مصير جنرال المسلمين.. هل يرى مسلسل خالد بن الوليد النور بعد الحرب التي شنها شيوخ الـ”سوشيال ميديا”؟

المسلسل
المسلسل
طارق الشناوي: ضرورة توافر المصداقية التاريخية في سرد الأحداث.. وعلى الجهات الدينية استيعاب تجسيد الأنبياء والصحابة
ماجدة موريس: "سيف الله" يواجه أزمة حقيقية لو قُدم بنفس إمكانيات المسلسلات التاريخية المصرية القديمة
خيرية البشلاوي: لست ضد تجسيد النجوم حياة الأنبياء والصحابة.. و"يوسف" سيتحدى نفسه في المسلسل
محمود عبد الشكور: الجدل قبل عرض العمل غير مبرر
إسلام حافظ: حققت أهم أحلامي بخروج المسلسل إلى النور
------------------------------------------------------------------------
أثار البوستر الدعائي الأول لمسلسل "سيف الله.. خالد بن الوليد" والذي ظهر من خلاله عمرو يوسف منفرداً يرتدي زياً حربياً وممسكاً بسيفه جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وبين النقاد حول الشخصية التي يتناولها العمل وما إذا كان سيخرج بمستوى جيد سواء على المستوى الفني أو الإنتاجي.
وجُسدت شخصية خالد بن الوليد في العديد من الأعمال الفنية مثل فيلم "خالد بن الوليد" من بطولة لفنان حسين صدقي وفيلم "الشيماء" حيث جسّد دور خالد بن الوليد الفنان عبد الله غيث وكذلك مسلسل "خالد بن الوليد" الذي جسد فيه باسم ياخور دور خالد في الجزء الأول وجسدها سامر المصري في الجزء الثاني.
ومن المتوقع أن يكون المسلسل أضخم إنتاج درامي في مصر والعالم العربي، خاصة أن العمل يضم العديد من المعارك التي سيتم تنفذيها في مصر وعدة دول، وسيتم الاستعانة بفريق أجنبي متخصص مع الفريق المصري لإخراج هذه المعارك بجودة عالية.
ويضم المسلسل أكثر من 130 ممثلاً، ومن المقرر أن يبدأ المخرج رؤوف عبد العزيز في تصويره خلال الأيام المقبلة تمهيداً لعرضه في شهر رمضان الكريم. والعمل يضم حتى الآن يوسف شعبان وعبد الرحمن أبو زهرة وحمدي الوزير وسوسن بدر ومحمد فراج ونشوى مصطفى ومنذر رياحنة وأحمد عزمي ومحمود فارس وياسر الزنكلوني وبسنت شوقي وبيومي فؤاد وآخرون.
"الموجز" تكشف من خلال هذا التقرير آراء النقاد حول المسلسل، وكذلك رؤيتهم للأعمال التاريخية التي تجسد حياة الأنبياء والصحابة وآل البيت، ولماذا أثار العمل جدلاً واسعاً بمجرد طرح أولى بوستراته الترويجية ترتب عليه دعوة البعض لمنعه من العرض، وهل النجم عمرو يوسف مناسب لتجسيد شخصية الصحابي الجليل خالد بن الوليد؟.
تزمت فكري
من جانبه، يرى الناقد الفني طارق الشناوي، أنه لا يوجد فرد يستطيع الحكم على العمل الفني قبل عرضه وخروجه إلى النور، لذلك فهو ضد المطالبة بعدم إنتاج المسلسل حيث يجب على الجميع انتظار التجربة وعدم صدور أحكام مسبقة على العمل
وقال الشناوي لـ "الموجز": لا مانع في تجسيد حياة خالد بن الوليد من أى زواية يتم تناولها، ولكن لابد من توافر المصداقية التاريخية في قصة العمل وأن يقدم الإيجابيات والسلبيات، لذا فإن فكرة عدم تقديم العمل للجمهور حتى لا يسيء للإسلام غير صحيح، حيث قُدمت شخصية خالد بن الوليد في أكثر من مرة عندما جسدها الفنان باسم ياخور مع المخرج محمد عزيزية وحقق العمل نجاحاً كبيراً رغم أن باسم ممثل مسيحي ولكنه أبدع في الدور، وأيضاً أبدع الفنان حسين صدقي في تجسيد نفس الشخصية في عمل سينمائي.
وأشار إلى أن اسم العمل أو الشخصية ذاتها ليست المشكلة بل قيمة العمل وكيفية تناولها وسرد أحداثها مثل الشقيقتين "ريا وسكينة" اللتان قُدم عنهما أعمال فنية رائعة رغم أنهما سفاحتان، لذا فإن حالة الجدل المثارة حول المسلسل تعبر عن حالة تزمت غير مقبولة.
وتابع الناقد الفني: أن النجم عمرو يوسف مناسب جداً لتجسيد شخصية الصحابي خالد بن الوليد سواء من ناحية التكوين الجسدي فضلاً عن أنه ممثل جيد ويجيد ركوب الخيل.
وأكد أن هناك تراجع فكرياً حول فكرة تجسيد النجوم لحياة الأنبياء والصحابة خلال السنوات الأخيرة وبالتحديد منذ عرض المسلسل التاريخي "عمر" عام 2012، وجُسدت ضمن أحداثه شخصيات عديدة من الخلفاء وآل البيت ومنهم أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان، مؤكداً أن الزمن أصبح يفرض على الجهات المعنية ومنها الأزهر الشريف أن تستوعب مفرداته ومن ثم يرى أن الأمر يحتاج إلى اجتماع من قبل هيئة كبار العلماء الأزهر مرة أخرى حتى تعيد النظر في قراراتها.
أزمة حقيقية
وتقول الناقدة الفنية ماجدة موريس أنها لا تستطيع الحكم على المسلسل قبل عرضه، لاسيما أن الأعمال التاريخية التي تجسد حياة الأنبياء والصحابة تثير حالة من الجدل بمجرد الإعلان عنها لأسباب عدة أبرزها أن مجمع البحوث الإسلامية هو من يوافق أو يرفض العمل.
وأشارت "موريس" إلى أن الأعمال التاريخية تحتاج إلى إنتاج ضخم جداً وميزانية عالية لخروج العمل على أكمل وجه لأنه بدون الإنتاج الكبير لن يحقق العمل أى نجاح، موضحة أن التليفزيون المصري قرر خلال السنوات الأخيرة عدم إنتاج تلك النوعية لأن الجمهور أصبح واع واتجه لمشاهدة المسلسلات التاريخية السورية لأنها أقوى إنتاجيا من المصرية.
وتابعت: لابد أن تكون إمكانيات وتقنيات مسلسل "سيف الله" عالية في جميع عناصر العمل سواء الصورة أو الإخراج أو الممثلين أو الإنتاج مثل مسلسلي "ممالك النار" الذي أخرجه البريطاني بيتر ويبر، وكذلك مسلسل "عمر" للمخرج حاتم علي لأنه العمل لو قُدم بمستوى إنتاج أقل فسوف يواجه أزمة حقيقية لأن الجمهور يسعى دائماً لمشاهدة الأعمال القوية.. مشيرة إلى أن الفنان عمرو يوسف ممثل جيد ولكن العمل يحتاج إلى مخرج على مستوى عالٍ وسيناريو جيد حتى يخرج إلى النور على أكمل وجه.
تحدي كبير
وترى الناقدة الفنية خيرية البشلاوي، أن هيئة وشكل وأداء النجم عمرو يوسف مناسب لتجسيد الصحابي خالد بن الوليد التي تحمل قدراً كبيراً من التحدي لبطل العمل لأنها شخصية ثرية تحتاج إلى اجتهاد الممثل ودراسة الشخصية جيداً.
وأكدت "البشلاوي" أن كل ممثل موهوب مناسب لتقديم الشخصية إذا توافرت له عناصر نجاح العمل من إخراج وسيناريو وإنتاج لأن السينما والدراما عمل جماعي فلابد أن يكون المخرج "معلم" حتى يتولى إدارة ملحمة وسيرة ذاتية ستكون محل جدل من الجميع.
وأرجعت حالة الجدل التي أثيرت بعد طرح أول بوستر ترويجي للعمل إلى أن قصة العمل في غاية الأهمية ما أثار شهية الجمهور للحديث عن العمل، مشيرة إلى أن النص الجيد القوي والقيمة الإنتاجية الضخمة هو الحكم النهائي.. مشيرة إلى أنها ليست ضد فكرة تجسيد النجوم لحياة الأنبياء والصحابة والتابعين.
الدراما والواقع
ويؤكد الناقد الفني محمود عبد الشكور أنه لا يوجد داعي للجدل الذي أثير حول المسلسل ويجب على الجميع انتظار نتيجة العمل بعد عرضه، حيث سبق وأن أثار مسلسل "أم كلثوم" جدلاً واسعاً حول الفنانة صابرين والتي أبهرت الجميع وحققت نجاحاً ساحقاً بتجسيدها لشخصية كوكب الشرق على أكمل وجه وأصبح أبرزها أدوارها.
وأشار إلى أن الجمهور أصبح واعٍ ومثقف وليده رؤية حول تجسيد حياة الأنبياء والصحابة لأن المتلقي لديه القدرة على التفرقة بين الدراما والواقع وأن كل ما يقدمه الفنان ما هو إلا تمثيل وإيهام لذلك فهو ضد فكرة إنتاج أعمال تاريخية للجمهور.
حلم وتحقق
من جانبه، أعرب الفنان والمؤلف إسلام حافظ كاتب العمل عن سعادته بتحقيق أحد أهم أحلامه وهو خروج العمل إلى النور، وكتب عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "كان من أهم أحلام حياتي إني ألاقي شركة إنتاج ممكن تتحمس لإنتاج السيرة الذاتية لسيف الله المسلول خالد بن الوليد، إن شاء الله رمضان 2020".
ورد "حافظ" على الهجوم الذي تعرض له العمل مجرد طرح أولى بوستراته قائلاً: "أنا الصراحة بعد انتهائي من كتابة حلقات مسلسل سيف الله، كنت فاكر أني بعمل عمل فني عن قائد حربي ممكن الناس تحب تتفرج عليه، كتب عنه المغمور عباس العقاد اللي بيتقال عليه أنه أحد أهم رموز الفكر والثقافة في تاريخ مصر".
تم نسخ الرابط