مقرر بيت العائلة بالمنيا: الحادث الإرهابي استهدف كل المصريين.. والأفكار المتطرفة تملأ العزب والكفور

بيت العائلة
بيت العائلة
قال مقرر بيت العائلة بالمنيا، عادل مصيلحي، إن الحادث الإرهابي الأخير الذي شهدته محافظة المنيا قبل يوم واحد من بدء شهر رمضان الكريم ، وأسفر عن استشهاد 30 قبطياً، وإصابة العشرات خلال ذهابهم إلى دير الأنبا صموئيل بالصحراء الغربية، إنما كان يستهدف كل المصريين وليس الأقباط فقط، مشيراً إلى أن محافظة المنيا شهدت الكثير والكثير من الأزمات بين المسلمين والأقباط ، ولكن سرعان ما كانت تنتهي بالمصالحات، وإعلاء مصلحة الوطن.
وأضاف مصيلحي لـ"الموجز" أن بيت العائلة المصرية بمحافظة المنيا يضرب حالياً المثل الأقوى للوحدة الوطنية، والتماسك والإخاء ، خلال شهر رمضان ، إذ يقوم العديد من الشباب الأقباط بمساعدتنا في توزيع الشنط الرمضانية على الفقراء بكافة المناطق ، والتعاون معنا بشكل كبير دون تفرقة، مشيرًا إلى أنه رغم الأحداث المؤسفة التي شهدتها المحافظة قبل بدء الشهر الكريم، إلا أننا أصررنا على تنظيم إفطاراً مجمعاً يضم عدداً من القساوسة والمشايخ والشخصيات العامة بمقر مسجد الحاج فارس بمدينة المنيا، تأكيدًا على عدم تأثرنا بالإرهاب ، وزيادة تماسكنا واستمرار عاداتنا المصرية عامًا بعد الآخر دون توقف.
وتابع مقرر بيت العائلة أن بيت العائلة بالمنيا يقوم حالياً بأقوى حملاته لفعل الخير وهي " قطار الخير للدواء" وهي حملة تقوم على توفير كميات كبيرة من أنواع الدواء المختلفة، وتوفيرها بمقرات البيت سواء بمقر الكنيسة الكاثوليكية بشارع المحطة، أو بمقر جمعية مسجد الحاج فارس، كما يتم تخصيص يوم الفقراء سواء المسلمين أو المسيحيين لإجراء الكشوفات الطبية والتحاليل ضمن أماكن متخصصة متفق معها على تخفيضات كبيرة بالتنسيق معنا، ومنحهم العلاج بالمجان سواء من مقر الكنيسة أو المسجد، دون سؤال المريض عن ديانته ، فالهدف الأسمى هو المساعدة والمحبة دون تمييز.
وأكد أن الحملة لاقت تفاعل الكثيرين من المواطنين والأطباء والصيادلة الذين ساهموا بشكل قوي في تلك الحملة، خاصة بعد ارتفاع أسعار الدواء مؤخرا بشكل كبير، واصفاً الحملة بأنها طلقة في قلب المتشددين.
وكشف مصيلحي عن أزمة كبيرة تتمثل في وجود الكثير من العناصر المتشددة بالعزب والكفور البعيدة، والتي مازالت تضخ السموم في عقول البسطاء، مؤكداً أنه من خلال جولات بيت العائلة بعشرات المناطق النائية اكتشف سيطرة هؤلاء المتشددين على عقول كثير من المواطنين، وإطلاقهم لفتاوى لا علاقة لها بالدين.
وطالب بدراسة الأزمات الطائفية التي مرت بها محافظة المنيا خلال العام الماضي، وتبين في النهاية أن غالبيتها لا علاقة لها بالدين، مشيراً إلى أن جميعها عبارة مشكلات عادية تحدث بين أي طرفين، وسرعان ما يتدخل فيها البعض لتحويلها إلى فتن تهدد أركان الوطن.
وأضاف مصيلحي أن بيت العائلة حريص أشد الحرص على تطبيق القانون بشكل قوي وبدون تهاون مع المخطئين ، فالبعض يعتقد أن دورنا بديلاً للقانون وهذا أمر خاطئ تماماً، مشيرًا إلى أن القانون لو كان يطبق في الأربعين عاماً الماضية بشكل حاسم، لكانت تلك الأزمات الطائفية قد اختفت، ولكن الجلسات العرفية كانت تتدخل بشكل كبير، ما شجع على تكرار الأحداث مرات أخرى.
ورفض وصف البعض لبيت العائلة بأنها تشبه الجلسات العرفية التي تكون بديلاً للقانون في كثير من المحافظات والدول، ولكنها أداة وخطوة هامة للسيطرة على الأمور قبل تفاقمها وتهدئة الأطراف المتخاصمة ونزع التعصب الذي يسيطر على الكثيرين وقت المشاجرات وغيرها .
وأكد مصيلحي ضرورة تشكيل الدولة للجان جادة وقوية مكونة من ممثلين من الأزهر والكنيسة وشخصيات عامة، على أن تذهب بشكل مستمر إلى المناطق النائية التي تخرج منها العصبيات الدينية، ويطلق البعض من خلالها فتاوى لا علاقة لها بالأديان.
وأوضح أن بيت العائلة لم تتوقف حملاته فقط عند طرق أبواب المنازل والذهاب إلى القرى والمناطق البعيدة، وتهدئة الأحداث، بل يشارك أحيان كثيرة في الندوات التثقيفية والعامة بالتعاون مع كافة المؤسسات بالدولة إيماناً من دوره بالتواصل مع كافة المؤسسات، وعلى سبيل المثال تمت المشاركة في فعاليات البرنامج التثقيفي "دور الشباب في بناء مستقبل مصر" والذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع بيت العائلة المصرية.
ودلل مقرر بيت العائلة بالمنيا على الترابط بين مسلمي ومسيحي المنيا، بما شهدته المحافظة منذ شهرين تقريبا، بعد أن تم تنظيم صلح بين عائلتين مسيحيتين بأحد مساجد حي "عزبة شاهين" بوسط مدينة المنيا، وتم التصالح بينهما وإنهاء الأزمة، وسط سعادة من أبناء المنطقة ، وللتأكيد على نبذ الخلاف بين كافة الأطراف دون النظر إلى المكان أو الديانة.
وأكمل مصيلحي أن حملات بيت العائلة تستهدف أيضاً الأطفال الصغار لنشر قيم الحب والتسامح، إذ تم الذهاب إلى أكثر من 16 مدرسة تقريباً خلال الفترات القريبة الماضية، وتم خلالها نشر قيم المحبة والعادات والتقاليد القديمة والتي أوشكت على الاختفاء بين أبناء المجتمع ، إضافة إلى إقامة مسابقات بين كافة الطلاب لتقوية التعاون والترابط فيما بينهم ، وتقبل الرأي والرأي الآخر وعدم التعصب .
تم نسخ الرابط