أعضاء حزب العدالة والتنمية يستعدون للإطاحة بأردوغان من الحكم

أردوغان
أردوغان
تتفاعل الأحداث بسرعة في تركيا بعد خسارة الحزب الحاكم رئاسة بلدية إسطنبول، بعد وصول الحرائق إلى بيت أردوغان، الذي أصبح مهدداً داخل الحزب الذي أقامه، ووصل بفضله إلى السلطة
وحسب صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، لم تتأخر الحرائق التي أشعلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أو رعاها في أكثر من منطقة ودولة، في الوصول إلى عرينه الذي حكم منه إسطنبول ثم تركيا بأسرها، بعد أن ضربت استقالة نائب رئيس وزراء تركيا السابق والقيادي البارز في العدالة والتنمية علي باباجان، من الحزب الذي من أبرز وجوهه على امتداد العقدين الماضيين.
وترافقت الاستقالة مع تنامي وتواتر الأخبار والتقارير عن تمرد جماعي داخلي، أو انقلاب قصر، يعمل عدد من المسئولين في الحزب على إعداده للإطاحة بأردوغان، أو على الأقل، الانسلاخ عنه من أجل تعديل مسار الحزب بتشكيل قوة سياسية جديدة، هدفها الوحيد التخلص من أردوغان.
ونقلت صحيفة العرب عن محللين، أن أهمية وخطورة استقالة باباجان، تعكس توجهاً سياسياً عاماً في تركيا، مفادة الرغبة في القطع مع الرئيس المتسلط، وأن هذه الاستقالة التي أعلنت أمس الإثنين "ستسمح بإزاحة الستار عما يجري داخل حزب يختار أعضاؤه التكتم على الخلافات في العادة بسبب تراتبية موروثة عن الإرث السلطاني، تجبرهم على الطاعة للسلطان".
وأضافت الصحيفة أن الاستقالة ستفتح الطريق في وجه قادة بارزين آخرين فيه، مثل الرئيس السابق عبدالله غول لإعلان مواقفها من "القيادة المتسلطة لحزب بدأ ليبرالياً جامعاً للكفاءات من التكنوقراط، وتحول إلى حزب ديني منغلق على ذاته، وممجد للرئيس بدلاً من الاستمرار في خدمة تركيا".
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة الشرق الأوسط، إن استقالة باباجان تعكس توجهاً أو مؤشراً يعتبره
"مراقبون دليلاً قوياً على استياء النخبة السياسية، وفي المقدمة القيادات التاريخية لحزب العدالة والتنمية، من الأوضاع التي وصلت إليها البلاد، وتردي الاقتصاد، بسبب ممارسات أردوغان، ونزعته للانفراد بجميع السلطات، بعد إقرار النظام الرئاسي في البلاد العام الماضي، وتغيراً في مزاج الناخب التركي الذي أظهر طموحاً للتغيير بهزيمة حزب أردوغان في إسطنبول مرتين متتاليتين في 3 أشهر".
ولا تمثل استقالة باباجان أو تمرد غيره من القيادات مشكلة في حد ذاتها، ولكن الخطر الحقيقي لأردوغان شخصياً وسياسياً، يكمن في ما يمثله باباجان الذي يحظى حسب الصحيفة "بشعبيته لدى مؤسسات التمويل الغربية، في وقت يواجه فيه الاقتصاد التركي صعوبات جمة منذ تولي بيرات البيرق، صهر أردوغان، حقيبة الخزانة والمالية، عقب انتخابات 24 يونيو 2018 المبكرة" ما يعد تهديداً مباشراً وإضافياً لأردوغان، في ظل نجاح باباجان طيلة إشرافه على الاقتصاد التركي، ومواجهته لضغوط أردوغان لتبني المزيد من الإجراءات الشعبوية. لقد اختلف باباجان مع أردوغان على استقلال البنك المركزي، مثلاً، آخر نموذج لفشل أردوغان الذريع في المجال الاقتصادي.
تم نسخ الرابط