بين لندن وموسكو .. تفاصيل من حياة أسماء الأسد
منذ اليوم الأول للحرب السورية، والتي إندلعت في مارس من عام 2011، لم تكن سيدة سوريا الأولى السابقة “أسماء الأسد” بعيدة عن مسرح الأحداث سواء مايروى أو مايحاك خلف الكواليس وداخل أروقة القصور الرئاسية التفاصيل تسردها الموجز في السطور التالية.
مقاطعة “أكتون” البريطانية صيف 1975
ولدت “أسماء فواز الأخرس” في الحادي عشر من أغسطس عام 1975 لطبيب القلب السوري المقيم في مقاطعة أكتون القريبة من العاصمة البريطانية “فواز الأخرس” ، والموظفة بالسفارة السورية بالمملكة المتحدة “سحر عطري” .
درست "إيما" كما كان يحلو لأصدقائها من البريطانين مناداتها في إحدى المدارس الخاصة في “ماريليبون” ثم في قسم “الحاسبات والمعلومات” بكلية “كينجز كوليدج” ، التي تخرجت فيها عام 1996 وبدأت حياتها العملية كمتدربة في القطاع المصرفي في نيويورك وبالتحديد مع “دويتشه بنك” ثم “ مصرف جي بي مورجان”.
رحلة الصعود إلى الكرسي الثاني بجوار الرئيس
أكدت عدة تقارير صحفية أن بداية التعارف بين “أسماء الأخرس “ ، و ”بشار الأسد” في الفترة ما بين أعوام 1992، 1994 وهي الفترة التي يرجح أن “الأسد” قد زامل والدها في العمل بإحدى المستشفيات البريطانية خلالها.
ليتم الزواج بعد 6 أشهر فقط من تولي “بشار الأسد” منصب الرئيس خلفا لوالده الراحل “حافظ الأسد”وتحديدا في الثامن عشر من ديسمبر لعام 2000 وهو الزواج الذي أثمر عن حافظ المولود في شهر أكتوبر لعام 2001 ، زين التي ولدت في أكتوبر لعام 2003 ، وكريم الذي ولد في عام 2004.
لم تشعر “أسماء الأسد “ بأنها السيدة الأولى إلا في فبراير من عام 2016 بعد رحيل السيدة ”أنيسة مخلوف” والدة الرئيس السابق وحرم الرئيس الأسبق، والتي كانت بمثابة اللاعب الذي يحرك قطع الشطرنج وفقا لرؤيته حيث كانت تتمتع بنفوذ بالغ في فترة حكم زوجها وماتلاها من حكم الإبن وحتى رحيلها.
ولم يكن مسموح لوسائل الإعلام في حياتها الإشارة في إلى “أسماء” على أنها السيدة الأولى، حيث إحتفظت “أنيسة مخلوف” بهذا اللقب حتى وفاتها.
حينئذ فقط عملت على إنتهاج منهجا مخالف تماما لنهج “ أنيسة مخلوف” بدأته بالعمل على تحدى نجل خال زوجها “ رامي مخلوف” الذي كان مسيطرا على عدة قطاعات إقتصادية هامة من بينها الإتصالات والسياحة والطيران عبر خلق منافسين لهم من أسرتها مستغلة نفوذها البالغ داخل الدائرة المقربة للرئيس وهو ما كشفته في رسالة لإحدى صديقتها قالت فيها "أنا الديكتاتور الحقيقي" في العائلة بشار ليس لديه خيارات أخرى والتي جاءت ضمن إحدى الرسائل التي سربتها ويكليكس .
من أسرة بسيطة إلى أقطاب في عالم البيزنس
كان زواج “أسماء” من “بشار الأسد” بمثابة كنز المغارة الذي عثرت عليه عائلة دكتور “الأخرس” إذ أن أول غيث كان بحسب تقارير إعلامية نشرت إبان إندلاع الحرب السورية هو “فيلا” في أرقى أحياء لندن، لتنتقل العائلة من شقتها المؤجرة إليها تلتها قطعة أرض على مساحة واسعة يبلغ ثمنها عدة ملايين من الدولارات في منطقة “يعفور” ليؤسس عليها والد العروس مشاريعه وقصره المنيف، كما تم ترقية الأم من موظفة إدارية بالسفارة السورية إلى دبلوماسية مع إحتساب فروقات الأجر عن سنوات عملها، بالإضافة إلى تحول الأب إلى مجال البيزنس و إمتلاك مئات الأسهم في العديد من الشركات البريطانية وتكوين شبكة علاقات متينة أهلته لتلقي دعوة من ملكة إنجلترا الراحلة “ إليزابيث ” لتناول الغداء على شرف أمير قطر قبل إندلاع الحرب في سوريا بنحو 6 أشهر، ذلك بخلاف جولات أسماء في “هارودز” و “ريجينت” أكبر المراكز التجارية في لندن والذين يستضيفان بداخلهما أفخم منافذ بيع أشهر العطور والملابس والمجوهرات والتي كانت تخصص لهم ميزانية ضخمة تقدر بملايين الدولارات .
المرض والمنفى
في منتصف عام 2018 أعلنت الرئاسة السورية إصابة السيدة الأولى بالسرطان، فيما أكد مسئولون أنها تخضع للعلاج في مرحلة مبكرة لتعلن شفائها في أغسطس عام 2019 .
غير أن كان للقدر رأي أخر حيث تم الإعلان في منتصف العام الجاري عن تشخيص إصابتها بسرطان الدم بالتزامن تصاعد الأحداث التي أدت إلى سقوط نظام الأسد ورحيلها مع أبنائها إلى منفاهم الإختياري في العاصمة الروسية “موسكو “ ليلحق بهم الرئيس ”بشار الأسد” مسدلا الستار على حكم عائلة الأسد الذي دام لمدة 50 عاما.
إقرأ أيضا
البنتاجون تعلن عن زيادة عدد قواتها في سوريا بشكل مؤقت
الجولاني يمنح الجنسية السورية لمقاتلين أجانب.. القصة كاملة