”النور” و ”الإخوان” ..رقصة جديدة على جثة وطن

الموجز
* لقاءات سرية للسلفيين مع قيادات الصف الثالث والرابع في المحافظات للاتفاق على دعمهم فى الانتخابات المقبلة
* توفير دعم مادي لـ "النور" مقابل السماح لأنصار الإخوان بالترشح على قوائم الحزب
* نادر بكار التقى عدد من قيادات التنظيم الدولى بأمريكا لوضع خطة "الدعم والترشح " والثمن منحة هارفارد بـ"200 " الف دولار
العلاقة مابين التيار السفى وابناء حسن البنا يمكن ان نطلق عليها علاقة تزاوج فالتيارات السلفية ولدت من رحم الجماعة كما ولدت التيارات الجهادية تماما فحزب النور منذ أن أطل علينا كحزب سياسى وهو يظهر عكس ما يبطن ويستمد وجوده واستمراره من عقد الصفقات.
فحزب النور السلفى خرج للوجود فى منتصف ٢٠١١ بصفقة واتفاق مع حلفائه جماعة الإخوان الإرهابية وباختيار الإخوان لأول رئيس له وهو عماد عبد الغفور الأقرب إلى الإخوان منه إلى السلفيين، والدليل وجوده بجوار المعزول والإخوان حتى لحظة الثورة عليهم والإطاحة بهم، وظل بجوارهم بعد أن عقد صفقة جديدة وأسس حزب الوطن السلفى وانضم لتحالف دعم الشرعية فى إطار صفقة أيضا وظل على تواصل مع قيادات حزب النور
وصفقات حزب النور السلفى ظهرت خلال انتخابات رئاسة ٢٠١٢ وتوجه وذهاب قيادات حزب النور إلى الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى للتحالف معه وعقد صفقة لتأييده مقابل الحصول على مناصب ومواقع فى انتخابات الرئاسة وفى نفس الوقت كانوا يعقدون صفقة أخرى مع الإخوان حتى يمسكوا العصا من المنتصف ولا يتعرضون لأى خسائر حتى هللوا كثيرا لفوز المعزول محمد مرسى وبحثوا عن المقاعد والمناصب .
ثم جاءت مرحلة جديدة خلال انتخابات البرلمان اللقيط فى يناير ٢٠١٢ وعند تشكيل هيئة المكتب واللجان عقد الحزب صفقة مع جماعة الإخوان للحصول على أحد مقعدى وكيلى المجلس ولصالح أشرف ثابت وأيضا عدد من رؤساء اللجان ومنهم مستشارهم القانونى طلعت مرزوق لرئاسة لجنة الاقتراحات والشكاوى ولجان أخرى كانت منها التعليم والزراعة رغم مقاطعة وانسحاب القوى المدنية إلا أن النور فضل مصلحته وتنفيذ الصفقة مع الإخوان
وبعد رحيل البرلمان اللقيط وبقاء واستمرار مجلس الشورى عقد النور صفقة وحصل على منصب وكيل الشورى وعدد من مناصب رؤساء اللجان ومرر العديد من القوانين سيئة السمعة ومنها قانون الصكوك الإسلامية واتفاق القرض التركى ولم يعارض اقتراح تخفيض سن القضاة الذى كان ضمن مسببات ثورة ٣٠ يونيو وحصل على نصيبه من الأعضاء المعينين داخل مجلس الشورى تنفيذا للصفقة المتفق عليها داخل مكتب إرشاد الإخوان .
ورفض حزب النور التوقيع على استمارات تمرد ودعم جماعة الإخوان سراً وعلانية وذهبت قواعده إلى اعتصام رابعة وظلت القيادات فى منازلها ومكاتبها فى إطار صفقة سياسية بعدم النزول والمشاركة فى ثورة ٣٠ يونيو حتى يمسكوا العصا من المنتصف طبقا لما نصت عليه تفاصيل الصفقة، ويوم ٣ يوليو أرسلوا أمين عام الحزب جلال المرة وليس رئيس الحزب فى إشارة إلى أن موقفهم ليس مؤيدا أو داعما لثورة يونيو وأن إرسال الرجل الثانى فى الحزب إشارة على ذلك.
وظل حزب النور ماضيا فى طريق الصفقات مع الداخل والخارج وفتح قنوات اتصال مع السفارة الأمريكية وعقد لقاءات داخل السفارة لمعرفة تفاصيل الصفقة الجديدة مع الأمريكان خاصة أن الجماعة الإرهابية وصلت لحكم مصر بصفقة أمريكية وأن النور يدرك هذا المعنى جيدا وعيونه على مقاعد الحكم، ولا بد من الاستمرار فى عقد الصفقات لتحقيق هذا الهدف المعلن والخفى معا .
وكانت المكافأة الأمريكية فيما بعد لنادر بكار حيث تم اختياره من قبل جامعة هارفارد الأمريكية بجوار وائل غنيم وباسم يوسف للدراسة فى احد مراكز الجامعة التى تبلغ تكلفة الدراسة بها 200 الف دولار سنويا .
وبعد صدور قانون انتخابات مجلس النواب والنص على ضرورة تمثيل الأقباط والنساء فى القوائم الانتخابية ورغم مخالفة ذلك لثوابت الحزب فقد سعى النور لعقد صفقة مع أقباط ٣٨ وهم مطاريد الكنيسة وتحالف معهم ووضعهم ضمن قوائمه وأيضا رشح النساء والحرائر ضمن قوائمه من بنات وأخوات وزوجات قيادات النور والدعوة السلفية .
ولأن النور هو حزب الصفقات الحرام فقد بدأ الإعداد والتخطيط لصفقة جديدة مع قوائم ائتلاف الجبهة المصرية وتيار الاستقلال رغم حرب التصريحات بينهما على مدار الشهور الماضية، إلا أن حزب النور لا يعيش ولا يحيا إلا بالصفقات سواء كانت حلالا أم حراما، وفى عالم السياسة غالبية الصفقات حرام ولو كانت كل صفقاته حلالا لأعلن عنها قبل إتمامها ولكنه وقعها فى السر والخفاء ولكنهم فى الحزب يقولون إن هذه الصفقات من المشتبهات
أقاويل عديدة ترددت فى الفترة الأخيرة حول صفقة سرية تم عقدها مؤخرا بين الإخوان والسلفيين لخوض انتخابات مجلس النواب المقبلة على قوائم حزب النور مقابل دعم التنظيم الدولى للجماعة السلفية بـ 3 مليارات دولار..
و إن عقد صفقة بين السلفيين والإخوان للترشح في البرلمان أمر وارد جدا ،ويجب الا نعتمد على أن هناك خلافات بينهما منذ العام الذي حكم فيه مرسي بسبب تجاهل الجماعة لهم وعدم منحهم بعض المناصب التي أرادوها وبعد ذلك زادت الخلافات في أعقاب دعم حزب النور لثورة 30 يونيو.
كما أن زيارات أعضاء حزب النور كانت كثيرة ومكثفة للسفارة الأمريكية وكان أعضائه يذهبون للتهنئة في المناسبات المختلفة وبالطبع لابد ان تستغل واشنطن هذه الورقة للتدخل في الشان المصري
كما أن حزب النور استعان بسعد الدين إبراهيم المعروف بعلاقاته الواسعة في امريكا لتوطيد علاقاتهم مع الولايات المتحدة ،كما فعل من قبل مع الإخوان المسلمين , وأنه طالما اتفقت أمريكا مع السلفيين فمن المؤكد أن الإخوان كانوا دائما في الصورة حتى يمر البرلمان بالشكل الذي يتمنوه .
كما وردت معلومات حول وجود تمويل كبير يحصل عليه السلفيين حاليا وهناك عدة شواهد تؤكد هذا الأمر منها أن أبو اسحاق الحويني يعالج في قطر مما يفتح باب التساؤل حول أسباب دعم الدوحة لرجل سلفى رغم أنها تدعم في الأصل جماعة الإخوان
كما أن أعضاء حزب النور كثفوا اجتماعاتهم مع قيادات الصف الثالث والرابع في الأقاليم للاتفاق حول خطتهم لخوض الانتخابات البرلمانية ،بحيث يشارك هذه القيادات غير المعروفة للأمن وللمصريين تحت مظلة حزب النور الذي تنقصه مثل هذه الكوادر ،وفي المقابل يسعى الإخوان أن يكون لهم يد في البرلمان يتيح لهم الأمل مجددا للعودة إلى الحياة السياسية بعيدا عن فكرة المصالحة مع الدولة والمراجعات ،وبالطبع تم الاتفاق فيما بينهما في غفلة من الأحزاب التي تأخرت كثيرا في إعداد نفسها بينما هم انتهوا بالفعل من الترتيبات .
ومن ضمن الترتيبات التي تم الاتفاق عليها هو توفير دعم مادي لحزب النور في مقابل السماح للإخوان بالدخول للمنافسة تحت مظلته كما أن زيارة نادر بكار الغامضة لأمريكا ستنكشف حولها في المستقبل القريب حقائق جديدة والتي قد يكون من بينها عقده للقاءات مع عناصر الجماعة برعاية أمريكية في إطار الصفقة السياسية بينهما .
تم نسخ الرابط