نفرتارى .. معلومات تروى لأول مرة عن عودة الملكة لأرض الوطن

رأس نفرتارى
رأس نفرتارى

شهدت مصر فى مثل هذا اليوم من عام 2001 نهاية أكبر قضية لسرقة آثارها بعودة رأس الملكة نفرتارى، المعروفة برأس "ميريت"، بعد سرقتها على يد مرمم الآثار البريطانى جوناثان توكلى بارى عام 1992م، والذى استطاع إخراجها من مصر على أنها قطعة مستنسخة "مزورة" مع 6 برديات فرعونية أخرى.

ونفرتارى كانت كبيرة الزوجات الملكيات أو الزوجة الرئيسية لرمسيس الثانى، وهى واحدة من أكثر الملكات المصريات شهرة مثل كليوباترا ونفرتيتى وحتشبسوت، كما أن ضريح نفرتارى هو الأكبر والأبرز فى وادى الملكات.

اكتشفت مقبرة نفرتارى سنة 1904 ولم تفتح للجمهور منذ اكتشافها إلا فى أوائل تسعينيات القرن الماضى، وذلك لحدوث بعض التلف فى النقوش والزخارف بسبب ترسب الأملاح.

أما الواقعة الخاصة بسرقة رأس الملكة العظيمة والتى أطلقت عليها الصحف حينها قضية "السرقة الكبرى" حدثت على يد "جوناثان" الذى حضر على أنه مرمم للآثار المصرية، وأثناء وجوده فى أحد المخازن الأثرية، وقعت عينه على التمثال الذى يعود عمره لأكثر من ثلاثة آلاف سنة، فخطط لسرقته، وتمكن "جوناثان" ومن معه بطلاء التمثال بمادة تغطى لونه وشكله الأصلى وتشويه وجه بالأسمنت ليظهر التمثال كأحد القطع المستنسخة التى تباع للجمهور الأجنبى فى الأماكن السياحية.

بعد سبع سنوات وبالتحديد عام 1999 علمت السفارة المصرية فى بريطانيا بأمر وجود التمثال مع أحد تجار الآثار فى إنجلترا، وعلى الفور بدأت الحكومة المصرية ومسئولو المجلس الأعلى للآثار التابع لوزارة الثقافة حينها فى مخاطبة السلطات البريطانية، من أجل التمثال خاصة أنه لا يسرى عليه قرار امتلاك القطع المهربة، حيث إن بعض الدول الأوروبية قامت بإصدار قوانين داخلية خاصة، تنص على أن كل أثر مضى على دخول أراضيها 25 عامًا يعد أثرًا قوميًا.

وتم تضييق الخناق بالتعاون مع الشرطة الإنجليزية (سكوتلاند يارد) على السارق والذى رفض تسليمه فى بداية الأمر بحجة إنها قطعة مقلدة، لكن علماء فى المتحف البريطانى قاموا بفحصه وتأكدوا من أثريته، فعرض التنازل، وتم تسليمه للسفارة المصرية وعاد التمثال إلى القاهرة فى صباح 28 يوليو 2001، بحوزة الدكتور جاب الله على جاب الله الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار فى ذلك الوقت.

الطريف فى الأمر أن السارق الأصلى للتمثال جوناثان توكلى بارى حكم عليه بالسجن فى لندن لمدة ست سنوات عام 1997.

تم نسخ الرابط