إنقسامات وخلافات بين القوى السودانية حول حكومة السلام والوحدة

السودان
السودان

كشفت المجموعة الداعمة لمشروع الميثاق السياسي التأسيسي الهادف إلى تشكيل حكومة مدنية تحت مسمى "حكومة السلام والوحدة"، عن أن الخطوة جاءت لمناهضة الأسباب التي أدت إلى إندلاع الحرب ووضع الأسس اللازمة لبناء سودان موحد جديد يقوم على احترام التنوع العرقي والإثني والتوزيع العادل للسلطة والثروة، وينهي سيطرة تنظيم الإخوان على السلطة وتفكيك تمكينه على مفاصل الدولة المزيد من التفاصيل تسردها الموجز في التقرير التالي .

إنقسام داخلى بشأن حكومة السلام والوحدة

و أثارت خطوة تشكيل حكومة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، في ظل وجود حكومة يقودها الجيش في بورتسودان جدلاً كبيراً كما أدت إلى إنقسام في التحالف المدني المؤيد لوقف الحرب الذي كان يعرف بتحالف "تقدم"، وتشكيل تحالف جديد سمي بتحالف "صمود" بقيادة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك الذي اعلن وقوف التحالف الجديد في موقف الحياد.

مما خلق حالة من الإنقسام بين أعضاء تحالف "تقدم"  بين مؤيد لمواصلة النضال في ميدان العمل المدني الديمقراطي بدون تشكيل حكومة وهو الرأي الذي تبنته مجموعة  "صمود"، بينما  يرى الجانب الأخر أن تشكيل حكومة هو أحد الأدوات المطلوبة وهو الموقف الذي تبنته المجموعة المجتمعة حاليا في نيروبي.


فيما أعلن نحو 60 من الكيانات المهنية والأهلية والشخصيات المكونة لتحالف "صمود" في بيان الثلاثاء رفضها لمقترح تشكيل الحكومة الموازية، وقالت إنها ستلتزم طريقاً مستقلاً لا ينحاز لأي من أطراف الحرب ولا ينخرط فيها بأي شكل من الأشكال، وأكدت أنها ستتصدى لكل فعل أو قول يهدد وحدة البلاد ويمزق نسيجها الاجتماعي.

ووفقاً للبيان فإن مجموعة "صمود" تعتقد إن تلك الخطوة من شأنها خلق المزيد من التعقيدات في أوضاع البلاد والتي تمر بحرب "إجرامية خلفت أكبر كارثة إنسانية في العالم ولا زالت رحاها تدور بشكل وحشي يتزايد يوماً بعد يوم، ليدفع ثمنها ملايين السودانيين الأبرياء، ويتكسب منها دعاة الحرب وعناصر النظام السابق الذين يريدون تصفية ثورة ديسمبر واحكام الهيمنة على البلاد، وإعادة إنتاج نسخة أكثر توحشاً من نظامهم الفاشي الإجرامي صاحب الباع الإرهابي الطويل في زعزعة الإستقرار والمجرب ومعروف النتائج والأثار في محيط جوارنا الإقليمي والدولي.

 

بنود الميثاق

ووفقاً لتسريبات فإن الميثاق الذي سيتم توقيعه يتكون من 30 بندا ويحتوي على ديباجة تؤكد على إيقاف الحرب وحل جذور الأزمة، بالإضافة إلى التأكيد على وحدة السودان كدولة ديمقراطية ووحدة الجيش، كما ينظم الميثاق أسس وهياكل تشكيل حكومة سلام يكون مقرها العاصمة نيروبي.


بدوره فقد أكد رئيس الجبهة الثورية، رئيس حركة تحرير السودان، المجلس الانتقالي، الهادي إدريس يحيى، اكتمال الترتيبات للتوقيع على الميثاق مشددا على حرص المجموعة الداعمة على وقف الحرب ووحدة السودان، مشيراً إلى حصولهم على ضمانات من عدة دول للاعتراف بحكومتهم المقرر إعلانها عقب توقيع الميثاق.

كما تعهد رئيس الحركة الشعبية بالسودان عبد العزيز الحلو بالعمل على وضع نهاية للحروب الطاحنة في البلاد، والانخراط مع الأطراف الداعية لبناء نظام حكم جديد في البلاد.

وأكد الحلو خلال كلمة ألقاها على هامش فعاليات توقيع ميثاق تشكيل حكومة مدنية في السودان في قاعة كنياتا بالعاصمة الكينية نيروبي، الثلاثاء،  أن الحركة الشعبية شمال ستعمل مع الأطراف السودانية لوضع حلول جذرية لأزمة البلاد مشيراً إلى إن جل تلك المشكلات يتمثل في هيمنة المركز وتجاهل قضايا الهامش ومحاولة فرض دولة دينية في بلد متعدد الأعراق والثقافات.
 

وأضاف الحلو أن الحرب كشفت عن جوهر الصراع في السودان، موضحاً أن  "السودان يعيش صراعا بين المركز والهامش، مركز استأثر بالسلطة والثروة والتفوق الإجتماعي، وهامش محروم من كل شيء".

وكانت  العاصمةُ الكينية نيروبي قد إستضافت، الثلاثاء، إجتماعاً للإعلان عن حكومة السلام والوحْدة السودانية، تحت قيادة قوات الدعم السريع.


 

ووَفق المصادر، فإنه من المقرر أن يتم الإعلانُ في الاجتماعات المقبلة عن الدستور الانتقالي، إضافةً إلى الإعلان عن تشكيل جيش جديد يضم الحركاتِ المسلحةَ والدعم السريع.

إقرأ أيضاً

السودان: النازحون داخلياً لايجدون طعاماً والنازحين خارجياً يشكلون أزمة

البرهان يكشف مستجدات الأوضاع في السودان وموقفه من التفاوض مع الدعم السريع

 

 

تم نسخ الرابط