بديع خيري..عملاق المسرح الذي صنع التاريخ وتخلى عن الفرح بعد فقدان ابنه

بديع خيري
بديع خيري

بديع خيري، أحد الأسماء اللامعة في تاريخ الفن الشعبي والمسرحي المصري، وُلد عام 1893 في حي المغربلين بالقاهرة. من بيئة شعبية غنية بالتراث، بدأ مسيرته في عالم الشعر العامي والزجل ليصبح أحد أبرز الزجالين في مصر. وفي السطور القادمة يرصد الموجز كافة التفاصيل .

شراكة خالدة مع سيد درويش

لم يكن لقاء بديع خيري مع الموسيقار سيد درويش مجرد صدفة، بل بداية لميلاد ثنائي غير تقليدي في عالم الأغنية المصرية. معًا، قدما مجموعة من الأغاني التي أصبحت رموزًا وطنية، مثل "يا بلح زغلول"، "أهو ده اللي صار"، و"البحر بيضحك ليه"، التي تعكس بصدق الأوضاع السياسية والاجتماعية في تلك الحقبة وتُعد علامة فارقة في تاريخ الموسيقى الشعبية.

الريحاني وبديع خيري.. شراكة فنية أسطورية

في عام 1918، التقى بديع خيري بنجيب الريحاني ليبدأ فصلًا جديدًا من النجاح، حيث قدما معًا العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية المبدعة. كان لخيري دور مهم في تقديم أول الأفلام الصامتة مثل "المانجبان" وأول الأفلام الناطقة "العزيمة"، مساهماً بذلك في تأسيس السينما المصرية.

الزجل المبتكر وإرثه الفني

تفوق بديع خيري في عالم الزجل بفضل أسلوبه المميز الذي كسر تقاليد الكتابة الشعرية السائدة في ذلك الوقت. مزج بين مختلف البحور الشعرية وأعطى للأغنيات طابعًا شعبيًا مميزًا يعبر عن قضايا المجتمع.

مسرح وسينما لا يُنسى

أسس بديع خيري فرقة مسرحية مع سيد درويش في عام 1922 وقدموا العديد من الأعمال الناجحة مثل "الطاحونة الحمراء". كما عمل مع الريحاني في العديد من المسرحيات والأفلام البارزة، مثل "الليالي الملاح"، "الشاطر حسن"، و"محمد علي وفتح السودان"، محققًا نجاحات كبيرة في مجال الفن المسرحي والسينمائي.

الكتابة للنجوم وتأسيس السينما المصرية

لم يتوقف بديع خيري عند المسرح، بل تألق في الكتابة للسينما، حيث قدم العديد من الأعمال الناجحة مثل "امتثال"، "بحبح باشا"، و"سلامة في خير". كتب للفنان علي الكسار في فترة سفر نجيب الريحاني إلى البرازيل، وألف أوبريت "الغندورة" لمنيرة المهدية، مما أضاف المزيد من النجاحات إلى إرثه الفني.

مأساة شخصية وانتهاء رحلة فنية عظيمة

رغم النجاحات الكبيرة التي حققها بديع خيري في حياته، إلا أن مأساة شخصية كبيرة كانت تلوح في أفقه. فقد تأثر بوفاة نجله عادل خيري بشكل عميق، ورغم ذلك ظل مخلصًا للمسرح، حتى رحل عن عالمنا في فبراير 1966.

ترك بديع خيري وراءه إرثًا فنيًا لا يُنسى، وشكّل جزءًا من تاريخ الفن المصري الذي لا يزال يذكره الجميع حتى اليوم.

اقرأ أيضًا :

”ضحكات الناس عزائى وقوتى” أحزان شيخ المبدعين بديع خيري..ناضل ضد الاستعمار واكتشف الريحاني وسيد درويش

عادل خيري الكوميديان الحزين.. ورث والده أنهي حياته ومحمد عوض خطف الأضواء منه وحكايته مع نجيب الريحاني



 

تم نسخ الرابط