بعد إعلان أوكرانيا عودة العلاقات مع سوريا.. هل يضحي الشرع بروسيا؟
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إن بلاده تستعد لإستئناف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا التفاصيل تكشفها الموجز في التقرير التالي.
إستعدادات لعودة العلاقات و دعم أوكراني بالغ
وتأتي تلك الخطوة بعدما إطلع زيلنسكي على تقرير مقدم من وزير خارجيته "آندري سيبها " حول نتائج زيارته للعاصمة السورية دمشق التي جرت، الإثنين، حيث إلتقى بزعيم الإدارة السورية الجديد " أحمد الشرع"
وهو اللقاء الذي بدت وقائعه وفقاً للتقارير مشجعة لزيلنسكي الذي أكد على إستعداد بلاده إلى إستئناف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا والتعاون في كافة المنظمات الدولية.
والذي قد أعلن قبل أيام، عن إرسال أول دفعة من المساعدات الغذائية إلى سوريا.
وفي ذات الإطار فقد أكد وزير الخارجية في الحكومة الإنتقالية السورية أسعد الشيباني، إنه "ستكون هناك شراكات إستراتيجية بيننا وبين أوكرانيا على المستويات السياسية والإقتصادية والإجتماعية".
في المقابل، فيما أعلن وزير الخارجية الأوكراني " أندري سيبها" أن بلاده سترسل مزيداً من شحنات المساعدات الغذائية إلى سوريا.
سوريا لن تضحي بالعلاقات مع روسيا
و أشار محللون إلى إن ما تشهده العلاقات السورية الأوكرانية من تطور سريع قد ينعكس بشكل إيجابي على عدد من الملفات، لكن لا يمكن أن تقدم سوريا ثمناً لذلك بقطع العلاقات مع روسيا.
ويرجح المراقبون أن يتبنى الشرع والإدارة الجديدة علاقات متوزانة مع روسيا تهدف إلى إعادة هندسة العلاقة بين البلدين دون قطعها.
وأشاروا إلى أن أولوية الشرع في الأجل القصير ستكون لبناء تفاهمات مع الولايات المتحدة والغرب لرفع العقوبات وتسوية ملف السيطرة الكردية، ووقف الإستهداف الإسرائيلي.
لكن وعلى الرغم من أن ضعف روسيا على المستوى الدولي أصبح ظاهراً، وتجلى بصورة سافرة في سوريا نفسها، إلا أن موسكو تظل مهمة لتنويع بدائل الإدارة السورية الجديدة.
تأتي الزيارة الأوكرانية لسوريا كخطوة متوقعة ومتوافقًة مع سياسات الدول الغربية كاتجاه عام نحو إنشاء علاقات مع أحمد الشرع والإدارة الجديدة.
كما تأتي الزيارة في إطار رغبة أوكرانيا بتقويض النفوذ الروسي في سوريا وذلك ضمن سياسة عامة تهدف إلى مكافحة النفوذ الروسي في العديد من المناطق، وتوظف كييف خلالها استراتيجيات دبلوماسية وعسكرية وإعلامية لمواجهة مصالح موسكو.
ويشير المحللون في هذا الصدد إلى الدعم الأوكراني المعتاد للجماعات المسلحة والمتمردة في مالي والنيجر وبوركينافاسو.
كما برز بشكل واضح في الدعم الذي قدمته أوكرانيا للمتمردين في شمال مالي في نصب كمين لعناصر فاجنر في 27 يوليو الماضي مما تسبب في مقتل 84 عنصر من فاجنر و47 من القوات المالية.
بالرغم مما تقدمه الزيارة الأوكرانية من دعم شرعية دولية للنظام الجديد وفتح المجال لتطوير مجالات أخرى كالتعليم والصناعة والتكنولوجيا والغذاء، إلا أن دعوة وزير خارجية أوكرانيا إلى قطع علاقات سوريا الجديدة مع روسيا قد لا تحظى بقبول من أحمد الشرع والقيادة الجديدة.
وتنظر أوكرانيا إلى تلك الخطوة كفرصة يمكن أن تحقق بها مكاسب إستراتيجية في تحقيق إختراق في منطقة الشرق الأوسط لدفع الدول في إتخاذ قرارات سلبية تجاه روسيا تزيد من إضعاف روسيا على المستوى الدولي.
اقرأ أيضًا
لافروف: لا نوافق على بعض نقاط الحل الأمريكي للنزاع مع أوكرانيا
أوكرانيا تتسلم الدفعة الأولى من الغاز الأمريكي.. وسط تهديدات ترامب