هل يجوز شراء الهدايا في أعياد غير المسلمين؟.. الافتاء توضح

حكم شراء الهدايا في أعياد الأقباط .. مع اقتراب نهاية العام، يحل موسم الأعياد التي تعد من أبرزها أعياد غير المسلمين، التي تشهد تبادل الهدايا والتواصل بين الأفراد.

وفي ظل تنوع العادات الاجتماعية، قد يتساءل البعض عن حكم شراء الهدايا في أعياد غير المسلمين ، خاصةً إذا كانت من باب المجاملة لأصدقاء أو زملاء من غير المسلمين وهل يعد ذلك تشجيعًا على الاحتفال بمعتقدات دينية أخرى، أم أنه مجرد لفتة إنسانية للتعبير عن التقدير والمحبة؟.

 يسلط موقع  الموجز الضوء فيما يلي، للاجابة عن هذه التساؤلات كما يوضح حكم  شراء الهدايا في أعياد غير المسلمين، من منظور شرعي، وما إذا كان يجوز للمسلم أن يُهدِي أو يتلقى هدية في مثل هذه المناسبات.

الهدية في الإسلام

الهدايا تعتبر من أفضل الطرق للتعبير عن المودة والاحترام في الإسلام، وهي من وسائل التقارب بين الناس، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: «تَهادَوْا تَحابُّوا» [رواه البخاري]،  وعليه، فإن الإسلام يشجع على إهداء الهدايا في المناسبات المختلفة، سواء كانت هذه المناسبات دينية أو اجتماعية، سواء بين المسلمين أو بينهم وبين غيرهم،  ويعود ذلك إلى أن الهدية تعزز من العلاقات الإنسانية وتزرع المحبة والتفاهم بين القلوب.

لا يفوتك

دار الإفتاء توضح ماذا يقول من عطس؟.. وهذا ما يقال له

هل يجوز صلاة الفجر وقت الشروق؟.. دار الإفتاء توضح

حكم شراء الهدايا في أعياد غير المسلمين 

و إذا نظرنا إلى موقف الإسلام من شراء الهدايا في  أعياد غير المسلمين، من باب المجاملة، نجد أن الشريعة الإسلامية لا تحرم هذا الفعل،  بل بالعكس، يعتبر تبادل الهدايا مع غير المسلمين أمرًا مشروعًا من باب الإحسان والتعاون، ولا يتعارض مع قيم الإسلام التي تدعو إلى التعايش السلمي مع الآخرين.

وفي هذا السياق، يشير العلماء إلى أن الإسلام قد أمر المسلمين بالإحسان إلى من لا يقاتلهم في الدين، حيث قال الله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَ لَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]،  وبالتالي، فإن شراء الهدايا في الأعياد المسيحية من باب المجاملة لا يتنافى مع هذه المبادئ الشرعية، بل هو تصرف يتماشى مع تعاليم الإسلام في تعزيز علاقات التآخي والإحسان بين الناس.

تبادل الهدايا مع غير المسلمين

و تاريخ الإسلام يعكس مواقف نبيلة في قبول وتبادل الهدايا بين المسلمين وغير المسلمين، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قبل هدايا من غير المسلمين وأهدى لهم أيضًا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يهنئ غير المسلمين في مناسباتهم، وقد ورد أن الصحابة كانوا يتبادلون الهدايا مع غير المسلمين، مما يعكس روح التسامح التي دعا إليها الإسلام.

التهنئة في الأعياد 

بالإضافة إلى تبادل الهدايا، يتساءل البعض عن جواز تهنئة غير المسلمين في أعيادهم، و الإسلام لا يمنع تهنئة غير المسلمين في أعيادهم بشرط ألا تتعارض مع تعاليم الإسلام،  وقد أفتى العديد من العلماء بأن تهنئة غير المسلمين في أعيادهم من باب المجاملة والاحترام لا تتناقض مع العقيدة الإسلامية، بل هي وسيلة لبناء جسور من المحبة والتفاهم بين المسلمين وغيرهم.

اقرأ أيضا:

ما حكم توكيل المشتري بالشراء في البيع بالتقسيط؟.. الإفتاء توضح

دار الإفتاء: الصلاة على النبي أفضل دعاء للخوف الشديد