صفقة جديدة فى هلسنكى .. قمة الأعداء على جثة العرب

هلسنكى
هلسنكى

تتوجه أنظار العالم بعد غد إلى مدينة هلنسكي الفنلندية التي ستحتضن القمة التاريخية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب ،وهناك توقعات كبيرة بشأن هذه القمة حيث من المنتظر أن تسهم كثيرا في تغيير الأوضاع السياسية بالعالم، والعرب بشكل خاص يترقبون هذه القمة التي من المتوقع أن تناقش بشكل أساسي الأزمة السورية بما تحمله من تداعيات على المنطقة بأسرها، ومن خلالها سيتم التوافق على الكثير من الأمور المتعلقة بصفقة القرن وكذلك التواجد الإيراني بالمنطقة.
اللقاء المرتقب يأتي استجابة لمطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي طرح هذا المقترح مارس الماضي في سابقة لم تحدث من قبل، الأمر الذي عرضه لانتقادات شديدة في أمريكا ، كما رأى البعض أن هذا الأمر دليل على أن موسكو تدخلت في الانتخابات الأمريكية من أجل ترجيح كفة الرئيس الحالي للفوز بالمنصب الرفيع.
وسيكون هذا أول اجتماع رسمي لرئيسي البلدين يجري بشكل مستقل ،وليس على هامش مؤتمرات واجتماعات دولية ،فقبل عام التقى بوتين وترامب لأول مرة في هامبورج بألمانيا على هامش اجتماع مجموعة العشرين، ثم اجتمعا لفترة وجيزة في فيتنام في نوفمبر 2017 على هامش قمة ابيك.
ومجرد فكرة عقد اللقاء بين ترامب وبوتين ،عرضت الأول لهجوم إعلامي كبير ،حيث أكدت الصحفية الأمريكية اليمينية المعروفة أوكسانا بياسيتشكي ،في مقال لها بصحيفة مامي هيرالد ،أن الرئيس الأمريكي يختبيء وراء الرغبة في تحسين العلاقات مع موسكو ،ولكنه يساعد روسيا على رفع ثقلها الدولي رغم العقوبات المفروضة عليها من قبل واشنطن ، ومزاعم تدخلها في انتخابات 2016.
وعقب تحديد موعد ومكان اللقاء أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أن اللقاء سيعمل على تحسين العلاقات الأمريكية الروسية ، وبحث سبل الاستقرار حول العالم، كما أشار إلى أن الزعيمين سيبحثان قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية إضافة إلى قضايا أخرى مثل قضية أوكرانيا .
وينتظر العرب بشكل خاص أن يناقش اللقاء كل من الأزمة السورية ، وموضوع صفقة القرن إضافة إلى الملف النووي الإيراني لما سيكون له من انعكاسات على تدخل الجمهورية الإسلامية في شئون المنطقة
ويعد الملف السوري من أهم وأبرز الملفات التي ستستحوذ على جزء كبير من النقاش بين الزعيمين الكبيرين، حيث تتواجد قواتهما على الأرض السورية بالفعل على الرغم من أن لكل منهما أهداف مختلفة هناك، فموسكو كانت دائما ترى ضرورة الإبقاء على النظام السوري بقيادة بشار الأسد وعدم إزاحته بالقوة، بينما كانت واشنطن ترى في ظل إدارة أوباما ضرورة رحيل النظام والقضاء على داعش ،إضافة إلى سعيها للهيمنة على بعض المناطق السورية، بينما يبدو أن هناك تخبط بداخلها بشأن هذا الملف بسبب اختلاف الرؤى داخل هذه الإدارة ،لكن ترامب على ما يبدو يريد إنهاء هذا الملف
ومن هنا يتوقع المحللون أن القمة المرتقبة سوف تساهم بشكل كبير في إنهاء الحرب في سوريا ،لاسيما وأن الرئيس الأمريكي الحالي اكتسب بعض القوة داخل بلاده ويمكنه فرض استراتيجيته بشأن هذه القضية التي أنهكت بلاده.
كما أن فرص التوصل لاتفاق بشأن الملف السوري بين بوتين وترامب كبيرة جدا، حيث يرغب الزعيمان في فتح صفحة جديدة ،والعمل سويا من أجل وقف إطلاق النار في كل البلاد، والسماح لقوات النظام بالتقدم عسكريا والسيطرة على غالبية المناطق ومنها الحدود مع الأردن.. لكن سيحاول ترامب أن يضمن أمن حلفاؤه من بين القوى الموجودة على الأراضي السورية،كما أنه لن يسمح بزيادة النفوذ الإيراني في الدولة العربية لاسيما في الأماكن المتاخمة للحدود الاسرائيلية ، مما يهدد أمن الكيان الصهيوني.
ووفقا للمحللين يتفق كل من ترامب وبوتين على ضرورة عدم السماح للقوى التي تنتمي للإسلام الراديكالي بالصعود ،حيث يرى كل منهما أن هذه القوى تهدد السلام في الشرق الأوسط والعالم كله.
ووفقا لما كشفته قناة سي إن إن الأمريكية فإن ترامب سيسعى خلال اللقاء المرتقب عقد صفقة مع نظيره الروسي بسأن سوريا تقضي بسحب القوات الأمريكية من هناك
وبحسب هذه الصفقة المقترحة ستكون القوات الحكومية السورية قادرة على فرض سيطرتها فوق الأراضي القريبة من الحدود مع الأردن بدعم من روسيا.
ونقلت القناة عن مصادر أن الرئيس الأمريكي تحدث عن نوايا سحب القوات الأمريكية من سوريا في اجتماعه مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض.
وتوقعت القناة أن يتمكن ترامب من تنفيذ اتفاق مع بوتين يتعلق بمنطقة جنوب غرب سوريا، الأمر الذي سيسمح للولايات المتحدة بالخروج من البلاد في أقرب وقت ممكن
وتعني الصفقة التي تتحدث عنها القناة الأمريكية أن تتمكن السلطات السورية، بدعم من القوات الروسية، من فرض سيطرتها على الأراضي القريبة من الحدود مع الأردن، في مقابل أن يحصل ترامب على ضمانات من روسيا تتعلق بأمن المعارضة السورية، وألا تتواجد القوات المدعومة من إيران في جنوب غرب سوريا على مقربة من الحدود مع إسرائيل، لا سيما مقاتلي حزب الله اللبناني الذين يسعون لفتح جبهة ضد الكيان الصهيوني في الجولان. وسوف يكون الملف السوري مدخلا هاما لمناقشة الملف الإيراني خلال القمة،فوفقا لما يتوقعه المحللين ، وبعد ما سيطلبه الرئيس الأمريكي من ضمانات بعدم توغل القوات الموالية لايران في جنوب غرب سوريا على مقربة من الحدود مع الكيان الصهيوني ، سوف ينتهي اللقاء بتحجيم دور إيران في سوريا بشكل كبير، في مقابل السماح لروسيا بالحصول على كل ما كانت تسعى إليه من أهداف منذ بداية الحرب الأهلية في البلاد.
أما فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني فيبدو أن هناك توافق كبير بين الزعيمين ، حيث كان بوتين قد صرح أكثر من مرة بأنه ضد امتلاك طهران للسلاح النووي ، وهو الأمر نفسه الذي يريده ترامب.
وكان موقع بلومبيرج قد لفت إلى إمكانية تخلي روسيا عن إيران في جنوب سوريا، مشيرا إلى نجاحها في فرض استراتيجيتها على تلك المنطقة التي تتواجد بالقرب منها مجموعات من داعش والجماعات الجهادية الأخرى، الأمر الذي يتطلب التنسيق مع إسرائيل لإحكام السيطرة على المنطقة.
ونقل الموقع عن محللين قولهم إن روسيا مستعدة للتفاوض بشأن الوجود الإيراني في تلك المنطقة، خصوصاً أن موقفها من الضربات الإسرائيلية على أهداف إيرانية عدة كان هادئا.
ووصف الموقع في تحليله روسيا بالقوة الوحيدة التي لديها اتصال مع كل من إسرائيل وإيران، وبالتالي فهي الوحيدة التي يمكنها لعب دور الوسيط في سوريا، لافتا إلى أن إسرائيل لم تعد تضع آمالا كبيرة على الدور الأمريكي هناك.
واستبعد التحليل حدوث أي مواجهات بين روسيا وإسرائيل، مشيرا إلى أن موسكو لا تعارض أي هجوم إسرائيلي على المواقع الإيرانية في سوريا بشرط ألا يهدد ذلك الهجوم بإسقاط نظام الأسد الذي تعتبره موسكو ورقة قوية بيدها.
وكانت صحيفة كومير سانت الروسية قد رجحت نقلا عن مصادر اتفاق الزعيمين على انسحاب القوات الإيرانية تماما من سوريا، إلا أن الكرملين نفى ذلك في بيان رسمي
وأوضح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن وسائل الإعلام التي روجت لهذه الأنباء اعتمدت على مصادر غير موثوقة ، مضيفا أنه بلا شك ستكون المسائل المتعلقة بسوريا محل نقاش وسوف يتم تبادل الآراء حولها ،وهذا أمر سهل التنبؤ به ،مشددا على استعداد بوتين لبحث كل المسائل المتعلقة بهذا الملف ،لكن فكرة أن يتباحث الطرفان في شئون طرف ثالث وأن يتخذا قرارات بالنيابة عنه ،لا تبدو واقعية
وعلى الرغم مما يحمله بيان المتحدث باسم الكرملين من تطمينات لطهران ،إلا أن هذا اللقاء المرتقب يثير مخاوف كبيرة في إيران، والتي تبدو واضحة من خلال تقارير وتحليلات الصحف المحلية هناك، والتي تؤكد أنه على الرغم من التعاون بين طهران وموسكو في مجالات وميادين مختلفة أهمها الميدان السوري، الذي وصل إلى حد فتح الجمهورية الإسلامية مطاراتها وقواعدها العام الماضي أمام المقاتلات الروسية ،إلا أنه لا يمكن الوثوق في موسكو كشريك استراتيجي يمكن الاعتماد عليه.
وانتقدت صحيفة آفتابيزد الإصلاحية في تقرير لها رغبة المسئولين الإيرانيين المستميتة في التعاون مع روسيا رغم علاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل ،واصفة موسكو بلاعب الأكروبات الذي يجيد اللعب على الأحبال.
وقالت الصحيفة إن طهران قلقة من تخلي بوتين عنها بعد لقاءه المرتقب بالرئيس الأمريكي في هلنسكي وكتبت على صدر صفحتها هل تدير موسكو ظهرها لطهران؟
وقالت الصحيفة الإيرانية إنه في السنوات الماضية عندما كانت تتحول العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة وتدخل في صراع، كانت موسكو تدعم إيران وتساند برنامجها النووي، لكن بعد تحسن العلاقة بواشنطن كانت تعود موسكو وتنضم مجددا للجبهة الغربية الداعمة لفرض العقوبات على طهران.
وأشارت الصحيفة إلى التعاون بين موسكو وطهران في سوريا، موضحة أن هناك تحوف من أن يؤدي التقارب بين البيت الأبيض والكرملين إلى ابتعاد الروس عن إيران لاسيما فيما يتعلق بالملف السوري، لافتة إلى أن موسكو على مدار تاريخها أظهرت أنها لا تعرف الصداقة من أجل بلوغ مصالحها،حيث إنه جاء في أول وثيقة للسياسة الخارجية لهذا البلد بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ،أنه لا يوجد صديق او عدو دائم وتنظم موسكو علاقتها مع كافة البلدان وفقا لمقتضياتها ومصالحها على حد تعبير الوثيقة.
كما لفتت الصحيفة إلى العلاقات بين موسكو وتل أبيب والتنسيق العسكري بين البلدين، وزيارات رئيس الوزراء إلإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتكررة لروسيا.
وهناك من المحللين من يرى أن فكرة القول بإن ترامب ذاهب إلى هلنسكي لإبرام اتفاق حول سوريا، قد تكون غير دقيقة ،لأن هناك اتفاق بالفعل بين واشنطن وموسكو في هذا الملف منذ عام 2015 ،حين بدأ بوتين حملته العسكرية هناك.
ويرى أصحاب هذا الرأي أنه منذ إعلان ترامب عزمه سحب القوات الأمريكية من سوريا عرف بوتين أن واشنطن لا تنافس موسكو في هذا البلد، وأن وجود القوات الأمريكية هو عرض مؤقت،كما عرف أن هذا الأمر سوف يستخدمه ساكن البيت الأبيض كورقة للتفاوض.
ومن هنا يؤكد المحللون أن بوتين يعرف بذكاءه وحنكته حدود قوته خلال هذا اللقاء، ويدرك تماما أن تفوقه في سوريا مستمد أساسا من غياب قوة دولية منافسة ،ومعتمد على قرار أمريكي وغربي بعدم الدخول في مواجهات عسكرية أكبر في هذا البلد العربي
وبما أن بوتين أنجز للغرب ما لا يريدون التورط في انجازه،فبات من حقه أن يطالبهم بثمن ذلك في السياسة والاقتصاد والأمن.
ويلفت المحللون النظر إلى أن وعد ترامب الانتخابي بالانسحاب من سوريا كان بالفعل عملا متسرعا، لكن الأداء الجيد لروسيا هناك قد يعطيه الآن مبررات الانسحاب، لاسيما أنه من المتوقع أن يكون ضمن شروط الانسحاب الأمريكي من سوريا هو غض موسكو الطرف عن العمليات العسكرية الجوية والصاروخية الإسرائيلية ضد أهداف تابعة لإيران أو مليشياتها في سوريا ، ولم يخف على أحد أن روسيا بالفعل لبت مطالب تل أبيب بإخلاء المناطق القريبة من الحدود مع الكيان الصهيوني من أي تواجد إيراني، لكن قد يكون الثمن لذلك هو عدم مساندة واشنطن لقوات المعارضة في البلاد، الأمر الذي يعني الإبقاء على نظام الأسد والاعتراف به ممثلا شرعيا للبلاد.
ورغم ذلك فاحتمالية أن يعمل بوتين على الضغط على طهران من أجل سحب قواتها بشكل تام من سوريا أمر مستبعد ،فهو لن يسعى لخسارة أي طرف من الأطراف ،بل على العكس سوف يستغل الخلاف القائم بين واشنطن والقوى الأوروبية العظمى بشأن انسحاب الأولى من الاتفاق النووي ،لدفع الضغوط الأمريكية الإسرائيلية عنه،فلماذا يطلبان منه كبح جماح إيران في المنطقة بينما فشلت واشنطن في اقناع الاتحاد الأوروبي وهو حليفها الاستراتيجي التاريخي بذلك؟
ومن المتوقع أن تتناول القمة أيضا ملف صفقة القرن بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فقد يحاول ترامب إقناع بوتين باستغلال علاقاته الجيدة مع العرب، والمساهمة في تمرير ما يسمى بصفقة القرن في مقابل خروج القوات الأمريكية من سوريا وترك هذا الملف كاملا لموسكو.
ويرى المحللون أن بوتين سوف يوافق على عرض ترامب ، لاسيما وأن لديه قنوات اتصال جيدة مع القيادات الفلسطينية والإسرائيلية ،إضافة إلى علاقاته الجيدة مع حركة حماس ، الأمر الذي سيجعل منه وسيط مثالي, كما أن التطرق لملف القضية الفلسطينية سيكون أمرا منطقيا ليس فقط لأن الرئيس الروسي بوتين استطاع أن يبني علاقات جيدة مع الفلسطينيين والعرب في ظل تخلي إدارة ترامب عنهم الأمر الذي يجعل منه وسيطا بديلا على الأقل في المرحلة الحالية، لكن أيضا لا يمكن التطرق للملف السوري بعيدا عن الملف الفلسطيني ،وباتت الصفقات وفقا للمحللين معدة للملفين سويا وليس كل ملف على حده ،حيث سيتم نسج ملامح المنطقة بأسرها من خلال صفقة القرن التي يسعى ترامب لتنفيذها ويبدو أنه يريد معاونة بوتين في هذا الأمر ،وهناك من يؤكد أن ختام الإعداد والتجهيز لهذه الصفقة يأخذ بعين الاعتبار الجنوب السوري كمرحلة أخيرة للتهميد لها ،من خلال تأمين منطقة آمنة وعازلة لحشد ما تبقى من معارضي الأسد في منطقة واحدة يشرف عليها الأردن سياسيا، ويتم تمويلها من قبل الأمم المتحدة ، التي ستأخذ على عاتقها وفقا للصفقة إرسال المعونات الإغاثية، ومن جهة أخرى يتم تأمين الجبهة الشمالية للكيان الصهيوني، الذي يعمل على القضاء على الوجود الإيراني في سوريا, وفي مقابل معاونة بوتين لتمرير صفقة القرن بهذا الشكل ،سيترك ترامب الساحة السورية كاملة لموسكو.
وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية قد أكدت أنه في ظل حالة الاحتقان بين الفلسطينيين والإدارة الأمريكية بعد اعتراف الأخيرة بالقدس عاصمة لإسرائيل لم يجد جاريد كوشنر مبعوث ترامب للسلام في الشرق الأوسط وسيلة سوى اللجوء إلى الجانب الروسي من أجل اقناعهم بالتوسط حول صفقة القرن مقابل عدة ضمانات.
وأكدت مصادر عربية أن الأمريكيين عرضوا على الجانب الروسي توسيع التفاهم حول سوريا ،على أن تتخذ الخارجية الروسية والكرملين مبادرة لتسهيل لقاءات تفاوضية بين نتنياهو وأبو مازن، وذلك بعد رفض القيادات الفلسطينية لقاء المسئولين الأمريكيين.
ويبدو أن روسيا لن تفوت هذه الفرصة التي ستضمن لها نفوذا أكبر في المنطقة ، حيث أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بمفردها ،مشددا على ضرورة البحث عن حل جماعي لهذه القضية .
ويبدو أن ترامب بدأ يتخذ خطوات عملية تمهيدا لهذه الصفقة حيث تم تسريب معلومات تؤكد أن وزير الدفاع الأمريكي طلب من رئيس الأركان الإسرائيلي يوم 30 يونيو الماضي عدم اتخاذ أي اجراءات عسكرية سواء في الجنوب السوري أو أي موقع سوري آخر ، الأمر الذي سيعرقل السياسة الأمريكية بهذا الشأن ،كما سيأتي بعواقب سلبية على إسرائيل وفقا لمصدر المعلومات.
ورغم التوقعات بأن اللقاء قد يسفر عن إيجاد عدد من الضمانات لتحجيم وجود المليشيات الإيرانية بالقرب من الجولان ،إلا أن هناك تخوفا كبيرا في إسرائيل من أن يضع الرئيس الروسي في الاعتبار مصالحه مع العرب ويستغل حنكته ونقاط الضعف الأمريكية، لإيجاد صيغة جديدة للتعامل مع ملف الصراع العربي الإسرائيلي ،بما في ذلك احتمالية التفاهم على اعادة صياغة مشروع ترامب المسمى بصفقة القرن ،بما يضمن مصالح الجميع وليس إسرائيل فقط، وتلبية بعض مصالح الشعب الفلسطيني بشكل يجعل الصفقة قابلة للتطبيق، وقد ينتهي الأمر بولادة مشروع روسي أمريكي لحل الصراع العربي الإسرائيلي.
تم نسخ الرابط