنشطة الإقتصادية والصناعية السائدة في المنطقة المحيطة به، لافتا إلي أن المجمعات تقبل الحاصلين علي الشهادة الإعدادية.
وأشار إلي أن المجمع يعتمد في نظامه التعليمي على 3 مراحل دراسية متتابعة تتكون من 3 سنوات + سنتان + سنتان، ويتكون كل مجمع من المراحل التعليمية الثلاثة إلى جانب مركز تدريب مهني يخدم الصناعة المحيطة، وتتشارك المكونات الأربعة للمجمع في المعامل والورش وهيئة التدريس ونظم توكيد الجودة، لتصبح منظومة متكاملة تعمل على تطوير خريجي التعليم الفني.
ونوه إلي أن اتفاقية إنشاء مجمع دمو كانت بقيام صندوق "تطوير التعليم" من خلال برنامج مبادلة الديون الإيطالية المصرية من أجل التنمية، الذي يهدف إلى بناء الكفاءات والقدرات للدارس حسب المواصفات والمعايير المستخدمة فى إقليم إيميليا رومانيا فى شمال إيطاليا، والمشابهة للمعايير المستخدمة في دول الاتحاد الأوروبى ، وقد تم افتتاح المجمع 3 يونيو 2013 ،ويحتوي على تخصصات تكنولوجيا الكهرباء وتكنولوجيا التصنيع الميكانيكي في مرحلته الأولى، وتخصص تكنولوجيا الإنتاج الصناعي في مرحلته الثانية، وتخصص تكنولوجيا الآلية الصناعية في مرحلته الثالثة، وتخصصات صيانة السيارات والجرارات والآلات الزراعية ، إلي جانب إصلاح وصيانة التكييفات والتركيبات الكهربائية المنزلية والتصنيع الميكانيكي بالمدرسة الثانوية المهنية، وقد بدأت الدراسة بالمجمع في أكتوبر 2012.
شهادات مجمع دمو
يمنح المجمع شهادة دبلوم المدارس الثانوية الفنية الصناعية – نظام الثلاث سنوات، الصادرة من وزارة التربية والتعليم المصرية عقب إتمام المرحلة الأولى في تخصصات تكنولوجيا الكهرباء وتكنولوجيا التصنيع الميكانيكي، أو شهادة دبلوم المدارس الثانوية المهنية الصناعية – نظام الثلاث سنوات، في التخصصات المهنية: صيانة السيارات والجرارات والآلات الزراعية، وإصلاح وصيانة التكييفات، والتركيبات الكهربائية المنزلية، والتصنيع الميكانيكي.
وفي المرحلة الثانية يمنح المجمع شهادة الدبلوم العالى في التكنولوجيا الصادرة من وزارة التعليم العالى المصرية عقب إتمام المرحلة الثانية في تخصص تكنولوجيا الإنتاج الصناعي، ويمنح أيضا شهادة بكالوريوس التكنولوجيا الصادرة من وزارة التعليم العالى المصرية عقب إتمام المرحلة الثالثة في تخصص الآلات الصناعية.
أما شهادات المؤهلات والقدرات التى تمنح من وزارة التعليم بإقليم إيميليا رومانيا إيطاليا عقب إتمام كل مرحلة فنى كهرباء مبتدئ / فنى تصنيع ميكانيكي مبتدئ )المستوى -3 حسب مقياس بولونيا( عقب إتمام المرحلة الأولي ، بالإضافة إلي شهادة تفيد بالمعارف والقدرات الى اكتسبها الطالب عقب إتمام المرحلة الثانية في تخصص تكنولوجيا الإنتاج الصناعي من أجل تجهيزه للحصول على مؤهل "تكنولوجى فى الآلية الصناعية"، إلي جانب مؤهل تكنولوجى فى الآلات .
من جانبه أوضح الدكتور عبد الوهاب الغندور الامين العام لصندوق تصوير التعليم التابع لمجلس الوزراء، أن مجمع دمو حقق نجاحا كبيرا. وأكد أنه بعد انتهاء هذا المشروع , الجانب الإيطالى سوف يقوم بعمل مشروع آخر معنا في أبو غالي، لأنه عندما يوجد تجربة فاشلة الشريك الدولي يوقف مشروعاته.
وأكد أن التحدى الآن هو تمهيد الطريق لتسليم المجمعات للوزارات المعنية، لأنه من المفترض أن يتم نقل الاشراف الفنى والإداري والمالى للوزارتين التعليم والتعليم العالى، لأن الصندوق دوره كالمعمل يقدم منتجا لو نجح يعرضه بالسوق"الوزارتين" لو استمرت تبعية الكيانات التى ينفذها الصندوق له سيتحول من كيان صغير لديه حرية حركة لتطوير كيانات جديدة إلي فيل ضخم جدا مثقل بالهموم الإدارية وغيرها.
ورشة الميكانيكا
حاولنا دخول أحد الورش الموجودة بالمجمع فكانت وجهتنا لورشة الميكانيكا، وسألت طالب يعمل علي آلة عن اسمه واسم الآلة التى يعمل عليها، فقال انه يدعي كيرلس طالب بالفرقة الثانية ويتدرب علي "مخرطة"، مشيرا إلي انه يتلق الدراسة 3 أيام نظري ويومين عملي 4 ساعات في اليوم بالورشة.
وأكد أنه عقب انتهاء دراسته بالمجمع سيسافر لأمريكا أو ايطاليا كمنحة لاستكمال دراسته، لافتا إلي انهم يدرسون لغتين غير العربية وهما الإنجليزية والإيطالية، الي جانب دراستهم لتاريخ مصر وإيطاليا باللغة الإيطالية والاقتصاد أيضا.
والتقط طرف الحديثه زميله أحمد علي الذى جاء من بنى سويف للدراسة في المجمع حيث قال إنه مستمع بالدراسة في المجمع التى تعمد علي منهج الجدارات مؤكدا انه يوجد فندق لإقامة المغتربين مجانا تحت رعاية مؤسسة مصر الخير، مشيرا إلي أن إمكانيات المجمع قوية للغاية من حيث أسلوب الدراسة وفرص العمل واكتساب المهارات وفرص كبيرة للسفر والعمل بشركات دولية.
وعن الامتحانات فأكد ان الخبير الإيطالي يأتى لمصر خلال فترة الإمتحانات ويختبرهم في اللغة وأسئلة بالإيطالية علي المكينة وما تعلمه طوال السنة، لافتا إلي أنه هووزملاءه عندما يذهبون إلى المصانع يقفوا بجوار العامل الذى ظل يعمل علي مكينته 50 سنة ساعة واحدة فقط، ويتركهم ليستكملوا هم العمل بدلا من العمال بنفس الجودة واجراءات الأمان معلقا: "العامل بيشرب شاى واحنا بنشتغل".
أما معلم الميكانيكا وليد السيد، فأكد أن المجمع فتح أبوابه لاستقبال الطلاب عام 2013، وسيتم تخريج أول دفعة بكالوريوس العام الدراسي الجارى وعددهم 17 طالبا ، لافتا إلي أن الطلاب قبل قبول التحاقهم للمجمع يتم إعطاءهم كورس في اللغة الإيطالية وأن يتجاوز مجموعهم في الشهادة الإعدادية 220 درجة.
وأضاف أنه ليجتاز طالب المرحلة الأعلي يخضع لاختبارات قياس المهارات من أساتذة المجمع والخبير الإيطالي لأنه يحصل علي شهادتين إحداهما مصرية والأخري إيطالية معترف بها دوليا، موضحا أنه قبل الالتحاق للعمل بالمجمع حصل علي كورس لغة إيطالية وتم اختياره بعد اجراء مقابلة شخصية.
وأشار إلي أنه يرتدى نفس زى الطلاب في الورشة ليشعرهم بعدم التفرقة ، وأضاف أن معلم النظرى هو نفسه معلم العملى، ويحاول تجديد المنهج باستمرار من خلال الإطلاع علي كل ما هو جديد بالتعليم الفنى دوليا، موضحا أن الطلاب لا يحصلون علي المنهج من الكتب بل يأخذونه علي فلاشة.
ونوه إلي أنه أول حصة يعطيها للطلاب نظريا وعمليا هى تعليمات الأمن الصناعى "تصنيف،ترتيب،تنظيف،تلميع ، تنظيم" مؤكدا ان الطلاب يقفون كل يوم في الورشة لترديد هذه التعليمات التى تضمن سلامتهم وأمانهم.
ودخل في حديثنا وليد الحاصل علي بكالوريوس تعليم صناعى جامعة بنى سويف، رسم هندسي تخصص تربوى "مدرس عملي ونظري" حيث قال إن المجمع يدرس مناهج خاصة به تعتمد علي الجدارات ، وأن المعلمين يقومون بتحضيرها بأنفسهم ويعطوها للطلاب علي فلاشة ، موضحا أن ايطاليا وضعت الإطار العام للمناهج والمعلم يسير عليها ويتابع كل ما هو جديد بالإطلاع على التطور الحادث، لافتا إلي أن ايطاليا تغير مناهجها كل عامين.
وأشار إلي أن الطالب يدرس "تاريخ واقتصاد"مصر وايطاليا" بالإيطالي، والرياضيات والعلوم بالغة الإنجليزية واللغة العربية والتربية الدينية والميكانيكا باللغة العربية، مؤكدا أن خريجى المجمع يحصلون علي شهادة مصرية وإفادة ايطالية ، وأوضح أن الطلاب يذهبون كل عام إلي مصنع مثل عز الدخيلة لمدة شهرين، وأنهم يذاكرون دروسهم من علي التابلت.
تم نسخ الرابط