علي جمعة يوضح.. كيف تحسن علاقتك بالله وتنجح في عملك ؟
العلاقة مع الله.. في عالمنا المعاصر، أصبحت الحياة المهنية والأعمال جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان، وتعد نجاحاتنا المهنية من المعايير التي يقيم بها البعض قيمة حياتهم، ولكن رغم التقدم والتطور الذي نشهده في مختلف المجالات، قد يشعر البعض بأن هناك نقصًا أو فراغًا ما في حياتهم، حتى وإن حققوا نجاحًا مهنيًا، ومن هنا يأتي الدور الأصيل لـ العلاقة مع الله سبحانه وتعالى كعامل أساسي في تحسين الأعمال وتوجيهها نحو بركة وعطاء لا محدود.
وفي هذا السياق، ينشر موقع الموجز تقريرًا عن منشور حديث للدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، حيث أكد على عدد من النقاط الهامة المتعلقة بالعلاقة مع الله وتحقيق النجاح في الدنيا والآخرة.
العمل مخلوق لله وتوفيقه
أوضح الدكتور علي جمعة أن المؤمن يجب أن يدرك أن أي عمل يقوم به هو مخلوق من الله تعالى، وأن التوفيق في الإنجاز هو بيد الله وحده، وأشار إلى أن الإنسان لا يمتلك من أمره شيئًا، بل هو في حاجة مستمرة لتوفيق الله ورعايته لتحقيق أي إنجاز، لذلك، يجب على المؤمن ألا يفتخر بعمله، بل يجب أن يشكر الله على توفيقه.
نعمة الإسلام: أعظم النعم
تطرق الشيخ علي جمعة إلى أهمية نعمة الإسلام، مؤكدًا أنها أعظم نعمة من بين جميع النعم التي أنعم بها الله على الإنسان. وقال إن الصحابة الكرام كانوا دائمًا يشيرون إلى أن نعمة الإسلام لا تقدر بأي مقياس آخر، بل هي أساس سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، وأوضح الشيخ أن على المؤمن أن يشعر بالامتنان والشكر لله لأنه هداه إلى هذا الدين الحنيف.
السلوك مرتبط بحالة القلب
وأشار الشيخ علي جمعة إلى أن السلوك البشري مرتبط ارتباطًا وثيقًا بحالة القلب، وأن الإيمان والتقوى في القلب هما ما يميز الأعمال، واستشهد بالحديث النبوي الشريف الذي يوضح سبب تفوق الصحابي أبو بكر الصديق رضي الله عنه على غيره من الصحابة، حيث قال النبي ﷺ: "ما سبقكم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام، وإنما بشيء وقر في قلبه"، وهذا يعني أن الإخلاص والنية الطيبة في القلب هما أساس الأعمال الصالحة.
قصة الرجل من أهل الجنة
ذكر الشيخ علي جمعة في منشوره حديثًا نبويًا عن الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص، الذي تبع رجلًا من الأنصار كان رسول الله ﷺ قد أخبر الصحابة بأنه من أهل الجنة، وبعد أن قضى معه عدة ليالٍ، لم يرَ عبد الله بن عمرو منه أي عمل مميز، لكنه اكتشف أن الرجل كان يتمتع بقلب صافٍ خالٍ من الحقد والحسد، وهو ما جعله يستحق أن يكون من أهل الجنة.
في ختام حديثه، أكد الشيخ علي جمعة أن تحسين العلاقة مع الله هو العامل الأساسي لتحسين الأعمال. وقال إن إصلاح القلب وتطهيره من الصفات السلبية مثل الحقد والكراهية ينعكس على سلوك المؤمن، ويجعله أقرب إلى رضا الله تعالى، فالتوفيق في الأعمال لا يأتي إلا من الله، وتطهير القلب هو مفتاح الحصول على هذا التوفيق.
اقرأ أيضا:
علي جمعة يكشف سر العبادة التي تحول حياة المسلم وتحميه من الشرور
الافتاء توضح.. حكم تعليق صور المتوفى للتماس الدعاء له بالرحمة