هل تجوز صلاة الجنازة على الجثـ ـث المفقود بعض أجزائها؟.. المفتى يُجيب
صلاة الجنازة .. في ظل الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والزلازل، قد تحدث مواقف يكون فيها العثور على جثـ ـث الضحايا أمرًا صعبًا، ففي بعض الحالات، يتم العثور فقط على أجزاء من الجثـ ـث، مما يثير تساؤلات حول كيفية التعامل معها شرعًا، حيث فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، قدم توجيه دقيق حول هذا الموضوع، مؤكد أن التعامل مع الأجزاء المفقودة من الجثـ ـث يجب أن يكون بنفس طريقة التعامل مع الجثـ ـث الكاملة.
صلاة الجنازة على الجثـ ـث المفقود بعض أجزائها
لذا يقدم الموجز، خلال السطور التالية، معلومات حول هل تجوز صلاة الجنازة على الجثـ ـث المفقود بعض أجزائها؟.
التوجيه الشرعي بشأن التعامل مع الأجزاء المفقودة
أوضح الدكتور نظير محمد عياد، أنه إذا تم العثور على جزء من الجـ ـثة فقط بعد حادث أو كارثة، يجب أن يتم غسله وصلاة الجنازة عليه، طالما أنه تم التأكد من وفاة صاحب هذه الأجزاء بشكل يقيني.
وأضاف مفتي الجمهورية، أن الصلاة تكون على الجسد الكامل في النية، حتى وإن كانت الجـ ـثة مفقودة جزئيًا، كما استندت الفتوى إلى أن بعض الصحابة صلى على أجزاء من الجثـ ـث التي تم العثور عليها بعد وفاة أصحابها، ما يعكس احترام الشريعة الإسلامية لحرمات الإنسان حتى بعد وفاته.
التعامل مع الجثـ ـث المنتشلة من المناطق المنكوبة
في سياق الكوارث، أكد الدكتور نظير محمد، أن المسؤولية تجاه جثـ ـث الضحايا تقع على عاتق الجهات المعنية بانتشال الجثـ ـث وتغسيلها، وهو ما يجب على المسلمين القيام به حتى وإن كانت الأجزاء المنتشلة هي أجزاء صغيرة، كما نوه إلى أن الصلاة على هذه الأجزاء تعتبر واجبة شرعًا، وتُؤدى بتوضيح النية في الصلاة على الجسد الكامل.
الحفاظ على حرمة الإنسان في الموت كما في الحياة
وأشار مفتي الجمهورية، إلى أن الشريعة الإسلامية تحترم الإنسان في حياته وبعد وفاته، إذ تعتبر حرمة الميـ ـت مثل حرمة الحي، ومن هنا، فإن ما يتم من إجراءات على الأجزاء المنتشلة من الجثـ ـث من غسيل وصلاة على هذه الأجزاء ليس إلا تطبيقًا لهذه القاعدة الشرعية التي تضمن حماية كرامة الإنسان في كل الظروف، حتى وإن كانت الجـ ـثة مفقودة جزئيًا.
الإجماع الفقهي حول الصلاة على الأجزاء المفقودة
حيث جاءت الفتوى بالإجماع بين الفقهاء بأن الصلاة على الأجزاء المفقودة من الجثـ ـث، مثل اليد أو الرجل، تظل واجبة طالما تم التأكد من وفاة صاحبها.
وأكد الفقهاء من مختلف المذاهب الإسلامية أن هذه الصلاة تؤدى مع النية على الجسد الكامل للميـ ـت.
كما استشهدت دار الإفتاء ببعض من أقوال الصحابة والفقهاء الذين أكدوا صحة الصلاة على الأجزاء المنتشلة من الجثـ ـث في حالات مماثلة، مثلما حدث في مكة بعد معركة الجمل.
اقرأ أيضًا
ما حكم صيام يوم الاثنين بعد النصف من شعبان؟.. دار الإفتاء توضح
