ما حكم الصيام والصدقة بنية الشكر لله؟.. الإفتاء توضح
ورد إلى دار الإفتاء سؤال عن حكم الصيام والصدقة بنية شكر الله على نعمة عظيمة، حيث أفاد السائل بأن الله منّ عليه بوظيفة مرموقة، ويرغب في صيام شهر والتصدق بجزء من راتبه تعبيرًا عن شكره.
يقدم الموجز في هذا التقرير إجابة دار الإفتاء على استفسار السائل في السطور التالية.
أهمية الشكر وأشكاله
أوضحت دار الإفتاء أن حكم الصيام والصدقة بنية الشكر لله، بقولها إن الشكر لله لا يقتصر على القول باللسان فقط، بل يشمل العمل بالجوارح والأركان من صلاة وصدقة وصيام وغيرها من الطاعات، وهو بذلك يُعد من أبرز مراتب الشكر التي حث عليها الإسلام.
كما ورد تعريف الشكر في كتابات العلماء بأنه ظهور أثر نعمة الله على لسان العبد ثناءً واعترافًا، وعلى قلبه محبةً وإيمانًا، وعلى جوارحه طاعةً وانقيادًا، مبينة بذلك حكم الصيام والصدقة بنية الشكر لله.
فضل الشكر في القرآن الكريم
أشار القرآن الكريم إلى أهمية الشكر وجزاء الشاكرين في عدة آيات، ومن ثم توضيح حكم الصيام والصدقة بنية الشكر لله، ومنها قول الله تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152]، وقد وعد الله تعالى الشاكرين بمزيد من النعم، كما قال: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7].
وبيّن المفسرون أن الشكر على النعم يؤدي إلى دوامها وزيادتها.
حكم الطاعات شكرًا لله
أكدت دار الإفتاء أن شكر الله على نعمه يمكن أن يتم من خلال عبادات مختلفة، منها الصلاة والصيام والصدقة، ولا يقتصر على سجدة الشكر فقط، فقد ذكر الإمام النووي أن الصدقة أو الصلاة بنية الشكر من الأعمال الحسنة التي تُظهر امتنان العبد لنعم الله.
أدلة شرعية على شكر الله بالطاعات
قال الله تعالى: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا﴾ [سبأ: 13]، مما يدل على أن الشكر يشمل العمل بالطاعات.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي حتى تفطرت قدماه، فلما سألته السيدة عائشة عن ذلك قال: “أفلا أكون عبدًا شكورًا”.
كما روى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء شكرًا لله على نجاة سيدنا موسى وقومه من فرعون.
الصدقة شكر للنعم
الصدقة أيضًا من أبرز وسائل التعبير عن الشكر، فقد ورد في الحديث الشريف: “يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة.. ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى” [رواه مسلم].
وأوضح العلماء أن الصدقة تعبر عن شكر الإنسان لخالقه على نعمة الصحة وسلامة الأعضاء.
من المستحب أن يصوم المسلم أو يتصدق تعبيرًا عن شكره لله على نعمه، فالشكر بالعبادات دليل على حب العبد لله وإقراره بفضله ونعمه.
وكما قال الإمام ابن رجب الحنبلي: "الشكر المستحب هو العمل بنوافل الطاعات بعد أداء الفرائض واجتناب المحارم"، وهو من صفات المقربين إلى الله.
اقرأ أيضا
دار الإفتاء توضح ماذا يقول من عطس؟.. وهذا ما يقال له