في ذكرى ميلادها.. السيدة نفيسة نجمة أضاءت سماء مصر بالعلم والتقوى
السيدة نفيسة.. في ذكرى ميلادها العطرة، نستذكر سيرة السيدة نفيسة بنت الحسن، حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تلك السيدة العظيمة التي سطرت أروع صفحات الإيمان والتقوى، لقد كانت مثالاً يحتذى به في العبادة والزهد، ونشرت العلم والمعرفة في أرجاء مصر، فتركّت السيدة نفيسة بصمة خالدة في قلوب المسلمين.
ويسلط الموجز، في هذا التقرير الضوء على حياة السيدة نفيسة ودورها في نشر الإسلام بمصر واهتمامها بالعلم ..
مكان وموعد الميلاد والنسب الشريف
ولدت السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب في مدينة مكة المكرمة في الحادي عشر من شهر ربيع الأول عام 145 هجريًا. تنتمي السيدة نفيسة إلى بيت النبوة الشريف، وهي من سلالة الرسول صلى الله عليه وسلم.
طفولتها وشبابها واهتمامها بالعلم والعبادة:
نشأت السيدة نفيسة في بيئة دينية وعلمية، حيث كانت تحرص على تلقي العلوم الشرعية منذ صغرها، انتقلت مع أهلها إلى المدينة المنورة، حيث ارتادت المسجد النبوي الشريف، وتعلمت الفقه والحديث من كبار العلماء، اشتهرت بحفظها للقرآن الكريم، وبفهمها العميق للمسائل الشرعية، كانت تقضي وقتًا طويلاً في العبادة والذكر، وتتميز بزهده في الدنيا وطلبها للآخرة.
هجرتها إلى مصر وأثرها في المجتمع المصري:
هاجرت السيدة نفيسة إلى مصر، واستقرت فيها، حيث أسست لنفسها مكانة علمية ودينية كبيرة، كان أهل مصر يقبلون عليها طلبًا للعلم والنصيحة، وكانت تجيبهم بكل تواضع وحكمة. أسهمت في نشر الإسلام وتعاليمه السمحة، وحثت الناس على التقوى والعمل الصالح.
بعد وفاتها، بنيت القبة المشرفة على ضريحها، والتي أصبحت قبلة للعابدين والزائرين، وأحد أهم المعالم الدينية في القاهرة، وما زالت سيرتها العطرة تلهم الأجيال، وتعتبر قدوة حسنة للمسلمين.
أبرز صفات السيدة نفيسة ايقونة العلم وداعية الإسلام بمصر
السيدة نفيسة بنت الحسن، حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت نموذجًا للإيمان والتقوى والعمل الصالح، لقد اشتهرت بالعديد من الصفات الحميدة التي جعلتها محل تقدير واحترام المسلمين على مر العصور.
واتسمت السيدة نفيسة بالعبادة والزهد فكانت متعبدة لله تعالى، تقضي لياليها في الصلاة والذكر، وتتجنب ملذات الدنيا، فضلا عن شهرتها بالعلم والفضل لقد حفظت القرآن الكريم وكانت على درجة فهم عميق للمسائل الشرعية وكانت على أسئلتهم واستفساراتهم بكل صبر وتفصيل، مما ساهم في نشر الفهم الصحيح للدين بين مختلف شرائح المجتمع..
كما اتسمت بالتقوى والورع وحرصها على تطبيق أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، كذا كانت معروفة بكرمها وجودها على الفقراء والمساكين، وتساعد المحتاجين، هذا إلى جانب صبرها وتحملها فقد كانت صبورة على الشدائد، وتتحمل المصائب بصدر رحب.
واشتهرت السيدة نفيسة بالحكمة والروية في أحكامها، وتقدم النصائح السديدة للناس، كانت السيدة نفيسة عالمة فاضلة، تحظى بتقدير كبير في مجال الفقه والحديث، مما جعلها مرجعًا علميًا للكثيرين، وقد أسست مجلس علم في منزلها، حيث كانت تستقبل العلماء والطلاب وتناقشهم في المسائل الشرعية، مما ساهم في نشر العلم والمعرفة الدينية، بل امتد دورها إلى الإسهام في الإسلام وتعاليمه السمحة بين الناس، وحثت على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وتميزت السيدة نفيسة بسماحة الدين وتسامحه، وكانت تدعو إلى الوحدة والتعاون بين المسلمين، مما ساهم في نشر روح المحبة والتآخي بين الناس.
التواصل مع المجتمع، لم تكن السيدة نفيسة منعزلة عن المجتمع، بل كانت تتفاعل مع الناس من جميع الطبقات، وتساعد الفقراء والمحتاجين، مما زاد من حب الناس لها واحترامهم لها، وسهل انتشار الدعوة الإسلامية.
كما أسست مسجدًا باسمها، الذي أصبح مركزًا لنشر العلم والمعرفة، ولاقى اهتمامًا كبيرًا من الناس ويعد أحد أهم المعالم الدينية في القاهرة، وصار هذا المسجد على مر العصور قبلة للعلماء والصلحاء، ومكانًا للتعلم والعبادة.
القدوة الحسنة والسيرة العطرة
إن السيدة نفيسة كانت نموذجًا للمرأة المسلمة المثالية، التي جمعت بين العلم والعمل والعبادة، وقد تركت إرثًا عظيمًا للأجيال القادمة. فحياتها مليئة بالدروس والعبر، وهي دعوة لكل مسلم ومسلمة إلى الاقتداء بها في زهدها وعبادتها وعلمها، وفي حبها لله ورسوله وأهل بيته.
اقرأ أيضًا
احتفالاً بمولدها.. ننشر 11 معلومة حول موافقة السيدة نفيسة لجدها ﷺ
يغفل عنه الكثير.. خطيب مسجد السيدة نفيسة يكشف مفتاح الجنة