حكم ترديد الأذان بعد انتهاء المؤذن.. توضيح من دار الإفتاء
حكم ترديد الأذان.. تلقت دار الإفتاء سؤالًا يتعلق بحكم ترديد الأذان بعد انتهائه، فقاموا بالرد على هذا السؤال مشيرين إلى أن الشريعة الإسلامية قد حثت على ترديد الأذان خلف المؤذن، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في العديد من الأحاديث الشريفة ما يدل على فضل هذا الفعل، حيث بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن من يردد الأذان بإخلاص من قلبه فإن ذلك يكون سببًا له لدخول الجنة.
ويستعرض الموجز من هذه الأحاديث ما رُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال: «من قال مثلما قال المؤذن، دخل الجنة»، كما ورد أيضًا عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثلما يقول»، هذه الأحاديث تؤكد أهمية الترديد خلف المؤذن، حيث يُعتبر وسيلة لتحصيل الأجر والثواب العظيم.
آراء الفقهاء في حكم ترديد الأذان
فيما يتعلق بحكم ترديد الأذان خلف المؤذن، أوضحت دار الإفتاء أن هناك اختلافًا بين المذاهب الفقهية.
فقد ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى استحباب ترديد الأذان بكل ما يقوله المؤذن، باستثناء الحيعلتين (أي: "حي على الصلاة" و"حي على الفلاح")، حيث يُستحب قول "لا حول ولا قوة إلا بالله" بعد كل واحدة منهما. وتوافق المذاهب الثلاثة على هذا الرأي.
أما الحنفية، فقد ذهبوا إلى أن إجابة المؤذن واجبة، إذ يجب على المسلم أن يرد على الأذان سواء باللسان أو بالفعل، حيث يُشترط من السامع أن يتوجه إلى صلاة الجماعة.
وفي هذا السياق، اختلفوا حول الطريقة المثلى للإجابة، إذ يرى بعضهم أنه يجب الإجابة باللسان، بينما يعتقد البعض الآخر أن الإجابة تكون من خلال التوجه الفعلي إلى المسجد.
ترديد الأذان عند السماع أو بعد انتهائه
وأشارت دار الإفتاء إلى أن ترديد الأذان الذي يُستحب في الأصل يكون أثناء سماع الأذان، أي فور أن يشرع المؤذن في قول الكلمات، حيث يجب على السامع أن يردد خلفه بشكل متزامن، أما في حالة ما إذا فات السامع الترديد أثناء الأذان لسبب ما، مثل انشغاله أو عدم انتباهه، فيجوز له تدارك ذلك بعد أن ينتهي المؤذن من الأذان، وذلك بشرط أن يكون الفاصل الزمني بين الأذان والترديد قصيرًا.
ويتم تحديد طول أو قصر هذا الفاصل وفقًا لما جرت عليه العادة والعرف. فإذا كان الوقت طويلًا بين الأذان والترديد، فلا يُطلب من السامع إعادة الترديد.
وقد أوضح الفقهاء أن تحديد طول أو قصر الفصل بين الأذان والترديد يعتمد على السياق المحلي أو العرف في المجتمع، فطالما أن الفصل لم يكن طويلًا بشكل مفرط، فإن الترديد يكون جائزًا.
الاستفادة من الأجر في ترديد الأذان
إذا استطاع المسلم ترديد الأذان في وقت سماعه فهو الأكثر أجرًا وفائدة له، ولكن في حال فاته ترديد الأذان أثناء الأذان، فبإمكانه تداركه إذا كان الفصل بين الأذان والترديد قصيرًا، وهذا التيسير من الشريعة يهدف إلى أن ينال المسلم الأجر بقدر الإمكان، ولا يُشترط أن يكون الترديد في وقت محدد بدقة شديدة طالما أن الفصل ليس طويلًا.
اقرأ أيضا
حكم الأذان للمسافر عند الصلاة.. فما هو رأي دار الإفتاء
مكانة الصوم في الإسلام وأهميته.. عبادة تجمع بين الروح والجسد