وديع الصافي.. الأسطورة التي هزت الجبال وانتهت بالإفلاس
يعد وديع الصافي أحد أعظم الأصوات في تاريخ الموسيقى العربية، بصوته العذب الذي كان يلامس القلوب ويهز الجبال. وُلد في قرية نيحا الشوف اللبنانية عام 1921، ونشأ وسط ظروف صعبة دفعته لترك الدراسة مبكرًا لمساندة أسرته، لكنه لم يكن يعلم أن صوته الذهبي سيحمله إلى قمة المجد في العالم العربي، وفي التقرير التالي يرصد الموجز كافة التفاصيل .
بداية النجومية والانطلاقة الكبيرة
في عام 1938، فاز وديع الصافي بالمركز الأول في مسابقة غنائية نظمتها إذاعة لبنان الرسمية، ومنحته لجنة التحكيم اسمه الفني الذي سيظل خالدًا في ذاكرة الطرب، وكانت أغنيته الأولى "يا مرسال النغم" بوابة عبوره إلى النجومية، ليصبح بعدها صاحب مدرسة فنية خاصة تُعرف بـ"المدرسة الصافية".
صوت الجبل وأيقونة الغناء اللبناني
ارتبط اسم وديع الصافي بلبنان، حيث حمل في صوته هوية وطنه وأصالته، وتغنى بجمال أرزه وجباله في أغنيات خالدة مثل "جايين يا أرز الجبل" و"معليش يا لبنان"، ولكنه لم يكتفِ بالأغنية اللبنانية، بل أبدع باللهجة المصرية وقدم روائع مثل "عندك بحرية يا ريس" و"على رمش عيونها"، ما جعله يحظى بمكانة خاصة في قلوب المصريين.
أغنية واحدة منحته الجنسية المصرية
في عام 1995، قرر الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك منحه الجنسية المصرية، وذلك بعد أدائه المميز لأغنية "عظيمة يا مصر"، ليصبح بذلك صاحب ثلاث جنسيات: اللبنانية، المصرية، والبرازيلية.
الإفلاس في أواخر العمر
رغم تاريخه الحافل ومسيرته الفنية المبهرة، واجه وديع الصافي أزمة مالية قاسية في سنواته الأخيرة، حيث أعلن إفلاسه قبل عام واحد من وفاته عام 2013، والسبب الرئيسي كان عقد احتكار مع شركة روتانا، الذي حرمه من حقوقه المالية وأدى إلى خسارته ثروته.
إرث خالد رغم الرحيل
رحل وديع الصافي عن عمر 92 عامًا، لكن صوته لا يزال يتردد في أرجاء الوطن العربي، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا لا يُنسى، وأغنيات ستظل محفورة في وجدان الأجيال القادمة.
اقرأ أيضًا :
نجل وديع الصافى: والدى أوصانى بغناء ”إن قالت مصر نعم فاسمعوها”
الأحد.. حفل تكريم لـ ”وديع الصافي ” بدار الأوبرا المصرية