حكم دفن أكثر من ميت في قبر واحد.. أمين الفتوي يوضح

حكم دفن أكثر من ميت في قبر واحد.. يعد حكم دفن أكثر من ميت في قبر واحد،  من القضايا التي أثارت اهتمام العديد من الأفراد والفقهاء، خاصة في بعض الحالات الاستثنائية مثل ضيق المساحة أو الحاجة في المقابر، وبينما يرى البعض أنها ضرورة أو خيار مؤقت في حالات معينة، يرى آخرون أنها قد تكون مخالفة للأحكام الشرعية التي نص عليها الدين الإسلامي.

ويتطلب هذا الموضوع فهماً دقيقاً للأحكام الشرعية المتعلقة بالدفن، خصوصاً في ما يتعلق بحرمات الأموات والاعتبارات الدينية المتعلقة بالحياة بعد الموت،  في هذا التقرير، يسلط موقع الموجز فيما يلي الضوء على  آراء العلماء حول حكم دفن أكثر من ميت في قبر واحد، مع استعراض بعض الظروف التي قد تبرر هذا الإجراء وكيفية التعامل معها في ضوء الشريعة الإسلامية.

حكم دفن أكثر من ميت في قبر واحد

ورد سؤالًا إلى الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية وأمين عام الفتوى، حول حكم دفن أكثر من ميت في قبر واحد؟ وهل يجوز ذلك في حالات معينة؟ وما هي الشروط التي يجب توافرها في هذه الحالة؟.

لا يفوتك

حكم ارتداء السلسلة الفضة للرجل.. الإفتاء: جائزة ولكن بشروط

حكم تخصيص أدعية معينة في ليلة النصف من شعبان.. دار الإفتاء توضح

وقد أجاب الدكتور مجدي عاشور على هذا السؤال موضحًا أن الأصل في دفن الموتى أن يكون لكل ميت قبره الخاص به، لكن في حالات الضرورة أو الحاجة الشديدة، يجوز دفن أكثر من ميت في نفس القبر بشرط أن يكونوا من نفس الجنس، وفي حال دفن أكثر من شخص في نفس القبر، يجب أن يفصل بينهم بحاجز، ولو كان هذا الحاجز من التراب، وذلك احترامًا لحرمة الأموات.

كما استشهد الدكتور عاشور بالحديث الشريف عن هشام بن عامر رضي الله عنه في حادثة دفن شهداء أُحُد، حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "احْفِرُوا وَأَعْمِقُوا وَأَحْسِنُوا وَادْفِنُوا الاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ"، وأضاف الدكتور عاشور أنه في حال كانت المقابر لا تكفي لدفن كل الأفراد في قبور منفصلة، يجوز دفن الرجال مع الرجال والنساء مع النساء في نفس القبر مع الفصل بينهم بحاجز من تراب.

هل يجوز دفن أكثر من ميت في قبر واحد؟

من جانبه أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أنه في حال امتلاء المقابر يجب البحث عن قبور أخرى للدفن. وأوضح أنه لا يجوز دفن أكثر من ميت في نفس القبر إلا في حالات الضرورة. كما شدد على أهمية الفصل بين الأموات بحاجز حتى وإن كانوا من نفس الجنس.

جاء ذلك رداً على سؤال حول كيفية التعامل مع الهيكل السليم الذي لم ينفصل من الموتى أو العظام المنفصلة في القبور،أوضح الدكتور شوقي علام أنه في حالة الضرورة، يمكن بناء أدوار داخل القبر الواحد إذا أمكن، أو وضع قبوة من طوب أو حجارة فوق الميت القديم دون أن تمس جسده، ثم دفن الميت الجديد فوقها، وأشار الدكتور شوقي علام إلى اتفاق الفقهاء على حرمة نبش القبر قبل أن يتحلل الميت إلا في حالة الضرورة، ورغم اختلاف الفقهاء في تحديد ما يُعتبر ضرورة، إلا أنهم أجمعوا على أن الحاجة تُعتبر ضرورة سواء كانت خاصة أو عامة.

شروط نقل الميت في حالات الضرورة

أضاف المفتي أنه إذا كانت هناك ضرورة لا يمكن تلبيةها إلا بنقل الميت، كحالة امتلاء المقابر، فيجوز نقله شرعًا بشرط أن يتم ذلك باحترام، دون تحقير للموتى أو انتهاك لحرمتهم، و يجب الحفاظ على جسد الميت وحمايته باستخدام الوسائل المناسبة لنقله بأدب ولطف، ثم دفنه بالطريقة الشرعية، وأكد الدكتور شوقي علام على أن الطريقة الشرعية لدفن الميت هي اللحد أو الشق إذا كانت الأرض صلبة،  لكن في الأراضي الرخوة، كما هو الحال في مصر وغيرها من المناطق ذات الطبيعة الأرضية الرخوة، لا مانع من استخدام طرق أخرى للدفن بشرط أن تحقق القبر الشرعي، وأضاف أنه لا حرج في اتباع هذه الطرق في مصر، خاصةً أن الأرض الرخوة ووجود المياه الجوفية يعيقان تطبيق طريقة اللحد أو الشق، وقد أقر العديد من الأئمة الفقهاء بهذه الطريقة.

اقرأ أيضا:

شروط الاعتكاف في رمضان 2025.. دار الافتاء توضح

هل يجوز احتساب شنط رمضان من زكاة المال؟.. دار الإفتاء ترد