خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير.. كيف نبني الأمل في قلوبنا؟
تعد خطبة الجمعة، من أبرز الشعائر الدينية الأسبوعية التي ينتظرها الكثير من المسلمين لأنها تستهدف تعزيز الوعي الديني والوطني.
ويذكر أن وزارة الأوقاف تحدد موضوع الخطبة بوقت سابق قبل يوم الجمعة، وذلك لضمان توحيد الرسالة في جميع المساجد، والتركيز أيضًا على القضايا التي تهم المسلمين وتلبي احتياجاتهم الروحية والاجتماعية.
خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير
يستعرض الموجز خلال السطور التالية، خطبة الجمعة القادمة تحت عنوان “فما ظنكم برب العالمين ”صناعة الأمل" ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 3 رجب 1446 هـ ، الموافق 3 يناير 2025.
وجاءت نص خطبة الجمعة القادمة، للدكتور خالد بدير على النحو التالي:
خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير
عناصر خطبة الجمعة القادمة 3 يناير 2025، للدكتور خالد بدير:
أولًا: دعوةُ الإسلامِ إلى الأملِ.
ثانيًا: الأملُ صورٌ ومظاهرُ.
ثالثًا: الحياةُ بينَ الأملِ والعملِ.
رابعًا: ظواهرُ اجتماعيةٌ معاصرةٌ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 3 يناير 2025م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : فما ظنكم برب العالمين (صناعة الأمل) : كما يلي:
الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ ﷺ. أمَّا بعدُ:
العنصر الأول من خطبة الجمعة بعنوان : فما ظنكم برب العالمين “صناعة الأمل”
أولًا: دعوةُ الإسلامِ إلى الأملِ.
إنَّ الإسلامَ يحثُّ أفرادَهُ على الأملِ بمستقبلٍ مشرقٍ؛ فالأملُ أساسُ الحياةِ، وكلُّ إنسانٍ لهُ أملٌ في الحياةِ.
فمثلًا: ما الذي دفعَ الطلابُ إلى الجدِّ والاجتهادِ وسهرِ الليالِي؟ إنّهُ الأملُ في التفوقِ والنجاحِ !!
وما الذي دفعَ التجارُ يقطعونَ المسافاتِ عبرَ الطرقِ والأنهارِ بالليلِ والنهارِ؟ إنَّهُ الأملُ في الربحِ والكسبِ الحلالِ!
وما الذي دفعَ المريضُ إلى أخذِ الأدويةِ المرّةِ والحقنِ المؤلمةِ مع كراهتِهِ لهَا؟ إنَّه الأملُ في الشفاءِ !!
وما الذي دفعَ الجنديُّ إلى السهرِ بالليلِ والمخاطرةِ بنفسِه وحياتِه؟ إنّهُ الأملُ في حمايةِ الوطنِ والنصرِ أو الشهادةِ!
وما الذي دفعَ الفلاحُ إلى المشقةِ في الحرثِ والغرسِ؟ إنّهُ الأملُ في الحصولِ على معيشةٍ رغدةٍ ورزقٍ وفيرٍ!!
وما الذي دفعَ الشابُ إلى العملِ والسفرِ للكسبِ هنَا وهناكَ ليجهزَ مسكنَهُ وجهازَهُ ؟ إنَّهُ الأملُ في إعفافِ نفسِهِ وإحصانِ فرجِهِ، وإنجابِ ذريةٍ يرفعونَ ذكرَهُ بعدَ موتِه!! وهلُمَّ جرًا في كلِّ المجالاتِ والمهنِ والوظائفِ…….
فينبغي على كلِّ فردٍ أنْ تكونَ حياتُهُ كلُّهَا مفعمةً بالأملِ، ولا يتركُ مجالًا لليأسِ أو القنوطِ أو الكسلِ أو الخمولِ.
وإنّنَا لو نظرنَا إلى حياةِ الأنبياءِ عليهمُ السلامُ لوجدنَاهَا كلَّهَا مفعمةً بالأملِ، فلم يكنْ لديهم مجالٌ لليأسِ أو القنوطِ، مع ما لاقوهُ مِن كفرٍ وعنادٍ ونفاقٍ وبلاءٍ، ولنضربْ أمثلةً مِن الأملِ في حياتِهِم عليهمُ السلامُ.
فنوحٌ عليهِ السلامُ دعَا قومَهُ ألفَ سنةٍ إلّا خمسينَ عامًا فلم يستجيبُوا، ومع ذلكَ لم ينتابهُ اليأسُ والقنوطُ، {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ }.(العنكبوت:14).
وهذا نبيُّ اللهِ أيوبُ – عليهِ السلامُ – ابتلاهُ اللهُ سبحانَهُ وتعالى في نفسِهِ ومالِهِ وولدِهِ، إلّا أنَّه لم يفقدْ أملَهُ في أنْ يرفعَ اللهُ الضرَّ عنه، وكان دائمَ الدعاءِ للهِ، يقولُ تعالَى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }؛ ( الأنبياء:83 )، فلم يُخَيِّبْ اللهُ أملَهُ، فحققَ رجاءَهُ، وشفاهُ اللهُ وعافاهُ، وعوَّضَهُ عمّا فقدَهُ.
وهذا يعقوبُ – عليهِ السلامُ – يغيبُ عنهُ أحبُّ الأبناءِ إليهِ أكثرَ مِن أربعينَ عامًا، ومع ذلك يخاطبُ أبناءَهُ بروحٍ متفائلةٍ خلّدَهَا القرآنُ فقالَ:{يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } (يوسف: 87). ويعودُ إليهِ يوسفُ مرةً أُخرَى كما سجّلَ ذلكَ القرآنُ الكريمُ
وهذا خاتمُ الأنبياءِ والمرسلين ﷺ يشتدُّ بهِ وبأصحابِه الإيذاءُ والاضطهادُ والتعذيبُ، وبمجردِ أنْ اشتكَى بعضُهُم مِن شدةِ التعذيبِ، يأتي الرسولُ ﷺ مرةً أخرى ليبعثَ فيهم الأملَ والتفاؤلَ مِن جديدٍ.
فعَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ، قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟ قَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ» . ( البخاري ).
كما أرشدَنَا الحبيبُ ﷺ إلى الأملِ والتفاؤلِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُحِبُّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ ؛ وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ “. (أحمد بسند حسن ). فإذا أردتُم حياةً سعيدةً فعليكُم بالأملِ والتفاؤلِ، وما أجملَ مقولةَ الزعيمِ الراحلِ مصطفى كامل: لا يأسَ مع الحياةِ، ولا حياةَ مع اليأسِ.
فعليكُم بالأملِ والتفاؤلِ في جميعِ مجالاتِ حياتِكُم العمليةِ، وإياكُم واليأسَ والقنوطَ؛ فقد ندَّدَ القرآنُ بالقنوطِ واعتبرَهُ قرينَ الضلالِ، فقالَ تعالَى: { قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ } [الحجر: 56].
العنصر الثاني من خطبة الجمعة بعنوان : فما ظنكم برب العالمين “صناعة الأمل”
ثانيًا: الأملُ صورٌ ومظاهرُ.
تعالوا بنَا نطوفُ سويًّا في هذا العنصرِ مع صورِ ومظاهرِ الأملِ والتفاؤلِ في حياتِنَا اليوميةِ والعمليةِ. منهَا:
أملُ المذنبِ في المغفرةِ: فقد أسرفَ قومٌ في المعاصِي على عهدِ الرسولِ ﷺ وظنُّوا أنْ لا مجالَ لهُم في المغفرةِ والرحمةِ، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ قَتَلُوا فَأَكْثَرُوا، وَزَنَوْا فَأَكْثَرُوا، ثُمَّ أَتَوْا مُحَمَّدًا ﷺ، فَقَالُوا : إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو لَحَسَنٌ، وَلَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَةً ، فَنَزَلَ: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}. (الزمر: 53). وعن أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:”يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي؛ يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي؛ يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً”. (أحمد والترمذي بسند حسن).
ومنها: أملُ المريضِ في الشفاءِ: فلا ييأسُ مريضٌ مِن عدمِ الشفاءِ مهما كان مرضُهُ عضالًا، فعليهِ أنْ يأخذَ بأسبابِ التداوِي مع التعلقِ بحبلِ اللهِ في الشفاءِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: “مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً”.(البخاري). ولنا في أيوبَ عليهِ السلامُ أسوةٌ، يقولُ تعالَى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}.(الأنبياء: 83،84). ومع ذلك للأسفِ كثيرٌ مِن المرضَى يسخطُ ويوهمُ نفسَهُ بالموتِ والهلاكِ.
أملُ العقيمِ في الإنجابِ: فإنْ كنتَ عقيمًا لا تنجبٌ فلا تيأسْ مِن رحمةِ اللهِ وفيضِ عطائِه، فهذه امرأةُ إبراهيمَ عليهِ السلامُ قد بشرتْهَا الملائكةُ بالولدِ على كبرِ سنِّهَا؛ وهذا ما أثارَ إعجابهًا قائلةً: { يَا وَيْلَتَى آلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} (هود: 72، 73).
ومنها: أملُ المهمومِ والمغمومِ في كشفِ الهمومِ والكربِ: أيْ إذا نزلَ بكَ همٌّ أو غمٌّ أو كربةٌ، لا تتأففْ ولا تتضجرْ، فبابُ الأملِ مفتوحٌ وموجودٌ، فالجأْ إلى اللهِ بالدعاءِ، كما كان يفعلُ حبيبُنَا وقدوتُنَا ﷺ، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ :” لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ.” (مسلم).
ومنها: أملُ صاحبِ الضيقِ والعسرِ والشدةِ في اليسرِ والرخاءِ: فمهمَا تكنْ اللحظاتُ العصيبةُ في حياتِكَ فتعلقْ بحبلِ اللهِ – عزّ وجلّ -، فهذه مريمُ عليهَا السلامُ عندما أظلمتْ الدنيا في عينيهَا ولم تجدْ ملجئًا مِن اللهِ إلّا إليهِ قالتْ:{ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا }. (مريم: 23)؛ فكان الغوثُ والرحمةُ في قولِه تعالى: { فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا }. ( مريم: 24 ، 25، 26 ) .
وها هو سيدُنَا إبراهيمُ – عليه السلامُ – عندما ألقاهُ قومُهُ في النارِ كانت النجاةُ مِن عندِ اللهِ: { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ }. ( الأنبياء :69 , 70 ) .
وهذا يونسُ – عليهِ السلامُ – عندما التقمَهُ الحوتُ فلجأَ إلى اللهِ – عزّ وجلّ – واستمسَكَ بحبلِهِ كانت الرحمةُ والنجاةُ حاضرتينِ، يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: { وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِـنَ الظّـَالِمِـينَ * فَاسْتَـجَبـْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِـــنَ الْغَـمِّ وَكَـذَلِكَ نُنْجِـي الْمُؤْمِنِـينَ }.( الأنبياء : 87 ، 88 ) .
وهناك صورٌ ومظاهرُ كثيرةٌ للأملِ في مجالاتِ الحياةِ، وكلُّهَا ترجعُ إلى اختلافِ المهنِ والوظائفِ والأغراضِ والآمالِ والطموحاتِ، وكلُّ إنسانٍ له أملٌ في مجالٍ مَا، عليه أنْ يأخذَ بالأسبابِ الموصلةِ إلى أملِهِ، ويضعَ نصبَ عينيهِ النجاحَ والتفاؤلَ، لا اليأسَ والقنوطَ والكسلَ، ويكونَ حسنُ الظنِّ بربِّهِ أنَّهُ لن يخيبَ آمالَهُ وأحلامَهُ، بذلكَ يتحققُ لهُ أملُهُ ومرادُهُ، وكما قِيلَ: تفاءلُوا بالخيرِ تجدوهُ، ويحضرنِي حديثٌ في صحيحِ البخارِي مِن حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ” أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي؛ فإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي؛ وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً” ( متفق عليه ). قال ثابتُ البناني رحمه اللهُ: إنِّي أعلمُ متى يذكرُنِي ربِّي عزَّ وجلَّ، ففزعُوا منهُ وقالُوا: كيف تعلمُ ذلكَ؟ فقال: إذا ذكرتُهُ ذكرنِي أمَا قرأتُم قولَهُ تعالى: {فاذكرُونِي أذكركُم}. ولذلكَ قالَ تعالى: { وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ } قال ابنُ كثيرٍ في تفسيرِه: “أي: مهمَا أنفقتُم مِن شيءٍ فيمَا أمرَكُم بهِ وأباحَهُ لكم، فهو يخلفُهُ عليكم في الدنيا بالبدلِ، وفي الآخرةِ بالجزاءِ والثوابِ” . ولذلك بلغَ عبدُ اللهِ بنُ جعفرٍ مبلغًا عاليًا في الجودِ، وعُوتبَ في ذلك فقالُوا له: لو ادخرتَ مالَكَ لولدِكَ بعدَكَ فقال: “إنَّ اللهَ عوّدَنِي عادةً وعودتُ عبادَهُ عادةً: عوّدَنِي أنْ يعطينِي، وعودتّ عبادَهُ أنْ أعطيَهُم، وأخشَى إذا قطعتُ عادتِي عنهم أنْ يقطعَ عادَتَهُ عنّي!. فهو لم يتوقعْ الفقرَ والخوفَ مِن المستقبلِ، وإنّما عندَهُ أملٌ ويقينٌ وتفاؤلٌ بالغدِ المشرقِ، وهكذا يجبُ أنْ نكونَ في جميعِ مجالاتِ حياتِنَا .
العنصر الثالث من خطبة الجمعة بعنوان : فما ظنكم برب العالمين “صناعة الأمل”
ثالثًا: الحياةُ بينَ الأملِ والعملِ.
هناك رباطٌ وثيقٌ بينَ الأملِ والعملِ، فالإنسانُ الذي يأملُ شيئًا ويتمناهُ لابُدّ أنْ يعملَ ويسعَى جاهدًا لتحقيقِ أملِهِ ومرادِهِ، وكما قِيل: مَن جدَّ وجدَ، ومَن زرعَ حصدَ، ومَن طلبَ العُلَى سهرَ الليالِي، يقولُ الدكتورُ إبراهيمُ الفقِي خبيرُ التنميةِ البشريةِ: احذرْ أنْ تكونَ أهدافُكَ مجردَ آمالٍ وأمنياتٍ أو رغباتٍ، فتلكَ بضاعةُ الفقراءِ .أ.ه
فينبغِي على المسلمِ في تحقيقِ آمالِه وطموحاتِه أنْ يأخذَ بجميعِ الأسبابِ الموصلةِ إلى غايتِه وهدفِه مع التوكلِ على اللهِ تعالى، وهذا ما غرسَهُ النبيُّ ﷺ في نفسِ الصحابِي الذي أطلقَ الناقةَ متوكلًا على اللهِ، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ؟ قَالَ:” اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ” (الترمذي وحسنه). فالتفاؤلُ يدفعُ بهمةٍ للعملِ، ويحفزُ بقوةٍ على الجدِّ، ويبعثُ على النشاطِ، ويدعُو المتفائلَ إلى عملِ الخيرِ، وعدمِ القنوطِ أبدًا، وانظروا إلى هممِ سلفِنَا الصالحِ وآمالهِم المتعلقةِ بقوامِ دينهِم وحياتهِم ووطنهِم.
فعن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: اجْتَمَعَ فِي الْحِجْرِ مُصْعَبٌ، وَعُرْوَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَقَالُوا: ” تَمَنَّوْا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى الْخِلافَةَ، وَقَالَ عُرْوَةُ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى أَنْ يُؤْخَذَ عَنِّي الْعِلْمُ ، وَقَالَ مُصْعَبٌ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى إِمْرَةَ الْعِرَاقِ، وَالْجَمْعَ بَيْنَ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ وَسَكِينَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى الْمَغْفِرَةَ، قَالَ: فَنَالُوا كُلُّهُمْ مَا تَمَنَّوْا، وَلَعَلَّ ابْنَ عُمَرَ قَدْ غُفِرَ لَهُ”. (حلية الأولياء وصفة الصفوة ). وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا لِمَنْ حَوْلَهُ: ” تَمَنَّوْا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّ هَذِهِ الدَّارَ مَمْلُوءَةٌ ذَهَبًا فَأَنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: تَمَنَّوْا “، فَقَالَ رَجُلٌ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّهَا مَمْلُوءَةٌ لَؤْلُؤًا، أَوْ زَبَرْجَدًا، أَوْ جَوَهِرًا، فَأَنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَتَصَدَّقُ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: ” تَمَنَّوْا “، فَقَالُوا: مَا نَدْرِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ عُمَرُ:” أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّهَا مَمْلُوءَةٌ رِجَالا مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ”.( فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل). وانظرْ إلى الصحابِي الجليلِ الذي كان أملُهُ مرافقةَ النبيِّ ﷺ في الجنةِ، فعن رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: ” كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَالَ لِي: سَلْ، فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ، قَالَ: فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ “. ( مسلم ). فالرسولُ ﷺ لم يقلْ لهُ: طلبُكَ قيدُ التنفيذِ، أو لكَ ذلك؛ وإنّمَا أرشدَهُ إلى كيفيةِ الوصولِ إلى أملِهِ وهو العملُ وكثرةُ السجودِ ، وهذه رسالةٌ قويةٌ لكلِّ مَن لهُ آمالٌ وطموحاتٌ أنْ يربطَ ربطًا قويًّا بينَ الأملِ والعملِ، فإذا كان عندكَ طموحاتٌ وآمالٌ، فعليكَ أنْ تأخذَ بكلِّ الأعمالِ والأسبابِ والوسائلِ الموصلةِ إلى آمالِك، فعليكم بالاجتهاد في العمل والتمسك بالأمل، ولا سيما ونحن مقبلون على أشهر الخيرات والبركات
العنصر الرابع من خطبة الجمعة بعنوان : فما ظنكم برب العالمين “صناعة الأمل”
رابعًا: ظواهرُ اجتماعيةٌ معاصرةٌ.
أيُّها الإخوةُ المؤمنون: هناكَ عدةٌ ظواهرَ اجتماعيةٍ منتشرةٌ في المجتمعِ المصرِي يجبُ التنبيهُ عليهَا، منهَا:
الظاهرةُ الأولَى: ظاهرةُ أكلِ الميراثِ: وهذه الظاهرةُ منتشرةٌ في المجتمعِ المعاصرِ، ولو نظرنَا إلى الشرعِ الحكيمِ لوجدنَا أنَّ اللهَ قسّمَ الميراثَ بنفسِهِ في قرآنٍ يُتلَى إلى يومِ القيامةِ، ولم يتركْهُ لا لملكٍ مقربٍ ولا لنبيٍّ مرسلٍ، كما توعدَ اللهُ تعالَى آكلَ الميراثِ بأشدِّ العذابِ. قالَ تعالَى بعدَ ذكرِ آياتِ الميراثِ: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ}. (النساء: 13 ، 14).
فَيَا مَنْ تَمْنَعُ حَقَّ الأنثَى فِي مِيرَاثِهَا الَّذِي حَدَّدَهُ اللهُ: احْذَرْ مِنْ هَذَا الظُّلْمِ؛ فَإِنَّ عَاقِبَتَهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ، وَاحْذَرْ أَنْ يَكُونَ خَصْمُكَ يَوْمَ القِيَامَةِ رَسُولَ اللهِ ﷺ الَّذِي قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: اليَتِيمَ وَالمَرْأَةَ».
الظاهرةُ الثانيةُ: ظاهرةُ الهجرةِ غيرِ الشرعيةِ: وهي منتشرةٌ بكثرةٍ في المحافظاتِ الحدوديةِ، ويقصدُ بهَا: الانتقالُ مِن بلدٍ إلى بلدٍ آخر بطريقِ التسللِ عبرَ البحارِ أو الجبالِ بطرقٍ غيرِ مشروعةٍ، وبغيرِ إذنٍ مِن البلدِ الخارجِ منهَا أو البلدِ الداخلِ فيهَا، وهي خطرٌ على الفردِ لأنَّهُ يؤدِّي بنفسِهِ إلى المخاطرةِ والتهلكةِ، وقد قالَ تعالَى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.( البقرة: 195). وقد قالَ أحدُ المحاضرينَ وهو يتكلمُ عن مخاطرِ الهجرةِ غيرِ الشرعيةِ: أنَّ شابًّا دفعَ مبلغاً للسمسارِ الذي يتعهدُ بسفرِهِ عن طريقِ البحرِ هجرةً غيرَ شرعيةٍ، فغرقَ أثناءَ سفرِهِ، فجاءَ أهلُهُ يطلبونَ المبلغَ الذي أخذَهُ، فقالَ لهُم السمسارُ: المبلغُ لا يردُّ، ولكنْ إذا أردتُم الانتفاعَ بالمبلغِ لا محالةَ، فأتُوا بشابٍّ آخر يسافرُ مكانَهّ دونَ أنْ يدفعَ مبلغاً آخرَ !!!!!!
الظاهرةُ الثالثةُ: ظاهرةُ مشاكلِ الصيادينَ: فلا شكَّ أنَّ الصيدَ مِن أهمِّ الحرفِ التي يعيشُ عليهَا ويتكسبُ منهَا كثيرٌ مِن الناسِ، فاللهُ تعالَى سخّرَ لنَا البحارَ والأنهارَ لنأكلَ مِن خيراتِهَا، قالَ تعالَى: { وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}. ( النحل: 14). فيا أَيُّهَا الصَّيَّادُ الماهرُ، تَفَكَّرْ- حَالَ صَيْدِكَ فِي البَحْرِ تَمْلَؤُهُ أَسْمَاكٌ تَتَنَوَّعُ أَشْكَالُهَا وَأَلْوَانُهَا- فِي اسْمِ اللهِ الوَاسِع، فَسُبْحَانَهُ هُوَ وَاسِعُ العِلْمِ، وَاسِعُ القُدْرَةِ، وَاسِعُ الرَّحْمَةِ، وَاسِعُ الرِّزْقِ، فَمَا مِنْ مَخْلُوقٍ فِي بَحْرٍ أَوْ نَهْرٍ أو برٍّ إِلَّا وَوَسِعَهُ رِزْقُ اللهِ الَّذِي لَا تَنْفَدُ خَزَائِنُهُ، فَاسْأَلِ اللهَ مِنْ وَاسِعِ فَضْلِهِ، وَاعْلَمْ «أنَّ نفسًا لَن تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا، وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا»، وتوكلْ على اللهِ في وسطِ هذه الأمواجِ والأهوالِ، وسترزقُ إنْ شاءَ اللهّ كما يُرزَقُ الطيرُ. فعن عمرَ رضي اللهُ عنهُ قال : قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: ” لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا ” [أخرجه الترمذي].
نسألُ اللهَ أنْ يفرجَ كروبَنَا ويزيلَ همومَنَا وغمومَنَا ويحققَ آمالَنَا، وأنْ يرزقنَا مِن حيثُ لا نحتسبُ، وأنْ يحفظَ مصرَنِا مِن كلِّ مكروهٍ وسوء.
اقرأ أيضًا
س&ج.. هل يجوز صيام شهر رجب كامل.. دار الافتاء المصرية تجيب
فضل الدعاء بشهر رجب المبارك.. ماهي أفضل العبادات في هذا الشهر الكريم؟
- خطبة الجمعة القادمة
- خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير
- خطبة الجمعة
- الدكتور خالد بدير
- صناعة الأمل
- دعوة الإسلام للأمل
- الأمل والعمل
- الأمل في حياة الأنبياء
- خطب دينية
- خطبة الجمعة 3 يناير 2025
- الجمعة
- الصلاة علي النبي
- الصلاة
- الحياة بين الأمل والعمل
- التفاؤل
- رسالة الإسلام
- أهمية الأمل في الإسلام
- الموجز
- موقع الموجز
- جريدة الموجز