حكم صلاة الجماعة.. بين الفرض والسنة في الفتاوى الشرعية
في إطار الحديث عن حكم صلاة الجماعة، ورد سؤالٌ إلى الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حول ما إذا كانت صلاة الجماعة فرضًا أم سنة؟ وفي رده على هذا السؤال، أفاد شلبي بأنه يوجد اختلاف في آراء الفقهاء حول هذا الموضوع.
والموجز ينقل لكم عبر التقرير التالي التفاصيل الكاملة حول حكم صلاة الجماعة
الرأي الفقهي في صلاة الجماعة: فرض عين أم فرض كفاية؟
أكد شلبي خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس" المذاع على فضائية "الناس"، أن بعض الفقهاء رأوا أن صلاة الجماعة فرض عين، بينما اعتبرها آخرون فرض كفاية، لكنه أشار إلى أن غالبية الفقهاء قد اتفقوا على أن صلاة الجماعة تعتبر سنة مؤكدة.
وأضاف أن من لم يقم بصلاة الجماعة لا يحمل إثمًا أو وزرًا، إلا أنه يفوت نفسه أجرًا عظيمًا، إذا صلاها في جماعة، أما إذا صلى الفرد بمفرده، فإن صلاته صحيحة، ولكن يحرم نفسه من ثواب صلاة الجماعة إلا في حالة وجود عذر شرعي.
صلاة الجماعة: متى وأين يمكن أداؤها؟
وأوضح شلبي أن صلاة الجماعة لا تقتصر على المساجد فقط، بل يمكن أداؤها في أي مكان يُمكن فيه جمع عدد من الأشخاص، مثل أماكن العمل أو المنازل، بشرط أن يتواجد أكثر من شخص لأداء الصلاة معًا.
و شدد على أن الصلاة في المسجد لها ثواب أكبر، حيث إن كل خطوة يخطوها المسلم إلى المسجد تُضاف له درجة وتُحط عنه خطيئة، مستشهدًا بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح.
صلاة الجماعة في المسجد: فضل وأجر عظيم
في نفس السياق، أكد الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، على أن صلاة الجماعة في المسجد لها فضل كبير وأجر عظيم، حيث تفوق الصلاة المنفردة بـ 25 درجة.
وقد استدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه البخاري ومسلم، والذي يوضح أن كل خطوة نحو المسجد ترفع درجة وتُمحى بها الخطايا.
وأضاف عثمان خلال بث مباشر عبر صفحة دار الإفتاء على "فيسبوك" أن ترك صلاة الجماعة في المسجد لا يستوجب الإثم، ولكن الصلاة في المنزل صحيحة، لكنها تفتقر إلى الأجر العظيم الذي يناله من يصلي في المسجد.
حكم صلاة الجار في المسجد
أما فيما يتعلق بالحديث الوارد: "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد"، فقد أشار بعض العلماء إلى أنه ضعيف، بينما صححه البعض الآخر الذي ذكر أن معناه هو نقصان الكمال عند الصلاة خارج المسجد، وليس عدم صحتها.
متى تصح الصلاة، وهل يجوز الصلاة فور سماع الأذان؟
من جانبه، أوضح الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الصلاة تصح بمجرد دخول وقتها الشرعي، ولا يشترط الانتظار لإقامة الصلاة في المسجد.
كما أكد على أن ترديد الأذان مع المؤذن يعتبر سنة، موضحًا أن الصلاة تصح فور سماع "الله أكبر" في بداية الأذان.
صلاة فور سماع الأذان: جائزة أم مستحبة؟
وفي ما يتعلق بالسؤال حول حكم الصلاة فور سماع الأذان، قال الدكتور محمود شلبي إن الصلاة مباشرة عند سماع الأذان جائزة شرعًا، ولكن الأفضل أن ينتظر المسلم حتى ينتهي الأذان ثم يردد ما يقوله المؤذن، ويتبع ذلك بالدعاء بدعاء الوسيلة وأداء السنة قبل الفريضة للحصول على الثواب الكامل.
أهمية الالتزام بالسنة النبوية
وشددت دار الإفتاء المصرية على أهمية الالتزام بالسنة النبوية في أداء الصلوات، مع التركيز على أن الهدف الأساسي من الصلاة هو تحقيق الخشوع والإخلاص لله تعالى، بعيدًا عن أي أفعال قد تشوش على العبادة أو تقلل من قيمتها.
اقرأ أيضا
