هل هناك علاقة بين الجمبري وبكاء الصخور في شواطئ اليابان؟

الصخور الباكية في
الصخور الباكية في اليابان

  هل سمعت من قبل عن صخور تبكي؟ قد يبدو الأمر غريباً، لكن هذه الظاهرة تحدث بالفعل في بعض شواطئ اليابان، دعنا نستكشف معاً هذا اللغز المثير للاهتمام ونكتشف العلاقة الغريبة بين بكاء الصخور والجمبري.
يكشف لكم موقع الموجز، خلال السطور التالية السر وراء بكاء الصخور في شواطئ اليابان.

في مشهد بديع، تتلألا الصخور الواقعة قبالة سواحل أوكاياما في اليابان بأضواء زرقاء براقة في الليل حتى يُخيل لمن ينظر إليها أنها دموع تتساقط من بين ثقوب الصخور، لذا أطلق العلماء عليها الصخور الباكية، والتي جذبت العديد من المصورين حول العالم لالتقاط صور بديعة توثق هذه الظاهرة النادرة، وفق ما ذكره موقع this iscolossal، المعني بالفنون والتصوير الفوتوغرافي.  

الظاهرة 

تظهر في بعض الشواطئ اليابانية ظاهرة غريبة تتمثل في ظهور قطرات مائية على سطح بعض الصخور، وكأنها دموع. هذه الظاهرة أطلق عليها السكان المحليون اسم "بكاء الصخور".

سر ظاهرة الصخور الباكية في اليابان

تساءل الكثيرين عن السر وراء اللون الأزرق البراق الذي يغطي السطح الخارجي لصخور أوكاياما ويتشكل على شكل دموع، ليتبين أن روبيان الفلورسنت، المعروف باسم يراعات البحر في اليابان هي السبب وراء ذلك، إذ تملأ هذه المخلوقات الصغيرة التي يبلغ حجم كل منها حوالي 3 ملم رمال ومياه البحر الضحلة من شهر مايو إلى أواخر أكتوبر، وهي كائنات ليلية تطلق لون أزرق ساطع ينعكس ليلًا على الصخور.

وتعد يراعات البحر أحد سلالات سمك القريدس الصغير أو الجمبري الضئيل للغاية الذي يعيش بأعداد كبيرة جدًا في المياه الضحلة بشكل قريب من الشاطئ، وينبعث منه لون أزرق ساطع في كل مرة يلامس فيها الماء، وغالبا ما تُرى هذه اليراعات في شكل ألماس أزرق صغير جداً يتلألأ في الرمال.

التفسير العلمي:

بعد سنوات من التساؤلات والحكايات الشعبية، تمكن العلماء من تفسير هذه الظاهرة. فسر العلماء أن هذه القطرات المائية ليست سوى نتاج تفاعل كيميائي يحدث بين مادة معينة موجودة في الصخور ومياه البحر المالحة.

دور الجمبري

قد يبدو غريباً الربط بين بكاء الصخور والجمبري، ولكن هناك علاقة غير مباشرة. فبعض أنواع الجمبري تتغذى على هذه المادة الموجودة في الصخور، مما يؤدي إلى تغيير تركيبتها الكيميائية وزيادة فرص حدوث التفاعل الكيميائي الذي ينتج عنه ظهور القطرات المائية.
دراسة هذه الظاهرة تساهم في فهمنا أفضل لتركيب الصخور وتفاعلاتها مع البيئة المحيطة. كما أنها تسلط الضوء على التوازن الدقيق في النظام البيئي البحري.

توثيق مشاهد مذهلة 

ولتوثيق لقطات مبتكرة من مشاهد الصخور الباكية، قام عدد من المصورون منهم جوناثان جاليوني الذي يعمل في شركة التصوير الفوتوغرافي «Tdub Photo» بجمع كمية كبيرة جدًا من القريدس إلى الشاطئ عن طريق استخدام عبوات زجاجية بها بعض اللحم المقدد لجذب هذه اليراعات إلى رائحته، حتى نجح في أخذ صور مذهلة أثناء انبعاث ومضات القريدس وانعكاسه على الصخر، والتي تبدو وكأنها تبكي دموعًا مضيئة.

ظاهرة بكاء الصخور في اليابان هي مثال رائع على قدرة الطبيعة على خلق ظواهر غريبة وجميلة في نفس الوقت. وقد أثبتت هذه الظاهرة أن العلم قادر على تفسير أغرب الظواهر الطبيعية وتقديم تفسيرات منطقية لها.

اقرأ أيضاً:

لغز وادي الموت.. صخور عملاقة تتحرك من تلقاء نفسها دون تفسير
بعد 11 يومًا.. العثور على جثة نور كلش بين صخور شاطئ الفيروز
 

تم نسخ الرابط