دار الإفتاء المصرية توضح حكم التلفظ بجملة "إللي عايزه ربنا يكون"

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية

ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤالًا إليها من أحد المهتمين بأحكام الشرع والدين حول هل يجوزالتلفظ بجملة "إللي عايزه ربنا يكون"؟

وبناءً على ذلك وفي هذا التقرير من الموجز، نجيب لكم وفقًا لما أوضحته دار الافتاء المصرية بالتفصيل على حكم التلفظ بجملة "إللي عايزه ربنا يكون".

حكم التلفظ بجملة إللي عايزه ربنا يكون

وعلقت دار الإفتاء المصرية على التلفظ بجملة "إللي عايزه ربنا يكون"، مؤكدة أنه لا يجوز شرعًا التلفظ بعبارة "اللي عايزه ربنا يكون"، ولا يصح وصف الله عز وجل بكلمة "عايز" أو "عاوز"، ولا سيما إذا كان من يتلفظ بهذه الكلمات يدرك جيداً أصل معناها اللغوي، إلا إذا غلبه لسانه، فإن استعملت هذه الكلمات في سياق يوحي بالإساءة أو الإخلال بتعظيم الله عز وجل حرم الاستعمال، ووجب أيضاً الإنكار على من يستعملها، أما إذا لم يُشعِر استعمالُها بشيء من هذا ولا تبادر إلى الذهن فالأمر يكون على الكراهة الشديدة.

دار الإفتاء المصرية 

ويجب أيضاً على العلماء والدعاة وكل من وقف على حكم هذه المسألة توعية الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ونصحهم بضرورة ترك استعمال تلك الألفاظ في حق الله تبارك وتعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [الحج: 30].

حكم دار الإفتاء المصرية في جملة إللي عايزه ربنا يكون

قال السائل: اعتدنا في مجتمعنا المصري على سماع تعبيرات كثيرة شائعة خلال الحوارات والمحادثات بين الناس مثل عبارة: "اللي عايزه ربنا يكون"، لكن بعض الإخوة المتدينين أوضح: إن هذه العبارة لا يجوز شرعًا التلفظ بها؛ وذلك لأنه لا يليق بجلال الله عز وجل أن يوصف بكلمة "عايز"، فما حقيقة هذا الأمر؟ وما الحكم الشرعي الصحيح؟

وأجابت عليه دار الإفتاء بأن: الجملة المذكورة ليست من اللغة العربية الفصحى، وإنما هي فقط عربية محرفة للهجة العامية المصرية، وأصل كلمة "عايز" أو "عاوز" في اللغة العربية هو المادة: "عَوَزَ" وهي تدل على الفقر والاحتياج؛ حيث يقول العلامة ابن فارس في "معجم مقاييس اللغة" : [الْعَيْنُ وَالْوَاوُ وَالزَّاءُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ تَدُلُّ عَلَى سُوءِ حَالٍ. مِنْ ذَلِكَ الْعَوَز: أَنْ يُعْوِزَ الْإِنْسَانَ الشَّيْءُ الَّذِي هُوَ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ، يَرُومُهُ وَلَا يَتَهَيَّأُ لَهُ].

ويقول الجوهري أيضاً في "الصحاح": [وأعْوَزَهُ الشيء، إذا احتاج إليه فلم يقدر عليه، والإعوازُ: الفقر. والمُعْوِزُ: الفقير، وعَوِزَ الرجل وأَعْوَزَ، أي افتقر. وأَعْوَزَهُ الدهر، أي أحوجه].

وفي كتاب "المصباح المنير" للفيومي قال: [عوز الشيء عوزًا من باب تعب: عز فلم يوجد، وعُزْتُ الشيءَ أعوزه من باب قال: احتجت إليه فلم أجده، وأعوزني المطلوب: مثل أعجزني وزنًا ومعنًى، وأعوز الرجل إعوازًا: افتقر، وأعوزه الدهر: أفقره، قال أبو زيد: أعوز وأحوج وأعدم وهو الفقير الذي لا شيء له].

فالحاصل أن الأصل اللغوي لكلمة "عايز" أو "عاوز" يتضمن معنى الفقر والاحتياج والعجز أيضاً عن نيل المطلوب، فالكلمة بمجرد تركيبتها اللغوية تدل على سوء حال كما أوضح إبن فارس.

وقد سجل القرآن الكريم على بعض اليهود جريمة التطاول على الذات الإلهية ووصفهم لله - عز وجل عما يقولون - بالفقر والاحتياج، كما وصفوه أيضاً بالشح والبخل لعنهم الله تعالى؛ حيث قال عز وجل: ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ [آل عمران: 181]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا﴾ [المائدة: 64]، وذلك إنما قالوه على سبيل الاستهزاء أو أيضاً على سبيل المناقضة والإلزام للطعن والتشكيك في نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو دأبهم في الانتقاص من الأنبياء وسفك دمائهم والتشكيك في أصول الديانات وإدخال التحريف عليها؛ من أجل تضليل الناس وصدهم عن سبيل الله سبحانه وتعالى.

اقرأ أيضاً: 

الإفتاء توضح حكم قضاء الحامل والمرضع في الصيام.. قضاء أم فدية؟

المسح على الأكمام والشراب للرجال والنساء.. ضوابط شرعية وتوضيحات فقهية

تم نسخ الرابط