هل يجوز قصر الصلاة في المنزل قبل السفر؟..الإفتاء تجيب

هل يجوز قصر الصلاة في المنزل قبل السفر؟.. يعد قصر الصلاة أحد الرخص التي منحها الله تعالى للمسافر، وهي من الأمور التي يسعى المسلم لفهمها جيدًا لتطبيقها بالشكل الصحيح.ز
وقصر الصلاة يعني تقليص الصلاة الرباعية إلى ركعتين بدلاً من أربع، وذلك في حالات السفر الطويل، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يجوز قصر الصلاة قبل أن يبدأ الشخص في السفر فعليًا، أي أثناء تواجده في منزله؟
هل يجوز قصر الصلاة في المنزل قبل السفر؟
ويعرض لكم الموجز الأجابة عن التساؤل"هل يجوز قصر الصلاة في المنزل قبل السفر؟".
هل يجوز قصر الصلاة في المنزل قبل السفر؟
في البداية، يجب على المسلم أن يكون في سفر حقيقي وفقًا للشروط التي تحددها المذاهب الفقهية. السفر الذي يُسمح فيه بقصر الصلاة يجب أن يكون بعيدًا عن محيط الإقامة المعتاد، وعادة ما يُعتبر السفر الذي يتجاوز 80-90 كم مسافة يمكن أن يتم قصر الصلاة فيها، ولكن هل يجوز للمسافر أن يبدأ في قصر الصلاة قبل مغادرة المدينة أو البلد؟
وبدره، أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن قصر الصلاة لا يجوز للمسافر إلا بعد مغادرة حدود مدينته تمامًا، ولا يصح له القصر أثناء وجوده في منزله أو مدينته.
وأكد شلبي، خلال إجابته على سؤال حول توقيت بدء قصر الصلاة للمسافر، أن القصر يعد رخصة شرعية منحها الله للتيسير على عباده في السفر، استنادًا لقوله تعالى: "وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ" (النساء: 101).
كما أشار إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ"، مؤكدًا أن الرخصة جزء من رحمة الله بعباده.
وأضاف أن القصر جائز فقط إذا كان السفر يتجاوز مسافة 80 كيلومترًا، وأن المسافر يجب أن يبدأ رحلته ويغادر نطاق مدينته ليصح له القصر. وبالتالي، لا يجوز القصر قبل بدء السفر فعليًا.
حكم قصر الصلاة قبل السفر:
وفقًا للمذهب الحنفي وبعض المذاهب الأخرى، القصر لا يجوز إلا بعد أن يبدأ الشخص رحلته فعلاً ويغادر حدوده المعتادة، وبمعنى آخر، يجب أن يكون الشخص في مرحلة من مراحل السفر، مثل مغادرة المكان أو السفر عن البلد، قبل أن يبدأ في قصر الصلاة.
أما بالنسبة للمذهب المالكي والشافعي، فهناك رأي آخر يسمح بالقصر بمجرد النية في السفر حتى قبل بدء الرحلة الفعلية، بشرط أن يكون السفر طويلًا، وفي هذه الحالة، يُعتبر الشخص مسافرًا بمجرد أن يشرع في السفر ويحدد وجهته.
التفصيل في بعض الآراء:
الحنابلة: يذهبون إلى أن القصر لا يكون إلا بعد مغادرة المسافر مكانه المحدد بشكل فعلي، ويجب أن يقطع الشخص مسافة تعتبر سفرًا بالفعل.
المالكية والشافعية: يجيزون قصر الصلاة بمجرد أن ينوي الشخص السفر، حتى قبل مغادرة الحدود المعتادة، شريطة أن تكون المسافة التي سيقطعها مسافة سفر شرعي.
الاستثناءات والنصائح:
إذا كنت في مرحلة التحضير للسفر، ولم تشرع في الرحلة بعد، فلا يجوز لك قصر الصلاة وفقًا لبعض المذاهب التي تشترط أن يبدأ الشخص في السفر فعلاً، ومن الأفضل أن تُؤدي الصلاة كاملة في المنزل إلى أن تبدأ في السفر الفعلي.
ويعتبر قصر الصلاة هو رخصة من رخص السفر، ويجب على المسلم أن يفهم شروط تطبيق هذه الرخصة بشكل دقيق لضمان أداء العبادة بالشكل الصحيح، والاستفسار عن الأحكام الفقهية المتعلق بالسفر وتطبيقها بما يتناسب مع الظروف يساعد المسلم على تأدية عباداته بشكل صحيح.
اقرأ أيضا :