هل تصح الصلاة بعد الغُسل دون وضوء؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل

يتساءل كثير من الناس عن حكم الصلاة بعد الاغتسال من الجنابة دون أداء وضوء مستقل، وهل تُعد الصلاة صحيحة في هذه الحالة أم لا؟ وقد تصدرت هذه المسألة محركات البحث مؤخرًا، وسط حالة من الجدل الديني والفقهي على منصات التواصل، وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي بشكل قاطع لتوضيح اللبس لدى البعض.
ويعرض لكم الموجز حكم الصلاة بدون وضوء بعد الاغتسال من الجنابة .
الإجابة الشرعية من دار الإفتاء:
قالت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، إن من اغتسل بنية رفع الجنابة وكان غسله كاملاً ومشروعًا وفقًا للكيفية الصحيحة، بحيث شمل تعميم الماء على سائر الجسد وغسل الفرج والوضوء أثناء الغُسل، فإن هذا الغُسل يُجزئ عن الوضوء، وتصح به الصلاة دون الحاجة لوضوء جديد.
وأضافت الإفتاء: "إذا نوى المسلم رفع الحدث الأكبر (الجنابة) وعمّم جسده بالماء، وغسل أعضائه كما في الوضوء، فإن غسله يرفع الحدث الأكبر والأصغر معًا، ولا حاجة لتكرار الوضوء بعد الغسل، طالما لم يحدث ما ينقضه".
متى يجب الوضوء بعد الغُسل؟
أشارت دار الإفتاء إلى أن الوضوء يُطلب بعد الغُسل فقط في حالتين:
إذا لم تكن هناك نية لرفع الحدث عند الاغتسال، وكان الغسل للتبرد أو النظافة فقط.
إذا لم يتم الغسل وفق الكيفية الشرعية الصحيحة، كأن يُترك غسل عضو من أعضاء الوضوء.
تنبيه مهم من الإفتاء:
أوضحت دار الإفتاء أن الكثير من الناس يعتقدون أن الوضوء بعد الغُسل أمر واجب على الإطلاق، وهذا غير صحيح شرعًا. بل إن الجمع بين الغسل والوضوء في نية واحدة يجزئ تمامًا. وفي حال الشك في الطهارة، يُستحب إعادة الوضوء لا وجوبه.
رأي العلماء في المذاهب الأربعة:
اتفقت المذاهب الفقهية الأربعة (الحنفية، المالكية، الشافعية، والحنابلة) على أن الغسل من الجنابة إذا تم على الوجه الصحيح مع نية رفع الحدث، فإنه يُغني عن الوضوء، ولا حاجة للوضوء مرة أخرى قبل الصلاة.
لكن ورد عن بعض فقهاء الشافعية أن المستحب أداء الوضوء بعد الغسل، خروجًا من الخلاف واحتياطًا، لا على سبيل الوجوب.
وقد أشار الإمام النووي إلى أن هذا من باب الاستحباب وليس من شروط صحة الصلاة، مؤكدًا أن الأصل هو صحة الصلاة بالغسل الكامل إذا نُويت فيه الطهارة.
وأضاف علماء المذاهب أن التأكيد على الوضوء بعد الغسل في بعض الحالات يعود إلى الخشية من ترك عضو دون غسل، أو عدم تمام النية، لا لأن الوضوء واجب منفصل بعد الغسل المشروع.
اقرأ أيضا : حكم ترك سنة الفجر عند قضائها بعد الشروق لضيق الوقت والضرورة