كيف أصبح الشيخ عطية صقر "مفتي البسطاء" وملهم الباحثين في العلم
احتفل أمس محبي الشيخ عطية صقر بالذكرى الثامنة عشرة لوفاته، وهو أحد أعلام الأزهر الشريف، والذي عُرف بـ "مفتي البسطاء"، وذلك بفضل علمه الغزير وأسلوبه البسيط في إيصال الفتاوى الدينية للمجتمع، حيث فارق عطية صقر، الحياة في يوم 9 ديسمبر 2006، عن عمر يناهز 92 عامًا، وخلف عطية صقر وراءه إرثًا علميًا وثقافيًا كبيرًا أثرى المكتبة الإسلامية.
محطات بارزة في حياة الشيخ عطية صقر
ولد الشيخ عطية صقر في محافظة الشرقية بمصر، وكان منذ صغره شغوفًا بالعلم الشرعي، التحق بالأزهر الشريف، حيث تدرج في مراحل التعليم المختلفة حتى حصل على شهادة العالمية، وسرعان ما برز نجمه في المجال الديني بسبب تفوقه العلمي، وقدرته على تبسيط الأمور الفقهية المعقدة للجمهور.
مفتي البسطاء
نال الشيخ عطية صقر هذا اللقب نتيجة لأسلوبه المميز في تقديم الفتاوى، حيث كان حريصًا على مخاطبة الناس بلغة بسيطة تتناسب مع مختلف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية، وكان يعتبر الفقه وسيلة لتيسير حياة المسلمين، فعمل على إزالة اللبس عن كثير من المسائل التي كانت تشغلهم.
إرث علمي ثري
ترك الشيخ عطية صقر وراءه إرثًا علميًا غنيًا، تمثل في نحو 40 كتابًا تناولت موضوعات متنوعة في الفقه الإسلامي، العقيدة، والتفسير، من أبرز مؤلفاته..
فتاوى عطية صقر، سلسلة من الفتاوى التي أجاب فيها على أسئلة الناس بوضوح وشفافية.
التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، تناول فيه القرآن الكريم وفق منهج جديد يركز على الموضوعات بدلاً من الترتيب التقليدي للآيات.
مشكلات الشباب وحلولها في ضوء الإسلام، قدم فيه رؤية متكاملة حول قضايا الشباب المعاصرة من منظور إسلامي.
جهوده في الدعوة والإفتاء
لم يقتصر دور الشيخ عطية صقر على التأليف فقط، بل كان له حضور بارز في وسائل الإعلام من خلال برامجه الدينية التي كانت تبث عبر الإذاعة والتلفزيون.
شغل منصب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف لعدة سنوات، حيث كان وجهة الناس لطرح أسئلتهم واستفساراتهم.
ساهم في توضيح كثير من القضايا الدينية الجدلية بأسلوب حكيم ومعتدل، ما أكسبه احترام الجميع.
وفاته وتركته الخالدة
رحل الشيخ عطية صقر في 9 ديسمبر 2006، لكنه ترك أثرًا لا يُمحى في قلوب المسلمين. مثّلت حياته نموذجًا للعالم المسلم الذي يخدم دينه وأمته من خلال العلم والعمل، ورغم رحيله، فإن كتبه ومؤلفاته ما زالت مرجعًا هامًا لكل من يبحث عن إجابات دقيقة وصحيحة لمسائل الدين.
تمر الذكرى الثامنة عشرة لوفاة الشيخ عطية صقر، وما زال صدى علمه يتردد بين الناس، متجددًا في كل مرة يُرجع فيها إلى أحد مؤلفاته أو فتاواه، لقد كان بحق "مفتي البسطاء"، وترك لنا دروسًا لا تُنسى في تبسيط الدين وجعله في متناول الجميع.
إقرأ أيضا
تفاصيل مأسوية في حياة سيف الله مختار وحقيقة قرابتة لـ احمد رمزي
5 أيام في ظلام القبر.. حكاية صراع صلاح قابيل مع الموت