ما حكم قراءة سورة الفاتحة بنية الشفاء؟ دار الإفتاء توضح

تعتبر سورة الفاتحة من أعظم سور القرآن الكريم، فهي السورة التي لا تصح الصلاة إلا بها، كما أن لها فضائل عديدة في الشفاء والتوسل إلى الله لقضاء الحوائج، والعديد من المسلمون يرجعون إلى قراءة الفاتحة بنية الشفاء من الأمراض أو تيسير الأمور، مستندين إلى ما ورد من أدلة شرعية وأحاديث نبوية تؤكد فضلها العظيم، ولكن، هل يجوز شرعًا قراءة الفاتحة بهذه النية؟ وما هو رأي دار الإفتاء المصرية وعلماء الفقه في ذلك؟ هذا ما يقدمه الموجز، في هذا المقال.
حكم قراءة سورة الفاتحة بنية الشفاء
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن قراءة سورة الفاتحة بنية شفاء المرضى أو قضاء الحوائج جائزة شرعًا، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين عبر العصور، مستندين إلى الأدلة الشرعية التي تبين فضل هذه السورة العظيمة، كما أن سورة الفاتحة تُعد من أعظم سور القرآن الكريم، وقد وردت أحاديث كثيرة تؤكد فضلها وبركتها في قضاء الحوائج وتيسير الأمور، مستشهدة بحديث النبي صلي الله عليه وسلم: "فاتحة الكتاب فيها شفاء من كل داء" (رواه البيهقي)، كما استدل العلماء بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، الذي رقى رجلًا بقراءتها، فأقرّه النبي صلي الله عليه وسلم على ذلك، وقال: "وما يدريك أنها رقية؟" (متفق عليه).
قراءة الفاتحة في مجالس الصلح والمناسبات
أشارت دار الإفتاء إلى أن قراءة الفاتحة في مجالس الصلح والمناسبات المهمة أمر مشروع ومستحب، حيث يطلب بها البركة وتيسير الأمور، كما درج المسلمون منذ العصور الأولى على افتتاح مجالسهم ومناسباتهم بقراءة الفاتحة، استنادًا إلى عموم الأدلة التي تدعو إلى قراءة القرآن والتبرك به.

التحذير من التشدد في غير محله
حذرت دار الإفتاء من الآراء المتشددة التي تضيّق على الناس في العبادات، مؤكدة أن هذه الممارسات لا تخالف الشريعة، بل تدخل ضمن التوسل المشروع بكلام الله تعالى.
وأضافت أن التضييق على الناس بغير دليل يخالف روح الشريعة السمحة، التي تدعو إلى الرحمة والتيسير، وأن هذا الحكم مستند إلى آراء جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة الذين أجازوا قراءة الفاتحة بنية الشفاء أو قضاء الحوائج.

واستشهدت بما ورد عن الإمام أحمد بن حنبل الذي كان يكتب الفاتحة في التمائم الشرعية للتداوي. كما أكد العديد من علماء المالكية والشافعية والحنابلة استحباب قراءة القرآن، خاصة سورة الفاتحة، لتحقيق المقاصد المشروعة.
وختمت الفتوى بالتأكيد على أن قراءة سورة الفاتحة بنية قضاء الحاجات وشفاء المرضى هو عمل مشروع ومستحب، وينبغي للمسلم أن يُكثر من الدعاء وقراءة القرآن طلبًا للخير والبركة.
اقرأ أيضًا:
كيف يستشعر المسلم بـ ليلة القدر في رمضان 2025؟.. علي جمعة يوضح