”الهجرة”.. خطة الأطباء للخروج من جحيم الحكومة

الأطباء
الأطباء

يبدو أن التلويح بالاستقالة والهجرة إلى الخارج سيكون الحل الأخير بيد الأطباء لمواجهة أزماتهم التى كثرت وتفاقمت حدتها بدرجة كبيرة خلال الفترة الماضية، وعلى رأسها أزمة بدل العدوى وتدني الأجور المادية والتكليف، إلى جانب استمرار التعدي على الفريق الطبي داخل المستشفيات.
ورغم قيام الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بتوجيه دراسة مقترح يقبضي بزيادة أعداد المقبولين بكليات الطب، لسد العجز الواضح في مستشفيات وزارة الصحة، خاصة بعد وصول عدد الأطباء الذين استقالوا وقاموا بالتسجيل في سجل طبيب حر خلال السنوات الثلاث الماضية إلى حوالي 4 آلاف طبيب، إلا أن مجلس النقابة لا يزال رافضًا لهذا الاقتراح، مؤكدًا أن هجرة الأطباء لن تعالج بزيادة الدفعات وإنما بتحسين ظروف العمل.
من جانبه، أكد الدكتور أسامة عبد الحي، وكيل نقابة الأطباء، أن السبب الرئيسي وراء استقالة الأطباء، يرجع إلى وجود خلل واضح بتوزيعهم داخل المحافظات والمدن والقرى بطريقة غير متوازنة، ما يسبب عجزاً في بعض الأماكن، مشيرًا إلى أن 4 آلاف طبيب تقدموا باستقالاتهم من أجل أن يتحولوا إلى طبيب حر، للخروج من أزماتهم المعيشية ومحاولة حلها، في ظل الارتفاع الرهيب للأسعار.
وأوضح عبد الحي، أن الخلل الواضح بالتوزيع خاصة في بعض التخصصات، هو ما يؤدى إلى عوامل الطرد التى من ضمنها هجرة الأطباء، وعلاج هذه الأزمة ليس بزيادة دفعات كليات الطب أو زيادة أعداد المقبولين، قائلاً:«ممارسة مهنة الطب تتعرض للعديد من الأزمات والمشاكل والتى من أهمها؛ عدم صدور قانون المسئولية الطبية وحماية المستشفيات والمنشآت الصحية حتى الآن، مما يتسبب في استمرار ظاهرة التعدي على الأطباء أثناء عملهم رغم تراجعها، هذا فضلا عن نقص الموارد والرواتب والحوافز وسوء التوزيع».
وأضاف الدكتور سمير التوني، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، أن الاعتداءات غير المقبولة لها نصيب الأسد في تخوف الأطباء من العمل الحكومي، لذا تعد من العوامل الرئيسية لاستقالة الأطباء وهجرتهم، هذا بالإضافة إلى ضعف إمكانيات المستشفيات ونقص المستلزمات، مشيرًا إلى أن الطبيب يعانى طوال حياته، من خلال دراسته التى تستمر لأكثر من10 سنوات، ويليها التكليف، كما أنه يقضى معظم عمره بالخدمة في القطاع الحكومي، وبالتالي يجب النظر إلى تحسين ظروف العمل المحيطة به، وتطوير البنية التحتية المتهالكة للمنشآت الطبية، وتوفير المستلزمات والأجهزة.
وأوضح أن أزمات الأطباء لا تنتهي بالاستقالة والهجرة فقط بل يتجه البعض أيضًا إلى ترك الخدمة والسعي إلى تسوية المعاش المبكر، بسبب تناقص الفرص المتاحة أمامهم خاصة للطبيب المبتدئ.
وفي السياق نفسه، أكد الدكتور طارق كامل عضو مجلس نقابة الأطباء، أن أزمة سفر الطبيب إلى الخارج سواء لدول الخليج أو أوروبا موجودة منذ سنوات وليس ظاهرة حديثة، وذلك لحاجته الشديدة إلى المال خاصة الطبيب حديث التخرج الذي لا يكفيه راتبه، وبالتالي يرفض العمل بمستشفيات وزارة الصحة ويفضل السفر لعدة سنوات حتى يتمكن من إقامة عيادة خاصة.
وأوضح كامل أن النقابة تطالب دائماً بضرورة التفرغ الوظيفي في وزارة الصحة أو بالعمل الخاص ومنع الدمج بين وظيفتين، الأمر الذى من شأنه تسهيل ممارسة مهنة الطب بشكل صحيح، إلى جانب العمل على توزيع التخصصات بدرجة تناسب احتياجات كل قرية ومدينة على مستوى الجمهورية.
تم نسخ الرابط