الصحافة الإسرائيلية: مهمة الدكتور رامي حمدالله بتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة ”انتحارية”

الموجز
اهتمت وسائل الاعلام الإسرائيلي، اليوم فى أخبارها عن تكليف الدكتور رامي حمدالله، بتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة من زوايا مختلفة، لكنها أجمعت على صعوبة المهمة التي تنتظره، ورأت ان تعينه يشير الى ان توجه الفلسطينيين لصناديق الاقتراع لن يكون قريبا.
وكتبت صحيفة "هآرتس" تحت عنوان "رامي الحمدالله رجل جيد في مهمة انتحارية" تقول: "لا أحد يحسد رامي حمدالله، لأن فرصه بالنجاح ضئيلة جداً، حيث أن البعض شبه القبول بهذا المنصب كالقبول بمهمة انتحارية".
واضافت الصحيفة "ستلاحق أوجاع الرأس والمشاكل حمد الله الذي قبل المنصب وسط أزمة مالية عميقة. وسرعان ما سيكتشف أنه وحيد في هذه المهمة، حيث سيجبر على التعامل مع أزمة جديدة في كل صباح". ورأت انه سيكون من الصعب عليه اتباع خطى سلفة سلام فياض، حيث تتلخص مهمته الأولى بتأمين الموازنة الهشة للسلطة الفلسطينية، وضمان تلقي الالاف الموظفين المدنيين والعسكريين رواتبهم.
واستطردت الصحيفة تقول: على حمدالله ان يقنع الولايات المتحدة والمانحين الآخرين بأنه جدي، ونزيه وشريك بعيد عن الفساد، على الأقل بالقدر الذي كان عليه فياض. ورأت ان حمد الله لا يتمتع بنفس موقع سلفه، وقالت: "هو غير معروف في واشنطن والعواصم الأوروبية، واذا شعر الغرب بعدم وجود عاقل يحمي الخزينة الفلسطينية، فسرعان ما ستتوقف المنح التي تبقي السلطة الفلسطينية حية".
وحسب ذات الصحيفة، فإن الميزة الإيجابية الوحيدة التي يتفوق فيها حمد الله على فياض، تتلخص بالثقة التي يحظى بها من الرئيس عباس، وعليه فان أيامه الأولى في المنصب على الاقل، ستخلو من التوترات التي وسمت علاقة الرئيس مع رئيس الوزراء في السنوات الأخيرة. موضحة انه وعلى الرغم من الاعلان عن نفسه كشخصية سياسية مستقلة، الا ان كثيرين يعتبرونه من قادة فتح، بخلاف فياض، الذي كان مكروها، وتعرض لعدة محاولات للإفشال، لذلك، فمن المرجح ان يحظى رامي حمد الله بتأييد حركة فتح.
وقالت: يتوجب على حمد الله، التعامل مع أزمة داخلية عميقة، في ضوء عدم التقدم في مفاوضات المصالحة مع حماس، ويفترض به رسميا ترؤس الحكومة الإنتقالية، التي ستعمل لغاية إجراء الانتخابات، ولكن حتى أفضل السيناريوهات المتفائلة، لا ترى امكانية حدوث تلك الانتخابات في المدى المنظور.
ويأتي تعيين رئيس الحكومة الجديد، قبيل اسبوعين من اتخاذ الرئيس عباس، قراره باستئناف محادثات السلام مع اسرائيل، او اختياره مواصلة اتخاذ الخطوات الأحادية في الأمم المتحدة، ومواجهة الولايات المتحدة واسرائيل.
وبدورها، أبرزت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية، ترحيب واشادة الادارة الأميركية بتعيين رامي حمد الله، ونشرت تصريح وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الذي قال فيه بأن تكليف حمد الله "يأتي في لحظة تحدٍ هي أيضا لحظة فرصة مهمة".
وركزت الصحيفة على انتقادات حركة حماس، قرار تكليف حمد الله بتشكيل الحكومة الجديدة، ونقلت تصريح المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري، الذي قال فيه بأن الحكومة الجديدة "غير شرعية" كونها لم تحظ بمصادقة المجلس التشريعي.
ومن جانبها، رجحت صحيفة "يديعوت احرونوت" بأن يؤدي تعيين الدكتور رامي حمد الله، على راس الحكومة الفلسطينية، الى دعم قوة الرئيس عباس، كونه (حمد الله)، اكثر مرونة. كما اعتبرته انه مؤشر لحركة حماس، بأن "الرئيس أبو مازن لم يتخلى عن مسؤولية تحقيق المصالحة".
ورأت الصحيفة، ان تكليف حمد الله ينذر بأن الفلسطينيين لن يتوجهوا قريبا الى صناديق الإنتخابات.
تم نسخ الرابط