حسن يوسف من نجومية السينما إلى دراما الشعراوي.. رحلة فنية بختمة إيمانية

استطاع الفنان حسن يوسف أن يجمع بين النجومية الفنية والروحانية الدينية، ليصبح رمزًا للفنان الذي لم يتنازل عن مبادئه، بل جعل منها دعامة لمسيرته، بينما يفتخر تاريخه بأفلام ضمن قائمة الأفضل في تاريخ السينما المصرية، يبقى الجانب الإنساني والروحاني في حياته شاهدًا على تحولاته العميقة، وعلاقته الخاصة بشخصيات ملهمة مثل الشيخ الشعراوي وزوجته شمس البارودي.
يرصد الموجز أبرز محطات حسن يوسف تزامنًا مع ذكرى ميلاده فيما يلي:

أفلام حسن يوسف الخالدة في ذاكرة السينما المصرية
استطاع حسن يوسف أن يحجز مكانًا له في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وفق استفتاء النقاد عام 1996، حيث شارك بأربعة أفلام خالدة: "أنا حرة" عام 1959، "في بيتنا رجل" عام 1961، "الخطايا" عام 1962، و"أم العروسة" عام 1963، هذه الأعمال لم تكن مجرد محطات في مشواره، بل علامات مضيئة تعكس عمق اختياراته وتنوع أدواره.
ثنائي السينما حسن يوسف وسعاد حسني
جمعت بين حسن يوسف والسندريلا سعاد حسني شراكة فنية متميزة تجسدت في 14 فيلمًا، شكلت لوحة فنية متنوعة من الرومانسية إلى الكوميديا.
من بين أبرز هذه الأفلام: "مافيش تفاهم" (1961)، "حكاية جواز" (1964)، "الثلاثة يحبونها" (1965)، "الزواج على الطريقة الحديثة" (1968)، و"شيء من العذاب" (1969)، كانت الكيمياء الفنية بينهما عاملاً أساسياً في نجاح هذه الأعمال التي لا تزال تحظى بشعبية حتى اليوم.
قصة حب حسن يوسف وشمس البارودي
بدأت قصة حب حسن يوسف وشمس البارودي في كواليس السينما المصرية خلال الستينيات، حين جمعتهما الأعمال الفنية التي شكلت بداية علاقة مهنية، قبل أن تتحول إلى قصة حب حقيقية توجت بالزواج عام 1972، لم تكن الشهرة الفنية عائقًا أمام حياتهما الزوجية، بل ظلت علاقتهما محط أنظار الجمهور، خاصة بعد قرار شمس البارودي اعتزال الفن وارتداء الحجاب في الثمانينات.
شمس البارودي وقرار الاعتزال.. نقطة تحول حسن يوسف
قرار شمس البارودي بارتداء الحجاب واعتزال الفن شكّل مفترق طرق في حياتها وحياة زوجها، حيث وقف حسن يوسف داعمًا لهذا القرار بكل قوة، وعبّر في أكثر من مناسبة عن اعتزازه بزوجته واختيارها الذي وصفه بـ"الشجاع والمخلص"، أصبح هذا الثنائي نموذجًا يُحتذى به في الوسط الفني، يجمع بين الالتزام الأسري والمحبة الصادقة.
ابتعاد حسن يوسف عن الفن ثم العودة بشروط
رغم أنه قرر اعتزال التمثيل عام 1990 بعد فيلم "الشقيقتان"، فإن حسن يوسف لم يصرّح قط بأن الفن حرام. بل ظل قريبًا من جمهوره، حتى عاد في عام 2002 بعمل استثنائي هو مسلسل "إمام الدعاة"، الذي جسد فيه السيرة الذاتية للشيخ محمد متولي الشعراوي.
وكانت هذه العودة بتشجيع من الشعراوي نفسه، الذي أفتى له بالعودة بشرط أن يكون العمل هادفًا ويحمل رسالة نافعة للجمهور.
لقاء خاص مع الشعراوي ورحلة روحية مؤثرة
جمعته بالشيخ الشعراوي علاقة خاصة، امتدت لما بعد حياة الإمام الراحل. يحكي حسن يوسف أنه زار أسرة الشيخ بعد وفاته، وطلب من نجله أحمد وزوج ابنته أن يرويا له تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الشيخ.
قالوا له إن الشعراوي طلب من أسرته مغادرة الغرفة، وبدأ يناجي السيدة عائشة، السيدة نفيسة، والسيدة زينب، قبل أن يقول: "حتى أنت يا رسول الله"، ثم توفاه الله.
هذه القصة المؤثرة أعاد حسن يوسف تجسيدها في مشهد الوفاة بالمسلسل، الذي كان من أكثر اللحظات تأثيرًا في العمل.

نهاية فنية مختلفة وبداية رسالة
لم تكن عودة حسن يوسف للفن عادية، بل جاءت ضمن رسالة أراد أن ينقلها لجمهوره، مسلسل "إمام الدعاة" لم يكن مجرد عمل درامي، بل تجربة روحية وفكرية قدمها فنان أدرك أن الفن قد يكون وسيلة للتنوير والهداية، إذا ما اقترن بالصدق والنية الطيبة.
بهذا التاريخ الحافل والاختيارات الواعية، يبقى حسن يوسف علامة بارزة في تاريخ الفن المصري، ليس فقط بأعماله السينمائية، بل أيضًا بمواقفه الإنسانية واختياراته الحياتية التي حولت مسيرته إلى قصة مُلهمة لأجيال متعددة.
إقرأ أيضًا
أحزان شمس البارودي.. أخرهم فراق حسن يوسف بعد خمسين عامًا
بعد وفاة حسن يوسف "رفيق الدرب".. أول تعليق من زوجته شمس البارودي