صواريخ إيران في مواجهة دفاعات الإحتلال.. من يربح إذا اندلعت المعركة؟
تعد "معركة الردع" بين إيران وإسرائيل من أكثر القضايا تعقيدًا في الشرق الأوسط، حيث تعتمد كل من الدولتين على ترسانتها العسكرية لتحقيق التفوق والردع الاستراتيجي.
ترسانة الصواريخ الإيرانية
إيران تمتلك واحدة من أكبر ترسانات الصواريخ في المنطقة، مع مجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز بعضها قادر على الوصول إلى إسرائيل وجنوب شرق أوروبا، وهذه الصواريخ، التي تشمل شهاب-3، وقادر، وسجيل، تستطيع الوصول إلى أهداف بعيدة داخل إسرائيل، حسب منصة “missilethreat”.
ويُنظر إلى قدرة إيران على إطلاق هذه الصواريخ من عدة مواقع جغرافية، بما في ذلك العراق وسوريا ولبنان، كعنصر رئيسي في استراتيجيتها الردعية.
خلال العقد الماضي، استثمرت إيران بشكل كبير في تحسين دقة وقوة هذه الأسلحة، مما جعل قواتها الصاروخية أداة قوية لإبراز قوتها وتهديدًا جديًا للقوات العسكرية الأمريكية وحلفائها في المنطقة.
وعلى الرغم من أنها لم تختبر أو تنشر صاروخًا قادرًا على الوصول إلى الولايات المتحدة بعد، إلا أنها تواصل تطوير تقنيات الصواريخ بعيدة المدى من خلال برنامجها لإطلاق الصواريخ إلى الفضاء.
الانتشار الإقليمي للأسلحة الإيرانية
إيران تعتبر مركزًا رئيسيًا لانتشار الأسلحة في المنطقة، حيث تقوم بتزويد الجماعات الشريكة مثل حزب الله ونظام الأسد في سوريا بصواريخ وقذائف، بالإضافة إلى توفير القدرة على الإنتاج المحلي لهذه الأسلحة.
منذ عام 2015، قامت إيران بتزويد الحوثيين في اليمن بصواريخ باليستية وصواريخ كروز متطورة، وكذلك طائرات بدون طيار بعيدة المدى.
مؤخرًا، بدأت إيران في تجهيز الميليشيات الشيعية في العراق بصواريخ ومقذوفات أخرى لاستخدامها ضد المنشآت العسكرية والدبلوماسية العراقية والأمريكية.
الهجمات الصاروخية الإيرانية
إلى جانب دعمها للجماعات الوكيلة، استخدمت إيران قواتها الصاروخية في عمليات قتالية مباشرة ضد عدة خصوم في الشرق الأوسط منذ عام 2017.
وفيما يلي بعض الهجمات البارزة:
يونيو 2017: أطلقت إيران ستة صواريخ على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في دير الزور شرق سوريا، ردًا على هجمات التنظيم في طهران.
أكتوبر 2018: نفذت إيران هجومًا صاروخيًا مماثلًا على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية.
سبتمبر 2018: أطلقت إيران سبعة صواريخ فاتح-110 على مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في كويا بالعراق.
سبتمبر 2019: شنت إيران هجمات منسقة باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ كروز على منشآت النفط السعودية في بقيق وخريص، مما أدى إلى توقف مؤقت في الإنتاج بمصفاة بقيق التي تزود العالم بنحو 5-7% من احتياجاته اليومية من النفط.
يناير 2020: قصفت إيران القوات الأمريكية في العراق بما يصل إلى 22 صاروخًا باليستيًا، ردًا على مقتل قاسم سليماني، مما أسفر عن إصابة أكثر من 100 من أفراد الخدمة الأمريكية بإصابات دماغية رضية وألحق أضرارًا بالمنشآت الأمريكية في قاعدة الأسد الجوية غرب بغداد.
الدفاعات الإسرائيلية
في المقابل، تعتمد إسرائيل على نظام دفاع صاروخي متعدد الطبقات لحماية نفسها من التهديدات الإيرانية.
يتضمن هذا النظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، ونظام مقلاع داوود للصواريخ متوسطة المدى، بالإضافة إلى نظام آرو للصواريخ الباليستية طويلة المدى، وتوفر هذه الأنظمة معًا درعًا دفاعيًا معقدًا يقلل من فعالية الهجمات الصاروخية المحتملة.
التوازن الاستراتيجي
رغم التهديد الصاروخي الإيراني، فإن القدرات الدفاعية الإسرائيلية تجعل من الصعب على إيران تحقيق ضربة قاضية.
ومع ذلك، يبقى السؤال حول من يربح "معركة الردع" غير محسوم، حيث تعتمد النتيجة على العديد من العوامل، بما في ذلك التطورات التكنولوجية، والدعم الدولي، والاستراتيجيات العسكرية.
ويشار إلى إن "معركة الردع" بين إيران وإسرائيل هي صراع مستمر ومعقد، حيث يسعى كل طرف إلى تعزيز قدراته لفرض توازن القوة، وفي ظل هذه الديناميكية المتغيرة، يظل من الصعب تحديد الطرف الفائز بوضوح، مما يجعل المنطقة في حالة من التوتر المستمر.
ماذا يحدث في بنجلاديش؟ ..احتجاجات طلابية وهروب رئيسة الوزراء