مسئولة إسرائيلية: الجولاني ذئب في ثوب حمل فهل يصبح "خميني" جديد؟
وصفت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي شارين هسكل، زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، الذي قاد فصائل المعارضة في سوريا لإطاحة نظام الأسد، بأنه "ذئب في ثوب حمل" التفاصيل تسردها الموجز في التقرير التالي .
هسكل تستعرض ماضي الجولاني
وعرضت هسكل خلال مؤتمر صحفي عقدته، الثلاثاء، مجموعة من الصور للجولاني تظهر إنتماءه إلى "الفصائل الإسلامية المتطرفة".
وقالت : "من المهم أن نتجنب الوقوع في محاولة تبييض صورة الجماعات الجهادية في سوريا نحن نعرف من هم ونعرف حقيقتهم، حتى لو غيروا أسماءهم، نحن نفهم مدى خطورتهم على الغرب".
وأضافت : "هذه منظمات إرهابية وهذا (الجولاني) ذئب في ثوب حمل".
وتأتي تلك الإتهامات على الرغم من تعهدات قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني ، بحلّ الفصائل التي ساهمت في إسقاط نظام “بشار الأسد” ودمجها في الجيش، كما دعى المجتمع الدولي إلى رفع العقوبات الدولية عن البلاد.
إسرائيل متخوفة من تكرار تجربتها مع حماس و إيران
وعلى الرغم من أنه من غير الخافي على أحد أن الجولاني والفصائل المسلحة هم في الأصل ميلشيات مدعومة من تركيا، والتي تمثل الذراع الطولى لإسرائيل والولايات المتحدة في الشرق الأوسط .
إلا أن مراقبون يعتقدون أن حذر إسرائيل في التعامل مع الجولاني يشكل إنعكاسا قويا للتجربة المريرة التي مازالت تخوضها، إسرائيل مع إيران التي دعمتها ، فأمتدت أذرعها (حماس - حزب الله) لإعتصارها .
هل يصبح الجولاني هو الخميني الجديد
إذ أنه لم تدعم إسرائيل أي فصيل مسلح لإستخدامه ضد أهداف بعينها إلا و أنقلب السحر على الساحر بمجرد أن تقوى شوكة تلك الميلشيات وعن ذلك المؤرخ الفرنسي هنري لورانس (مسألة فلسطين – الكتاب الثامن) أن بداية اللعنة الإيرانية التي تطارد إسرائيل منذ 4 عقود ونصف كانت في الثاني والعشرين من سبتمبر 1980 حين تقدم الجيش العراقي ليغزو إيران فيما يعرف بحرب الخليج الأولى، حينئذ إنهارت الدفاعات الإيرانية الغير منظمة، فيما رأى الإستراتيجيون الإسرائيليون أن إيران بحكم بعدها لا تشكل تهديداً، على عكس العراق الذي راح يعزز جهازه العسكري بشكل متواصل، ومنذ الأيام الأولى للحرب عرضت الحكومة الإسرائيلية مساعدتها على إيران، وكانت المفاجأة بل والحل الوحيد أمام السلطة الثورية الناشئة أنذاك هو أن تقبل العرض، فالضرورة تجبرها على ذلك مشيرا إلى أنه قد جرت إتصالات سرية في سويسرا بين مبعوثين للبلدين.
وعلى الفور أرسلت إسرائيل سراً أسلحة وقطع غيار وتكنولوجيا عسكرية أمريكية المنشأ إلى إيران الخميني وكان من العسير على إيران الحصول على تلك الأسلحة في ظل ما فرضته واشنطن على صادرات السلاح إلى طهران رداً على أزمة الرهائن.
وكانت تلك بداية تعاون عسكري واستخباراتي على أعلى المستويات بين إيران الثورة وإسرائيل. لكن الدعم الإسرائيلي للنظام الثوري الإيراني إنما يعبر عن نفسه أيضاً، وفق لورنس، من خلال تحذيرات موجهة إلى الأردن، الذي يُدعى إلى عدم الانخراط أكثر من اللازم في صف العراق، إذ أعلن بيجن في مستهل أكتوبر أن "ملك الأردن بإسراعه إلى اللحاق بالقطار العراقي قد ارتكب مجدداً خطأ سياسياً سيكون وخيم العواقب بالنسبة إلى نظامه.
وبالنظر إلى الضغوط الحالية التي تمارسها إسرائيل على مصر لقبول التهجير والدعم التركي في ظاهره - إسرائيلي في باطنه لنظام الشرع يرى المراقبون أننا أمام مشروع “خميني” جديد وهو مشروع أفصح عن نفسه مع اللقاء الذي تم الإعلان عنه، بين الإرهابي الهارب" محمود فتحي المصري “، و مهندس العلاقات الخارجية في حزب العدالة ”ياسين أقطاي “ المعروف بتوجهاته المتشددة من جهة ، وبين الجولاني من جهة أخرى والذي يعكس محاولات إحياء تنظيم ” الإخوان" الذي سارع وفق خطوة مدروسة التوقيت بالإعلان عن حشد شباب الجماعة للتظاهر و إسقاط النظام المصري، وهي كلها تصرفات يراها المراقبون تحاول بث القلق في نفوس القيادات السياسية التي تتخذ موقفا واضحا وصلبا منذ البداية.
فيما تحاول إسرائيل في الوقت نفسه إلى تقليم أظافر الجولاني عبر تأجيل رفع إسمه من قوائم الإرهاب وتحييد نفوذ إيران في سوريا، والتعهد بالسلام الدائم حال إنتهاج نظام الفصائل النهج المطلوب .
إقرأ أيضا