خبير يكشف خطة طرد الميليشيات المسلحة من ليبيا
قال عبد الستار حتيتة، المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي: إن التطورات الأخيرة في العاصمة الليبية طرابلس أصبحت مثيرة للقلق خاصة وأنها تعاني الآن من انعدام الأمن والاستقرار في ظل انتشار الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون التي تمارس جرائمها.
وأوضح في تصريحات تلفزيونية أن هناك أحداث مفصلية ومخاطر تواجه السلطة الليبية الجديدة التي لم تسلم من شر هذه الميليشيات بعد أن اقتحمت ميليشيات تسمى "بركان الغضب" عقب اجتماع لقادتها، مقر المجلس الرئاسي في طرابلس، الجمعة الماضية، حيث أظهرت لقطات مصورة لحظة هجوم العناصر المسلحة على مقر اجتماع المجلس الرئاسي، الذي يقع في فندق "كورنثيا" وتطويق محيطه بالكامل بالعشرات من العربات العسكرية المجهزّة وسيارات رباعية الدفع، والمطالية بإقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش وعدد من المطالب الأخرى.
الجدير بالذكر أن حكومة الوحدة الوطنية استملت مهامها في شهر مارس من العام الحالي، حيث كان من المفترض أن تقوم بتوحيد مؤسسات الدولة ورأب الصدع بين الأطراف المتحاربة، والتمهيد لإجراء انتخابات أواخر العام الحالي، ولكن في ظل انتشار ميليشيات مسلحة بدأت العراقيل تظهر أمامها تباعاً ومنها التمرد الذي قامت به ميليشيات "بركان الغضب".
وأضاف حتيتة، أن المنطقة الغربية عامة ما زالت تحت هيمنة وسيطرة المليشيات المسلحة وخاصة العاصمة الليبية، ووجود السلطة التنفيذية الجديدة هناك يجعلها رهينة لهذه الكيانات المسلحة التي تريد فرض إرادتها بقوة السلاح، كما حصل مع سلفها حكومة الوفاق الوطني، التي انتهت بانصياع رئيسها فايز السراج لرغبة هذه الميليشيات ودعم وجودها مادياً وقانونياً.
وأشار إلى أن العاصمة الليبية شهدت في شهري مارس وفبراير اشتباكات مسلحة عديدة في شوارعها بين الفصائل الخارجة عن القانون، حيث أسفرت هذه الاشتباكات عن وقوع ضحايا مدنيين وجرح العديد غيرهم، والجدير بالذكر أن الإشتباكات حصلت بسبب صراع المليليشيات للسيطرة على مناطق نفوذ جديدة، بسبب قطع الإمدادات المالية عنها بعد تغير السلطة.
ويرى المحلل السياسي، أن حكومة الوحدة يجب أن تأخذ زمام المبادرة وتضرب بيد من حديد للسيطرة على هذه الميلشيات وإخضاعها، والآن وبعد مرور أسبوع على حادثة اقتحام الفندق، وصمت الحكومة وعدم اتخاذها لأي إجراء بهذا الصدد، يتخوف المراقبون من أن يعيد التاريخ نفسه وأن تتكرر أخطاء الماضي، فلم يعد يخفى على أحد بأن حكومة الوفاق السابقة كانت مسيرة وخاضعة لهذه الميليشيات.