هل الإجهاد والتعب رخصة لجمع الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيب

هل الإجهاد والتعب رخصة لجمع الصلاة؟.. في زحام الحياة اليومية وضغوط العمل والدراسة، قد يشعر البعض بالإجهاد الشديد الذي يدفعهم للتساؤل: "هل يجوز لي جمع الصلاة لأنني متعب؟"، ولأن الشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ورفع الحرج، فقد بيّن العلماء الأحوال التي يجوز فيها الجمع بين الصلوات، وكذلك الضوابط الشرعية لذلك.
هل الإجهاد والتعب رخصة لجمع الصلاة؟
ويعرض لكم الموجز هل الإجهاد والتعب رخصة لجمع الصلاة؟.
ما هو جمع الصلاة؟
الجمع يعني أداء صلاتين من الصلوات الخمس في وقت إحداهما، كأن يجمع المسلم بين الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء، جمع تقديم أو تأخير، ولا يجوز الجمع بين الفجر وأي صلاة أخرى.
وقال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الصلاة ركن من أركان الإسلام، ومنزلتها من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وقد عني الإسلام في كتابه وسنته بأمرها، وشدد كل التشديد في طلبها وتقييد إيقاعها بأوقات مخصوصة.
وأضاف وسام، خلال لقائه بفتوى مسجله له عبر موقع دار الإفتاء المصرية، في إجابته عن سؤال مضمونه (هل يجوز جمع الصلاة في حالة الإجهاد ؟)، أنه إذا وصل الإجهاد بالإنسان الى درجة أن يخشى معه فقدان ثواب الصلاة، فيجوز له فى هذه الحالة الجمع من غير قصر الصلاة، لكن الحالة تقدر بقدرها أى لا يكون هذا دائما وإنما عند الحاجة إليه فقط.
وبحسب جمهور العلماء، التعب العادي أو الإرهاق الناتج عن العمل أو الدراسة لا يُعدّ عذرًا شرعيًا مبيحًا للجمع، ولكن إذا بلغ التعب حدًّا شديدًا يمنع الإنسان من أداء الصلاة بتركيز أو قدرة بدنية، أو إذا خشي النوم العميق الذي يؤدي لفوات وقت الصلاة، فقد يُباح الجمع كحالة استثنائية وفقًا لقول بعض الفقهاء.
أعذار الجمع التي وردت في الشرع:
- السفر (بشروطه).
- المرض أو الخوف من تفاقمه.
- المطر الشديد أو الظروف الجوية القاسية.
- الخوف أو الضرر المتوقع.
- الضرورة، مثل العمليات الجراحية أو الدوام القهري.
ولا يُعدّ الإجهاد وحده رخصة دائمة للجمع، لكن الشريعة لم تُغفل حالات المشقة الشديدة، ولذلك، يُنصح المسلم ببذل الجهد لأداء الصلاة في وقتها ما استطاع، فإن شق عليه، فليتوجّه للسُّنّة ويتحرّى أقوال أهل العلم، ويقدّر الضرورة بقدرها، دون توسّع غير مبرر.
رأي المذاهب الأربعة في الجمع بسبب التعب
اتفقت المذاهب الأربعة (الحنفية، المالكية، الشافعية، والحنابلة) على أن الأصل في الصلاة أن تُؤدّى في وقتها، وأن الجمع بين الصلوات رخصة لا تُستعمل إلا عند وجود عذر شرعي واضح.
الحنفية لا يجيزون الجمع إلا في عرفة ومزدلفة للحاج فقط.
المالكية يُجيزون الجمع للمريض، وللمطر الشديد، ولا يُجيزونه للتعب وحده.
الشافعية يُجيزون الجمع للمريض، ولمن له عذر كخوف ضياع مصلحة أو ضرر.
الحنابلة أكثر المذاهب تيسيرًا، فيرون جواز الجمع لأهل الأعذار كالمريض، والمرهق جدًا، أو من يخشى فوات الصلاة بسبب نوم أو عمل قهري.
وبالتالي، رأي الحنابلة يُعتبر الأوسع في المسألة، لكن حتى عندهم يجب أن تكون هناك مشقة شديدة أو ضرر حقيقي ليُباح الجمع، وليس لمجرد الكسل أو التعب العادي.
اقرأ أيضا :