الحمي القلاعية تعاود اجتياح الماشية في سوهاج

الموجز
تشهد قري محافظة سوهاج كارثة بيئة محققة، بعد عودة انتشار مرض الحمى القلاعية بحيوانات القري، ونفوق المئات منها فى زمن قياسى وامتلاء الترع والمصارف بجثث الحيوانات التى أصبحت تشكل خطرا بيئيا جسيما على الحياة بالقري، خاصة أن الترع التى بها الحيوانات النافقة ترتبط ارتباطا مباشرا بنهر النيل حيث يوجد على بعد امتار من مصب تلك الترع محطات مياه الشرب التى تغذى العديد من القرى وأكد الأهالى أنهم شاهدوا عددا من تلك الحيوانات متمركزة فى ماسورة الشفط الرئيسية الخاصة بمحطة شطورة ، ما يعرض حياة المواطنين للخطر بعد شربهم المياه الملوثة بالمرض الذى تحمله أجسام الحيوانات بعد تحللها فى المياه، بالإضافة تعرض الثروة السمكية بنهر النيل لنفس المخاطر، حيث إن كل هذا يصب فى النهاية داخل جسم الإنسان من خلال أكله للسمك أو شربه للمياه أو استغلالها فى عمليات الزراعة ورى الأراضى.
فى البداية يقول أحمد محمد، "قاو غرب " إن البقرة الموجودة بمنزلنا مصابة منذ خمسة أيام وهى مصدر رزقنا، وبالرغم من الشكاوى المتعددة لم يأت لنا أحد لعلاجها أو حتى إسعافها فهذه البقرة تقوم بالصرف على 10 أفراد هم أفراد الأسرة، وإذا ضاعت ضاعت الأسرة كلها، فالأسرة تعتمد بشكل أساسى على ناتج تلك البقرة من اللبن والسمن.
ومن جانبه أضاف بخيت على"الشوكا " مزارع والدموع تملأ عينيه "إحنا من 15 يوم والمرض منتشر عندنا والماشية نفقت ، واتصلت بالوحدة البيطرية ولم ينظر إلينا أحد، فأين المسئولون، وأين الطب البيطرى؟ ، من ينقذنا من تلك المصيبة؟ ، وكذلك عمى نفقت ماشيته بعد 24 ساعة من شرائها بمبلغ 9000 جنيه، من يعوضنا الكل يتجاهل مشكلتنا أغيثونا حرام عليكم".
كما أشار المهندس عبد الرزاق ابو العلا من سلامون إلى أن الثروة الحيوانية كلها نفقت والوحدات البيطرية لم تتخذ أى إجراءات إلا بالتحصين بأمصال منتهية الصلاحية منذ 1 فبراير، وتم التحصين بها، ولم تسعف الحيوانات، ، كما أن المرض لم يقتصر على الثروة الحيوانية فقط بل إن كلبا كان موجودا فى نفس مكان رأس الماشية التى كنت أربيها نفق أيضا بعد ثلاثة أيام من نفوق ماشيتى.
وأضاف جمال احمد "جزيرة طما"، إننى أطالب المسئولين بسرعة التحرك لاستخراج تلك الحيوانات النافقة التى ملأت الترع ودفنها بطريقة صحية، حتى لا تتعرض حياتنا للخطر، ونحن نطالب بتدخل سريع للمحافظ لصرف تعويضات للمضارين ، لأن تلك الحيوانات هى مصدر رزق لكافة الأسر.
ومن جانب آخر أكد خالد عبد الغني"السكساكة" ، أن الكلاب الضالة التى أكلت من الحيوانات النافقة تعرضت للموت، وعلى الطرقات والترعة ,واضاف "الخطر أصبح يحيط بنا من كل جانب والمسئولين فى غيبوبة تامة".
أما علاء صدقة عضو منظمة الحرية والعدالة لحقوق الإنسان، يؤكد أن هناك كارثة أخرى من جراء قيام بعض الجزارين منعدمى الضمير يقومون باستخراج الحيوانات النافقة حديثا، ويحملونها ليلا على عرباتهم ويقومون بذبحها وبيعها للمطاعم بسوهاج وتصديرها للمطاعم الكبرى بالقاهرة، ما ينذر بكارثة محققة قد تؤدى إلى تحول المرض من الحيوان إلى الإنسان، وبدلا من أن يدمر الثروة الحيوانية يدمر الثروة البشرية، أيضا أناشد المسئولين بسرعة التحرك حفاظا على الأرواح.
ومن جانبه أكد الدكتور خالد السلاموني ،طبيب بيطري ، أن الحمى القلاعية هى مرض فيروسى شديد العدوى يصيب الحيوانات ذات الحافر مثل الأبقار والخنازير والأغنام والماعز، وتظهر على الحيوان المصاب علامات البثور التى تؤدى إلى العرج وزيادة سيلان اللعاب ونقص الشهية، وسرعان ما يفقد الحيوان المصاب الوزن، ويقل إدرار اللبن، وقد يموت.
ويعتبر هذا المرض من أخطر الأمراض المعدية عند الحيوان، ولا يشكل خطرا على الإنسان، إلا أنه شديد العدوى بين الحيوانات، وتتمثل طرق العدوى بالحمى القلاعية فى استنشاق الفيروس الذى يفرز مع اللعاب عن طريق الجهاز التنفسى، واللبن الملوث والبراز والبول، وعن طريق وسائل النقل المختلفة والأدوات وأكياس العلائق والهواء الملوث بالفيروس الذى ينتقل لمسافات طويلة، وكذلك ملامسة المواد الملوثة بالفيروس والحيوانات الحاملة، حيث يظل الفيروس موجودا بمنطقة الزور، بعد شفاء الحيوان لأكثر من ثلاثين شهرا فى الأبقار والجاموس وتسعة أشهر فى الأغنام والماعز.
وتتمثل الأعراض فى ارتفاع درجات الحرارة وفقد الشهية وارتعاش وهبوط شديد فى إدرار اللبن، وسيولة اللعاب وطحن الأسنان وعرج بالأرجل وحويصلات بالتجويف الفمى وبين الأطراف، ويمكن القضاء على الفيروس باستخدام المطهرات ودرجة الحرارة لأكثر من 50م.
ويشير إلى أن اللحوم المجمدة والمشفاة والطازجة لا تنقل المرض، حيث يقضى على الفيروس تماما، نتيجة للتيبس الرمى الذى يحدث بعد ذبح الحيوان لتغيير التركيز الهيدروجينى للاتجاه الحمضى.
ويضيف، إصابة الإنسان بالحمى القلاعية نادرة، وقد تحدث إصابات طفيفة لدى الأطفال الذين يتغذون على ألبان غير مغلية من حيوانات مصابة، وتستمر الإصابة لفترات زمنية قصيرة، ولكن يعتبر الإنسان أحد العوامل الناقلة للمرض من حيوان لآخر، حيث يعيش الفيروس بمنطقة الزور لمدة 24 ساعة، وحتى الآن لم تثبت إمكانية انتقال الفيروس من إنسان لآخر.
وعن طرق العلاج، أوضح أنه لا سبيل إلى ذلك إلا بأدوية خافضة للحرارة تقدم للحيوان، مع غسل جلده بالماء البارد وعلاج مناطق الإصابة فى الجلد المصاب،
من جانبه قال الدكتور احمد البدري مدير الطب البيطري بسوهاج أن المديرية تقوم بتحصين الحيوانات بكل القرى من خلال عمل تجمعات وقوافل بتلك القرى، وأن المديرية مسيطرة تماما على الموقف وجارٍ عمل متابعات يومية لمحاصرة المرض الذى ظهر ببعض القرى.
تم نسخ الرابط