العملاق يستيقظ.. معلومات لا تعرفها عن خطة استعادة أمجاد ”القطن المصري ”
الذهب الابيض الذى يشع منه نورا يتراقص مع أشعة الشمس فينعكس خيره على ربوع الأرض ، القطن المصرى صاحب الشهرة الواسعة، الذى فى شكله الصفاء وفى تداوله الثراء ، مصر كانت من أوائل الدول الرائدة فى انتاجه ، وخاصة النوع الفاخر منه، جلب الرخاء لمصر، وباتت مقدرات المزارعين وخطط حياتهم كبيرهم قبل صغيرهم تعتمد في المقام الأول، علي ما سوف يدره عليهم هذا الذهب الأبيض الذي في شكله الصفاء، وفي تداوله الثراء، وزاع صيته وشهرته فى جميع بلدان العالم.
بدأت زراعة القطن في مصر منذ عهد القدماء المصريين حيث اكتشفت بذوره في أحد مقابر طيبة، وانتشرت زراعته في العصور البطلمية والرومانية إذ كانت مصر تصدر المنسوجات القطنية إلي روما، وفى عام 1820 حين نجح جوميل في إكثار القطن الذي اكتشفه في إحدى الحدائق المنزلية، وتبين أن محصوله من حيث طول التيلة ينافس الأقطان الأمريكية والهندية ويتفوق عليها، الأمر الذي أدى إلي سرعة انتشار هذا النوع الجديد الذي بلغ إنتاجه عام 1823 حوالي 30 ألف قنطار وانتهت زراعة الصنف القديم المعروف باسم البلدي عام 1832.
وقد كانت الحرب الأهلية الأمريكية ( 1861 – 1865 ) وما ترتب عليها من هبوط إنتاج القطن في أمريكا سببا في انتعاش زراعة القطن في مصر وازدياد إنتاجه وارتفاع أسعاره بصورة تعتبر نقطة تحول رئيسية حاسمة في تاريخ زراعة القطن إذ قفزت صادرات مصر من 596 ألف قنطار في عام 1861 إلي 2507 ألف قنطار في عام 1865، ومنذ ذلك الحين توطدت زراعة القطن في مصر وبدأ اهتمام الدولة بإيجاد أصناف جديدة، وتم استيراد العديد من الأنواع والأصناف لا سيما أقطان السي ايلاند المنزرعة آنذاك في جزر الهند الغربية، وبالتالي ظهور أصناف ذات خواص مختلفة برز منها صنف الأشموني الذي صار فيما بعد الأب المباشر وغير المباشر لمعظم أصناف القطن المصري . ال
وقد قام بمهمة انتخاب الأصناف الجديدة للقطن المصري في أواخر القرن الثامن عشر بعض الأفراد المشتغلين بالقطن من غير الملمين بالأصول العلمية للتربية، واستمر ذلك الوضع حتى إنشاء الجمعية الزراعية المصرية عام 1898.
ثم تولي هذه المهمة قسم تربية النباتات بوزارة الزراعة بعد إنشائها عام 1913 بالتعاون مع الجمعية الزراعية المصرية، حيث شكل لهذا الغرض مجلس مباحث القطن في عام 1919 وبعده لجنة الأبحاث الفنية بالجيزة
عام1928 ، وفي عام 1935 أنشئ مصنع غزل القطن لإجراء الدراسات الفنية لمساعدة المربي .
ثم تدخلت السياسات الخارجية وانقلبت الموازين وبدأت مصر تستورد الأقطان قصيرة التيلة من أمريكا واليونان وأوكرانيا بعد توقف مصانع المحلة للغزل والنسيج بأوامر من البنك الدولي سنة 1986، وفشلت مصر في تسويق القطن المصري ذائع الصيت في العالم أجمع، بسبب عدم وجود خطة متكاملة من الزراعة والصناعة والاستثمار".
وانخفضت المساحة المزروعة من مليون فدان بداية التسعينات من القرن الماضي إلى 131 ألف فدان العام الماضي، إلى أن وضعت الحكومة خطة لزيادة المساحة المزروعة بالقطن إلى 350 ألف فدان في 2018.، كما وضعت الحكومة خطة لاستغلال الإنتاج المحلي للقطن باستهلاك 4.5 مليون قنطار بحلول عام 2020، حيث انخفض استهلاك القطن فى المصانع المصرية من 8 ملايين قنطار عام 2012 إلى 670 ألف قنطار خلال العام 2016.
وفي مايو 2020 أصبحت مصر من الدول المعتمدة رسميًا ضمن برنامج مبادرة قطن أفضل التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى للنهوض بصناعة الغزل والنسيج وزراعة الذهب الابيض وتطوير محتاج القطن، وهو ما يدعم المسار ونالجديد للدولة المصرية نحو استدامة زراعة وإنتاج القطن المصري بالمواصفات العالمية مما يعزز من تنافسية الاقطان المصرية وزيادة الصادرات وتحسين ظروف الحياة لمزارعي القطن.