الشيخ طه الفشني.. صاحب الحنجرة الذهبية الذي خلد صوته في ذاكرة الأجيال

الشيخ طه الفشني
الشيخ طه الفشني

الشيخ طه الفشني .. في مثل هذا اليوم، السبت 10 ديسمبر، تحل ذكرى وفاة  الشيخ طه الفشني، أحد أبرز أعلام الفن الديني وقراءة القرآن الكريم في القرن العشرين، صاحب الحنجرة الذهبية وملك القصائد والتواشيح، استطاع الشيخ الفشني أن يترك بصمة لا تمحى في ذاكرة الأجيال، حيث امتاز بصوته العذب وأدائه الرائع الذي جعل من تلاوته للحروف والكلمات شيئًا يفوق مجرد قراءة، بل تحول إلى فن راقٍ يجسد الروحانية ويصل إلى أعماق القلوب.

ولد الشيخ طه الفشني في مصر، ليكون أحد رواد فن التلاوة والتواشيح، وامتاز بصوته المميز الذي مزج بين التقنية العالية والإحساس العميق، وقد تميز بأدائه الذي أضفى جمالًا خاصًا على النصوص الدينية، حيث كان صوته مصدر سكينة وطمأنينة لكل من استمع له،  أصبح صوته جزءًا من الهوية الثقافية العربية، وحظي بتقدير محبي الفن الإسلامي، حيث يظل ذكره حياً في الذكريات والمناسبات الدينية والوطنية.

محطات مؤثرة في حياة طه الفشني 

وفي هذا السياق، ينشر موقع  الموجز أبرز محطات حياة الشيخ طه الفشني، إحياءً لذكرى وفاته، حيث رحل عن عالمنا لكنه ترك إرثًا فنيًا دينيًا خالدًا لا ينسى.

بدأ حياته مطربًا وتوفى بسبب دواء خاطئ.. 48 عامًا على رحيل الشيخ طه الفشنى..  التحق بالإذاعة صدفة.. شارك كمطرب مع أم كلثوم فى إحياء حفل زواج الملك  فاروق‏.. ترك 286 تسجيلا للقرآن
الشيخ طه الفشني

نشأة الشيخ طه الفشني وبداية رحلته الفنية

ولد الشيخ طه حسن مرسي الفشني عام 1900 في مدينة الفشن، الواقعة جنوب محافظة بني سويف، وفي سن مبكرة، بدأ الشيخ طه الفشني في حفظ القرآن الكريم، وتمكن من إتمام حفظه كاملاً وهو في سن 12 عامًا،  بعدها التحق بكتاب القرية، حيث كان يعكف على تعلم القراءة والكتابة.

ظهور موهبة الشيخ طه الفشني 

في عام 1919، حصل الشيخ طه الفشني على شهادة "كفاءة المعلمين" من مدرسة المعلمين بالمنيا، قبل أن ينتقل إلى القاهرة لبدء مشواره الفني، ورغم أن الأحداث السياسية في ثورة 1919 حالت دون استمراره في القاهرة في البداية، إلا أن الفشني عاد إلى قريته ليبدأ رحلته في عالم التواشيح وقراءة القرآن، ويتنقل بين المساجد والاحتفالات الدينية، وقد ذاع صيته في تلك الفترة مما دفعه للعودة مرة أخرى إلى القاهرة حيث بدأ طريقه نحو الشهرة.

اجمل تواشيح الشيخ طه الفشني - ياايها المختار - حب الحسين
الشيخ طه الفشني

التحاق الشسخ طه الفشني بالأزهر الشريف والإذاعة المصرية

في عام 1937، التحق الشيخ طه الفشني بالأزهر الشريف لدراسة علم القراءات والتجويد على يد الشيخ عبد العزيز السحار، كما اجتاز الفشني اختبارات الإذاعة المصرية، لينضم إليها ويبدأ مسيرته الإذاعية التي أسهمت في انتشاره في أرجاء العالم العربي،و كان الشيخ الفشني من أوائل قراء القرآن الذين عملوا في التلفزيون المصري بعد بدء بثه.

أشهر أعمال طه الفشني وخصوصيته في التلاوة

كان الشيخ طه الفشني يملك مدرسة فنية متفردة في التلاوة والإنشاد، حيث تميز باستخدامه للمقامات الموسيقية بطريقة مبتكرة، ما جعل أعماله تجمع بين الجمال الروحي والفني، ومن أشهر أعماله التواشيح الدينية مثل "ميلاد طه يا أيها المختار"، التي أصبحت من أبرز القطع التي يطلبها الحضور في جميع المناسبات الدينية.

قارئ المغرب اليوم الشيخ طه الفشني.. ملك التواشيح وكروان الإذاعة | شخصيات  وأماكن | اتحاد العالم الإسلامي
الشيخ طه الفشني

مناصب مهمة شغلها طه الفشني 

عين الشيخ  طه الفشني  قارئًا لمسجد السيدة سكينة في عام 1940، وظل يشغل هذا المنصب حتى وفاته في عام 1971، كما حصل على العديد من التكريمات المحلية والدولية، منها نوط الامتياز من رئيس وزراء ماليزيا، وملك المغرب، فضلًا عن تكريمه من قبل المملكة العربية السعودية، وقد كان له تأثير كبير في أوساط المثقفين والسياسيين، حيث كان الرئيس جمال عبد الناصر مولعًا بأدائه، وأهداه طبقًا من الفضة موقّعًا، بينما كرمه الرئيس أنور السادات في مناسبات متعددة.

رحيل الشيخ طه الفشني عن عالم التلاوات 

رحل الشيخ طه الفشني عن عالمنا في عام 1971، لكن إرثه الفني ما زال حيًا، وقد كرمت محافظة بني سويف هذا العملاق بوضع صورته داخل الممشى السياحي بكورنيش النيل بمدينة بني سويف، ليظل اسمه مرتبطًا بالتاريخ الثقافي والديني للمحافظة وللعالم العربي.

الشيخ طه الفشني.. صاحب «البطانة» الأشهر في تاريخ التواشيح
الشيخ طه الفشني

اقرأ أيضا:

الشيخ كشك فارس المنابر الذي انتقد الشعراوي وهاجم عبد الناصر واتهم السادات بالخيانة

قارئ الملوك والرؤساء.. الشيخ أحمد نعينع جامع بين الطب والتلاوة القرآنية

تم نسخ الرابط