الأمعاء والدماغ في خطر.. كيف يؤذيك الطعام الحار دون أن تشعر؟

الطعام الحار.. يستهوي الكثيرون تناول الأطعمة الحارة، سواء لإضافة نكهة مميزة إلى وجباتهم اليومية أو لخوض تحديات تحمل الحرارة الشديدة في الأطباق الغنية بالتوابل، هناك جانب آخر لهذه العادة، حيث يحذر الخبراء من أن الإفراط في تناول الأطعمة الحارة قد ينعكس سلبًا على صحة الأمعاء والدماغ، وقد يؤدي إلى اضطرابات صحية غير متوقعة.

كيف تؤثر الأطعمة الحارة على الجهاز الهضمي؟
تعتمد النكهة الحارة في معظم الأطعمة على مادة "الكابسيسين"، وهي المركب المسؤول عن الإحساس بالحرارة عند تناول الطعام الحار.
ورغم الفوائد المحتملة لهذه المادة، مثل تحفيز عملية التمثيل الغذائي وتعزيز الشعور بالشبع، إلا أن استهلاكها بكميات مفرطة قد يُلحق ضررًا بالأمعاء.
توضح أميرة شاه، الرئيسة التنفيذية لشركة متروبوليس للرعاية الصحية، أن تناول الطعام الحار بكثرة يمكن أن يؤدي إلى تهيج بطانة الأمعاء، ما قد يتسبب في ظهور ثقوب دقيقة تُضعف الحاجز المعوي، وهو خط الدفاع الأساسي الذي يمنع انتقال البكتيريا الضارة والسموم من الجهاز الهضمي إلى بقية أعضاء الجسم.
وعند اختراق هذه الحواجز، يمكن أن تنتقل الكائنات الدقيقة إلى مجرى الدم، ما يزيد من خطر الإصابة بالتهابات مزمنة ومضاعفات صحية متعددة.
الرابط بين صحة الأمعاء والدماغ
يربط العلماء بين صحة الجهاز الهضمي والحالة العقلية للفرد، حيث تُعرف الأمعاء أحيانًا باسم "الدماغ الثاني" نظرًا لاحتوائها على شبكة معقدة من الأعصاب التي تتصل مباشرة بالدماغ عبر العصب المبهم.
وتؤكد شاه أن تسرب البكتيريا الضارة من الأمعاء إلى الدماغ قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية، مثل القلق والاكتئاب، بل وقد يؤثر على القدرات الإدراكية على المدى الطويل.
وتضيف شاه أن الجسم يعمل كوحدة متكاملة تسعى للحفاظ على التوازن الداخلي، لذا فإن أي اضطراب في وظيفة عضو معين قد ينعكس سلبًا على باقي الأعضاء.
فعلى سبيل المثال، قد تؤدي الالتهابات المزمنة الناتجة عن مشاكل الجهاز الهضمي إلى زيادة مستويات التوتر التأكسدي في الدماغ، ما يفاقم من خطر الإصابة بأمراض عصبية مثل الزهايمر والباركنسون.
هل يجب الامتناع عن تناول الأطعمة الحارة؟
رغم التحذيرات، لا يعني ذلك أن تناول الأطعمة الحارة مضر بشكل مطلق، بل يعتمد الأمر على الكمية والتكرار، فاستهلاك كميات معتدلة من التوابل الحارة قد يكون له فوائد صحية، مثل تعزيز الدورة الدموية والمساعدة في مكافحة الالتهابات.
لكن التوازن هو المفتاح، حيث أن الإفراط قد يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوبة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي أو قرحة المعدة.

كيفية تحقيق التوازن في النظام الغذائي
لضمان الاستفادة من الطعام الحار دون الإضرار بالصحة، يُنصح باتباع بعض الإرشادات البسيطة، ومنها:
تناول الأطعمة الحارة باعتدال وعدم جعلها جزءًا يوميًا من النظام الغذائي.
دمج الأطعمة الحارة مع مكونات مهدئة للجهاز الهضمي، مثل اللبن الزبادي أو الأطعمة الغنية بالألياف.
تجنب الطعام الحار في حال وجود مشكلات هضمية مثل الحموضة أو قرحة المعدة.
شرب كميات كافية من الماء عند تناول الأطعمة الحارة لتقليل التأثيرات السلبية على المعدة.
اقرأ أيضا