حكايات التاريخ.. المدينة التي تدمّرت بالكامل ولم يتبقى من سكانها إلا 2000 شخص فقط!
يرصد التاريخ العديد من الوقائع المروعة التي تظل محفورة في وجدان الكثير من الشعوب بسبب ما خلّفته من مأساة، ومن تلك الوقائع لا يمكن نسيان ما حدث في مدينة تاباس الإيرانية، والتي تعتبر واحدة من أروع المدن ذات الطبيعة الساحرة في العالم.
وعلى الرغم من شهرتها بالجمال، إلا أن مدينة تاباس تعرّضت إلى زلزال عنيف في 16 سبتمبر عام 1978، ما أدى إلى مقتل 15 ألف شخص من بين مجمل السكان البالغ حينها 17 ألفا.
زلزال مدينة تاباس الإيرانية
وكان الزلزال الذي ضرب مدينة تاباس المنطقة الواقعة بشرق إيران، مركزه في المدينة نفسها، وكان بقوة 7.7 درجة بمقياس ريختر، وقد استمر لمدة 3 دقائق.
وقد أودى زلزال مدينة تاباس في المجموع بحياة 25000 شخص. بينهم 15000 من سكان المدينة المنكوبة.
يذكر أن مدينة تاباس تقع على بعد 500 كم جنوب عشق أباد، وموقعها داخل الصدع التركماني الإيراني النشط زلزاليا.
مدينة منكوبة في إيران
وبحسب المصادر التاريخية، فإن زلزال تاباس وقع ليلة 16-17 سبتمبر 1978، بالتزامن مع خسوف كلي للقمر في شمال شرق إيران، والذي فسره السكان لاحقا على أنه علامة سيئة.
ومع ذلك، يقول الخبراء إن الصغر النسبي للمنطقة الذي وقعت به الكارثة ساهم في الحد من عدد الضحايا بالمجمل، لكن بالنسبة لمدينة تاباس كانت الخسائر مأساوية تماما.
ونتيجة للهزّة الأرضية العنيفة، لقى آلاف من الأشخاص مصرعهم فجأة تحت أنقاض منازلهم المبنية من الطوب، فيما ابتلعت انشقاقات أرضية أعدادا أخرى من السكان.
على الرغم من أن الأضرار البشرية المادية الجسيمة اقتصرت على مدينة تاباس والمناطق المحيطة بها، إلا أن هذا الزلزال كان قويا جدا، وشعر به سكان ثلثي الأراضي الإيرانية.
نتائج زلزال مدينة تاباس
وتشير المصادر التاريخية إلى أن الزلزال الذي استمر فقط 3 دقائق، ألحق دمارًا كبيرًا بأكثر من 40 قرية في دائرة نصف قطرها حوالي 100 كيلو متر من المركز، حتى أن مباني تأرجحت في العاصمة طهران التي تبعد أكثر من 600 كيلو متر من تاباس.
قبل ذلك جرى في 17 و24 يونيو عام 1974، تسجيل هزتين أرضيتين ضعيفتين في مدينة تاباس، ووقعت أيضا في ذلك الوقت هزة ثالثة ضعيفة بالقرب من مدينة عشق أباد، ثم ساد هدوء زلزالي لأكثر من أربعة سنوات، لكن الوضع تغير في 7 سبتمبر 1978، حين تعرضت منطقة عشق أباد لصدمة زلزالية ضعيفة، وبعد 10 أيام، ضرب الزلزال العنيف ليلة 16 إلى 17 سبتمبر 1978 المنطقة وكاد أن يقضى على جميع سكان مدينة تاباس.
أقرأ أيضا:
حكايات التاريخ.. الملك البريطاني الذي أراد اعتناق الإسلام ورفضه الخليفة!
بحزام وكاميرا.. حكاية "الحوت الجاسوس" الذي نفق في مهمة خطيرة
