حكم قراءة القرآن الكريم جماعيًا بصوت واحد .. الافتاء توضح
حكم قراءة القرآن الكريم جماعيًا.. قراءة القرآن الكريم تعتبر من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهي عبادة محببة في الإسلام، يستحب للمسلمين تلاوتها فرديًا أو جماعيًا، ومع تعدد الأساليب المتبعة في قراءة القرآن في مختلف الأوقات والأماكن، يثير سؤال حول حكم قراءة القرآن جماعيًا بصوت واحد، حيث يتم تحديد هل هذه الطريقة جائزة شرعًا أم لا.
وفي هذا السياق، يقدم موقع الموجز، خلال التقرير التالي، رأى دار الإفتاء المصرية التي توضح فيها حكم هذه الممارسة، مستندة إلى الأدلة الشرعية وآراء العلماء، ومن خلال هذه الفتوى، يتم توضيح مدى توافق هذه الطريقة مع تعاليم الدين الإسلامي وكيفية الموازنة بين إحياء سنة تلاوة القرآن وبين الحفاظ على الأدب الصحيح في التعامل مع النصوص القرآنية.
حكم قراءة القرآن الكريم جماعيًا
أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم قراءة القرآن الكريم بصورة جماعية، مؤكدة أنها لا تُعد بدعة أو مخالفة لما جاء في الشرع والسنة النبوية الشريفة، في بيان فتواها، أكدت لجنة الفتوى الرئيسة بالدار أن قراءة القرآن بصورة جماعية منظمة، دون حدوث تشويش أو إزعاج أثناء التلاوة أو التعليم، كما هو الحال في العديد من مجالس القرآن الكريم في المساجد والكتاتيب، هي أمر جائز شرعًا. وأشارت إلى أن هذه الممارسة تعد من الذكر الجماعي الذي يُثاب فاعله، ويحقق غرض التعليم والمساعدة في حفظ القرآن الكريم.
تنظيم مجالس الإقراء وتجنب التشويش
وعبر الصفحة الرسمية للدار على فيسبوك، أوضحت لجنة الفتوى أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تنظيم مجالس الإقراء بحيث لا يحدث تشويش على من يشتغل بمهمة أخرى، واستشهدت بحديث أبي حازم التَّمَّار عن البياضي رضي الله عنه، حيث خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة، فقال: "إن المُصَلِّي يناجي رَبَّه عزَّ وجلَّ، فليَنظر ما يناجيه، ولا يَجهر بعضكم على بعض بالقرآن". رواه الإمام مالك في "الموطأ".
منع القراءة الجماعية
وفي إطار الرد على بعض الاستفسارات التي استندت إلى هذا الحديث للحد من قراءة القرآن بصورة جماعية، أكدت دار الإفتاء أن الاستدلال بما ورد في الحديث على منع هذه الممارسة هو استدلال غير صحيح وتحريف لنصوص السنة النبوية الشريفة، وأوضحت أن الحديث المذكور يتناول تنظيم قراءة القرآن فرادى وتوجيه المسلمين إلى تجنب تشويش بعضهم على بعض أثناء التلاوة. وأكدت أن هذا لا يتعارض مع القراءة الجماعية المنظمة التي تقتصر على تلاوة القرآن بشكل هادئ ومنظم.
النهي عن التشويش بين القراء
تعقيبًا على النهي عن تشويش القراء، أكدت دار الإفتاء أن الحديث النبوي لا يتضمن النهي عن القراءة الجماعية المنظمة أو الذكر الجماعي كما يحدث في مساجد المسلمين وبيوتهم عبر العصور، بل يشير إلى النهي عن تشويش بعض القراء على بعضهم أثناء القراءة، في هذا السياق، نقلت دار الإفتاء عن الإمام ابن عبد البر قوله: "لا يُحب لكل مصلٍّ أن يُفرط في الجهر إذا كان بجانبه من يؤدي نفس العمل حتى لا يُشوش عليه"، كما لا يُحب ذلك بين المتنفلين، وأكدت أن الحديث يحظر الحديث في المسجد بما يشغل المصلِّي عن صلاته أو يخلط عليه قراءته.
وبناءً على هذا التفسير، أكدت دار الإفتاء أن القراءة الجماعية المنظمة لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية ما دامت تتم دون حدوث تشويش أو إزعاج للآخرين، سواء في مجالس التعليم أو التلاوة، وهي من الوسائل المشروعة التي تحقق أهدافًا تعليمية ودينية قيمة.
اقرأ أيضا:
دار الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول حرمانية الإحتفال بالمناسبات الدينية
حكم قراءة القرأن في الصلاة بالترتيب.. دار الإفتاء تحسم الجدل