حكم لمس الكلب.. بين الطهارة والنجاسة في ميزان الفقه

حكم لمس الكلب
حكم لمس الكلب

أثار موضوع لمس الكلب جدلًا فقهيًا واسعًا بين العلماء، حيث انقسمت الآراء الفقهية حول حكمه بين النجاسة والطهارة، ولتوضيح هذا الجدل يستعرض الموجز في هذا التقرير المذاهب الفقهية المختلفة وأدلتها الشرعية، ما يتيح فهمًا أعمق للقضية.

 

المذاهب الفقهية وآراؤها حول نجاسة الكلب

رأي الشافعية والحنابلة:
يعتبر الشافعية والحنابلة الكلب نجسًا بجميع أجزائه، سواء كان ذلك جسمه أو شعره أو لعابه. وقد استندوا في ذلك إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم المتعلق بولوغ الكلب في الإناء.

رأي المالكية:
يرى المالكية أن الكلب طاهر بالكامل، بما في ذلك جسمه وشعره ولعابه، مما يجعل لمس الكلب لا يُسبب نجاسة عندهم.

رأي الحنفية:
يذهب الحنفية إلى أن الكلب طاهر عمومًا باستثناء لعابه وبوله وعرقه وسائر رطوباته التي تُعد نجسة، مؤكدين أن الحكم يختلف باختلاف الملمس وطبيعته.

حكم لمس الكلب.. الرطوبة هي الفيصل

يتوقف الحكم الشرعي للمس الكلب على وجود رطوبة أثناء الملامسة:

بدون رطوبة:
يرى المالكية أن لمس الكلب بدون رطوبة لا يُنجّس اليدين أو الملابس، وهو ما يتفق معه جمهور العلماء.

مع وجود رطوبة:
إذا كان لمس الكلب مع وجود رطوبة، فإن غالبية الفقهاء، وخاصة الشافعية والحنابلة، يرون أن اليدين تتنجسان ويجب غسلهما، ويستحب استخدام التراب في حالة إصابة اللعاب.

وفي حال ولغ الكلب في إناء، جاء في الحديث الشريف:

«إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات إحداهن بالتراب» (رواه مسلم).

لمس الكلب

طرق تطهير النجاسة بين المذاهب

الشافعية والحنابلة:
يشترطون غسل الإناء سبع مرات مع استخدام التراب في إحداها لتحقيق الطهارة.

الحنفية:
يرون أن ثلاث غسلات كافية، ولا يشترطون استخدام التراب.

المالكية:
يعتبرون الغسل سبع مرات مستحبًا وليس واجبًا، كما أنهم لا يرون ضرورة لاستخدام التراب.

لذلك، يُفضل اتباع الشافعية والحنابلة للخروج من الخلاف، وإذا تعذّر ذلك، يمكن الاكتفاء بمذهب الحنفية.

 

توضيح من لجنة الفتوى بالأزهر الشريف

أوضحت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، ردًا على استفسار لطبيب بيطري، أن شعر الكلب وجلده طاهران، ولا يُسببان نجاسة اليدين أو الملابس، ومع ذلك يُعتبر لعاب الكلب نجسًا، ويجب غسل ما أصابه من لعاب بالماء، ويُستحب استخدام التراب في الغسل للتأكد من الطهارة.

اقرأ أيضا

 

الإفتاء: يجوز الجمع بين نية صيام القضاء والستة من شوال لتحصيل الأجرين

 

فضل صيام شهر رجب المبارك والأيام البيض

 

 

تم نسخ الرابط