سكان غزة يتظاهرون ضد حماس ويطالبونها بترك حكم القطاع

الموجز

دخلت الحرب في غزة بين حركة حماس وإسرائيل شهرها الثالث ولم تتوقف مشاهد قتل الأطفال والمدنيين في القطاع سوى لسبعة أيام هي مدة الهدنة التي تم الاتفاق عليها بين حماس وإسرائيل بوساطة مصرية قطرية.

وبدا سكان القطاع ناقمون على مايجري من قصف متواصل وتساقط أعداد كبيرة من الشهداء بشكل يومي إلى جانب ضيق الأحوال المعيشية الذي يعانون منه منذ تولي حركة حماس مسئولية الحكم في القطاع وعبروا عن غضبهم بالخروج في تظاهرات ضد الحركة التى يرون أنها السبب فيما آلت إليه الأوضاع في القطاع بعد قيامها بمعركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي بالإضافة إلى أنها كانت السبب في خرق الهدنة مع إسرائيل وعودة قصف القطاع مرة أخرى.

ووفقًا لاستطلاع للرأي أجراه "معهد واشنطن" لم يحظَ قرار حركة حماس بخرق وقف إطلاق النار بشعبية في حين أن أغلبية سكان غزة (65%) اعتبروا أن من المحتمل حدوث صراع عسكري كبير بين إسرائيل و"حماس" في غزة" هذا العام.

و أيدت نسبة مماثلة (62%) التزام حماس بوقف إطلاق النار مع إسرائيل وعلاوةً على ذلك وافق النصف (50%) على الطرح الآتي: يجب أن تتوقف "حماس عن الدعوة إلى تدمير إسرائيل وأن تقبل بدلًا من ذلك بحل الدولتين الدائم على أساس حدود عام 1967."

ويشير الاستطلاع إلى أن الإحباط في غزة من حُكم حماس أصبح واضحا وقد أعرب معظم سكان القطاع عن تفضيلهم لإدارة السلطة الفلسطينية ومسؤوليها الأمنيين بدلًا من حماس.

وأيدت أغلبية سكان غزة (70%) اقتراح قيام السلطة الفلسطينية بإرسال مسؤولين وضباط أمن إلى غزة لتولي الإدارة هناك مع تخلي حماس عن الوحدات المسلحة المنفصلة وتشمل هذه النسبة 47% من الذين وافقوا بشدة على ذلك.

وكشف استطلاع آخر للرأي بشأن ثقة سكان قطاع غزة بحماس عن نتيجة صادمة فقد أظهر أن الثلثين لا يثقون بحماس وأنهم يحمّلونها مع إسرائيل مسؤولية الحصار الذي يعيشون فيه.

وجاء هذا الاستطلاع ليفتح باب التساؤلات حول علاقة حماس وذراعها العسكرية كتائب القسام بسكان غزة بعد الدمار الكبير الذي يعيشه القطاع بسبب القصف الإسرائيلي غير مسبوق والذى جاء كانتقام من هجوم حماس على غلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي فيما عرف بمعركة طوفان الأقصى.

وخلصت الباحثة الأميركية الفلسطينية أماني جمال الأستاذة في جامعة برينستون وصاحبة الاستطلاع استنادا إلى استطلاع رأي أجري في الأراضي وأنجز قبل هجوم حركة حماس على إسرائيل بيوم إلى أن الفلسطينيين يعزون معاناتهم إلى الاحتلال الإسرائيلي وتسلط الفصائل الفلسطينية في آن واحد.

والكثيرون منهم يوجهون انتقادات لحماس معتبرين أنها غامرت بتنفيذ هجوم كبير دون أن تحسب حسابا للرد الإسرائيلي

وبحسب عميدة كلية الشؤون العامة والدولية في الجامعة الأميركية المرموقة فإن سكان قطاع غزة إذا كانوا يخضعون منذ 2007 لحصار فرضته إسرائيل بعد سيطرة حماس على القطاع فإن ثلثيهم لا يثقون بقدرة حركة حماس -التي يتهمونها بـ”التسلط” و”الفساد”- على تحسين مصيرهم

وأوضحت الباحثة أنه قبل هجوم 7 أكتوبر كان 67 %من فلسطينيي غزة لا يثقون أو قلما يثقون بحماس.

وتشير هذه النتيجة وفق رأيها إلى أنه لا يجب بالتالي اعتبار قطاع غزة بكامله مسؤولا عن الأعمال المروعة التي ارتكبتها حماس المصنفة حركة إرهابية لدى إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ويمكن أن تفسر هذه النسبة سبب إقدام حماس على هجوم السابع من أكتوبر لخلط الأوراق خاصة أنها لم تكن قادرة على تحسين الوضع المعيشي للناس الذين تزايد تململهم بسبب غياب أبسط مقومات الحياة خلال الحصار والتهديدات الأمنية وانسداد آفاق التغيير وكل هذه العناصر سببها قرار حماس الانفراد بحكم غزة.

وتواجه حماس اتهامات من سكان القطاع بأنها أصبحت حركة شيعية نظرا لما يتردد حول تلقيها تمويلا ودعما من إيران وهو الأمر الذي يغضب حماس بشدة من سكان القطاع لانها حركة إسلامية سنية .

إلا أن سكان غزة يستندون في اتهامهم لحماس بكونها شيعية إلى موقف إيران من هجوم طوفان الأقصى فمنذ اللحظات خرج خامنئي الزعيم الأعلى الإيراني مبتهج بعبارات الامتنان لرجال كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس قائلًا إنه "يقبل أيادي المخططين لذلك الهجوم" كما أعلن يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني عن دعم طهران لعميلة "طوفان الأقصى"، كما خرجت المظاهرات الاحتفالية بهجوم القسام على إسرائيل في مدن عدة داخل إيران.

ومع ترحيب إيران بعملية "طوفان الأقصى" لكن في ذات الوقت نفى خامنئي ضلوع إيران في الهجوم الذي قُتل على إثره 1200 شخص إسرائيلي إلا أن تصريحات حماس لم تمش في نفس سياق إيران حيث كانت مبهمة بعض الشيء مع تصريح المتحدث باسم حركة حماس غازي حمد لـ "بي بي سي" بأنه فخور بدعم العديد من الدول لحماس مثل إيران مع تضمن المساعدات المقدمة للحركة المال والسلاح والدعم السياسي والذي اعتبره غازي بأنه "لا بأس به" وأكد على الشكوك بشأن دعم إيران لحماس عدم نفي غازي لدى سؤاله بشكل مباشر عند استضافته ببرنامج "نيوزأور" عن دعم إيران لحماس.

وعلى جانب آخر مع إعلانها عدم رصد أي دليل على ارتباط إيران بهجوم الـ7 من أكتوبرإلا أن واشنطن اتهمت طهران بالتواطؤ في الهجمات التي شنتها حماس على إسرائيل مع قول المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن بلاده لا تمتلك أي دليل على تورط إيران المباشر في الهجمات على إسرائيل لكنها متورطة وذلك حسبما ذكرت شبكة "إم إس إن ".

ودلل كيربي على روايته بشأن الدعم الإيراني، بامتلاك الجانبان علاقات منذ وقت طويل وتدعيم طهران لحماس من خلال التدريب على الأسلحة والموارد، قائلًا إن إيران داعمة لحماس أما عن الدليل "فليس لدينا دليل".

ورغم تضارب الرؤى وعدم امتلاك أي جهة يؤكد دعم إيران لحماس بشكل مادي لكن تظل اتهامات دعم حركة المقاومة الفلسطينية ملصوقة بإيران، لدعمها ما يُطلق عليه "محور المقاومة" الذي يجمع عددًا من الجماعات المعارضة لإسرائيل والولايات المتحدة مثل حماس وحزب الله اللبناني وذلك حسبما ذكرت "بي بي س

تم نسخ الرابط